الرأي والتحليل

إسلام بكري محمود تكتب: الخرطوم تتحرر..والظلام ينقشع..وأما الزبد فيذهب جفاء

وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا”—مع هذه الآية الكريمة، يتنفس السودانيون هواء الحرية، ويتجدد الأمل في نفوسهم بعد تحرير الخرطوم، العاصمة التي كانت شاهدة على معارك حامية، وموطنًا للدمار، لكنها اليوم تنبض بالحياة من جديد، وتستعيد مجدها في قلب السودان.*
فصل من المعاناة… وبداية جديدة
*الخرطوم، المدينة التي شهدت تقلبات الزمن، كانت في يوم من الأيام عروسًا تزين النيل، وتغني الحياة في قلبها. لكن مع مرور الزمن، تحولت إلى ساحة صراع، طافت فيها الأوجاع، وتوالت على شوارعها الهموم. “فيا ليل، يا طويلًا، ويا دربًا شاقًا”، سارت الخرطوم تحت وطأة النزاع، وذاقت مرارة الدمار، ومع كل خطوة كانت تزداد الحزن في قلوب أهلها، وتتكاثر الجراح في جسدها.*
*لكن لم يكن لليأس مكان في النفوس، فالشعب السوداني الذي واجه التحديات، بعزيمة لا تلين، أصرّ على أن الخرطوم ستكون حرة، وأن النور قادم لا محالة. “فإن مع العسر يسرا”—هذه كانت كلماتهم التي تلون الأمل في قلب كل سوداني، وتضع طريق التحرير نصب أعينهم.*
*لم يكن تحرير الخرطوم مجرد معركة عسكرية، بل كان صراعًا وجوديًا يعكس إرادة الشعب السوداني في التخلص من قيود الظلم، واستعادة حريته. “الحرب سجال، والنصر هو النهاية”، هذا هو ما تبناه المجاهدون في كل زاوية، وأصرّوا على المضي قدمًا رغم أن المعركة كانت صعبة والعدو متحصنًا.*
*في تلك اللحظات العصيبة، كانت الخرطوم تحتضن بين شوارعها الحُرة ذكريات الأبطال الذين ضحوا بالغالي والنفيس. “إذا الشعب يومًا أراد الحياة، فلا بد أن يستجيب القدر”. وقد استجاب القدر أخيرًا، وبدأت الأرض ترتجف تحت أقدام الأحرار، بينما تساقطت قلاع العدو واحدة تلو الأخرى.*
*وفي هذا اليوم الذي نشهد فيه تحرير الخرطوم بالكامل، اهتزت المدينة من فرط الفرح، والدموع التي سالت كانت دموعًا من دماءٍ سابقة، دموع من فرحة لا تُقاس. “تحيا الخرطوم، وتبقى الخرطوم!” هتفوا بها، ورفعوا راياتهم عالياً.*
ما بعد التحرير… تحديات وإعادة بناء
*لكن التحرير ليس نهاية الطريق، بل هو بداية لبناء الخرطوم من جديد. هذه هي الحقيقة التي لا يمكن إنكارها. فالإعمار هو التحدي الأبرز الآن، ولن يكون الطريق مفروشًا بالزهور. المدينة التي عانت طويلاً تحتاج إلى إعادة بناء، من أسسها إلى قمتها، لكن عزم أهلها لا يعجزه شيء.*
*المهمة الآن هي جمع الشتات، وتوحيد الجهود نحو بناء وطن يعانق السماء، ويجسد أحلام السودانيين. “أمجاد الشعب لا تغيب، فإنها في دمائه أبدًا تطيب”—هذه هي الحقيقة التي يجب أن تسود، فالشعب الذي حرر الخرطوم قادر على بناء السودان كله، وعيناه على المستقبل لا الحاضر.*
رسالة إلى العالم: السودان سينهض من جديد
*تحرير الخرطوم يبعث برسالة قوية إلى العالم بأسره: السودان سيبقى صامدًا، سيبقى حيًا، وإن كنا قد خضنا المعركة فإن النصر سيظل لنا. كما قال الشاعر الكبير محمد الفيتوري: “لا تحزني، فالنيل يرفض أن يموت، والشمس ترفض أن تغيب”.*
*اليوم، تشرق شمس الخرطوم من جديد، لتضيء درب الحرية، وتذكر الجميع أن الشعوب إذا أصرت على الحياة، فإنها لا تُهزم. “إن بعد الليل فجرًا”—الخرطوم قد تحررت، والسودان سينهض من جديد، حاملاً في قلبه راية الأمل، ومضيئًا درب العزة والكرامة.*

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى