
مع كل انتهاك جديد،،وعدوان بربري وحشي، يتعرض له المرضى والمرافقون وكوادر مستشفى النو بأم درمان،، تتبدى صور من الصمود الخرافي الذي يظهره المرضى وذووهم،، والكوادر العاملة بالمستشفى على مختلف مهامها وواجباتها،، وتهب كوادر صحة الخرطوم تتفقد ما يطال الناس والمباني والاليات والمعدات والاحتياجات من استهداف وتدمير،..
يحدث ذلك تحت القصف الماثل والمحتمل، وما يخلفه من اعباء وضحايا وجروح تطال الاجساد وتدمي القلوب،بفعل ما ينجم عن موجات الاستهداف المتكرر لهذه المؤسسة المدنية الطبية التي ظلت صامدة في وجه تمادي الجماعة الارهابية، التي ظلت اعتداءتها تشكل دلالة دامغة متكررة وموثقة، على وحشية وغجرية عصابة الدعم السريع،تدلل وتطعن في نزاهة كل من هو وراء هذا السرطان الذي حل بجسد هذا الوطن، الغالي،، ونال من هذا الشعب الابي الصامد الصابر المحتسب.
اقول قولي هذا وقد استمعت الى حوار قصير مباشر اجرته قناة الجزيرة مع مدير مستشفى النو عشية العدوان الوحشي السافر على سوق صابرين.. فشدني والله ثبات الرجل وهو يتحدث بنبرة واثقة عن الحالة التي نحسب انها مشفقة فرضها الاعتداء الهمجي على سوق صابرين..وما خلفه، من الضحايا،، من القتلى والمصابين،الذين تم اجلاؤهم الى المستشفى، فتحدث الرجل بثبات، عن امكانات متوفرة لمقابلة تداعيات العدوان.. وعمليات جراحية كبرى،،تجرى.. وحالات اصابات متفاوتة تنظر،، وصمود للكوادر على تدرجاتها وتخصصاتها كافة.. قالت به كلماته واعطت الشعور بينا به نبرته،الثابتة الواثقة المطمئنة.
ويبدو ان ثبات الرجل، وتماسكه ذاك النبيل،، مستمد من مواقف سلطات ولاية الخرطوم التنفيذية والصحية بقيادة وواليها الذي ظل يسجل حضورا ميدانيا عاجلا، في قلب كل حادثة وكارثة تعمد لارتكابها العصابة المجرمة الفاجرة من تسمى بالدعم السريع ..فظل يهرع مع كل تحدي إلى مكان الحدث وموقع الكارثة يصحبه المساعدون والمعاونون، والمستشارون،من صناع القرار ومتخذيه ومنفذيه. ففي لجنة طوارئ صحة الخرطوم،، افادت التقارير انها شغلت (١٢) عربة أسعاف.بمجهوداتها الذاتية واحتوت كل التداعيات الصحية لأحداث (سوق صابرين).
فقد تجلت قدرة وهمة وزارة الصحة بولاية الخرطوم.
في احتواء التداعيات الصحية الحرجة، التي خلفها القصف البربري الممنهج للمليشيا الارهابية المتمردة، لسوق صابرين الذي أودى بحياة (٥٧) مواطنا مدنيا، وأصابه (١٦٠) آخرين. أصابات معظمها بالغ الخطورة.
ان الذي يملأنا يقينا ويعبئنا صلابة وثبات،، ما كشف عنه اجتماع لجنة الطوارئ الصحية بولاية الخرطوم، الأسبوعي،، الذي اعلن عن تحدي كبير،، وانجاز نموذجي، تمثل في تأهيل واعادة تشغيل اثنتي عشرة عربة اسعاف مزودة بالأجهزة والكوادر لإجلاء المصابين من موقع الحادث لمستشفى النو التعليمي لاخضاعهم للأسعافات اللازمة وتلقي العلاج، وتمكنت الكوادر الطبية بالمستشفى من أسعاف(١١٠) مصابا كانت حالاتهم حرجة في غضون ساعة واحدة.. وأحالت عربات الإسعاف مصابين أخرين لمستشفى امدرمان بعد أن أجريت لهم الإسعافات الأولية العاجلة ، وما ورد عن الاجتماع الأخير ذاك المهم للجنة طوارئ صحة الخرطوم..من تاكيد لاستقرار حالات المصابين،و احتواء فوري للكارثة التي وقعت بسوق صابرين وما بذل من مجهودات لتوفير للإمداد الدوائي الخاص بالطوارئ، والدم الكافي ببنك الدم بمستشفى النو، وما صاغوه من اشادة وانصاف وتقدير بحق إدارة مستشفى النو وكوادرها العاملة وكفاءتها العالية في تصنيف الحالات الحرجة واسعافها في الحال، و وما بثه المجتمعون في الحقل الصحي بولاية الخرطوم،،فينا وكل أهل الخرطوم من طمأنينة وارتياح،بان كل المستشفيات العامة بولاية الخرطوم جاهزة و قادرة على إدارة الحوادث والأزمات بذات الإمكانات المتوفرة بمستشفى النو، شكل ارتياحا ورضي مشى به المواطنون.
وهكذا تتجلى المعاني وتمتشق القيم بأننا ايها الكرام احفاد شعب ابي وأمة نبيلة.