
في لحظةٍ طال انتظارها، ووسط فرحةٍ غمرت القلوب، شَهِدَ مستشفى غرب المحس بمحلية دلقو تدشينًا فعليًا لمركز غسيل الكلى، حيث استقبل المرضى اليوم وبدأت رحلات العلاج التي كانت يومًا ما حُلُمًا بعيد المنال. جاء التدشين بحضور المدير التنفيذي لمحلية دلقو، إلى جانب الطواقم الطبية ولجنة المستشفى، في مشهدٍ جسّد التكاتفَ والتعاون من أجل خدمة أهالي المنطقة.
كان مرضى غسيل الكلى في السابق يقطعون المسافات الطوال، بين دنقلا والمناطق البعيدة، بحثًا عن علاجٍ يُخفّف عنهم وطأة المرض، لكنَّ المكرمة الكريمة من الأمير فهد بن سعود، والادارة التنفيذية بمحلية دلقو وبمتابعةٍ واهتمامٍ حثيث من أبناء المنطقة في الداخل والخارج، غيّرت المعادلة ورسمت واقعًا جديدًا عنوانه الرحمة والرعاية.
المدير التنفيذي لمحلية دلقو الأستاذ مدثر شرف الدين معبراً:
اليوم نحتفي بإنجازٍ طال انتظاره، وهو تدشين مركز غسيل الكلى بمستشفى غرب المحس، الذي يُمثّل خطوةً محورية في تقديم الرعاية الصحية لمواطنينا. كان مرضى الكلى في السابق يعانون من مشاق السفر إلى دنقلا أو مناطق أخرى، واليوم، بفضل هذه المكرمة الكريمة من الأمير فهد بن سعود، والمتابعة الدؤوبة من أبناء المنطقة، أصبح العلاج متاحًا بالقرب منهم. نشكر كل من ساهم في هذا المشروع الإنساني، ونتطلع لمزيد من التطوير في القطاع الصحي.”
وممثل لجنة مستشفى غرب المحس قائلاً:
“نشعر اليوم بسعادة غامرة ونحن نشهد تشغيل هذا المركز الذي سيخفّف الكثير من المعاناة عن أهلنا. سعينا طويلًا لتحقيق هذا الهدف، وكان تجاوب الخيرين من أبناء المنطقة والمساهمين رائعًا. نشكر كل من وضع لبنةً في هذا المشروع، ونؤكد التزامنا بتقديم أفضل الخدمات لمرضى غسيل الكلى.”
*ممثل طاقم المركز الطبي في كلماتٍ له في هذه المناسبة:*
*”افتتاح المركز خطوةٌ كبيرةٌ نحو تحسين الرعاية الصحية في المنطقة، ونتعهد بتقديم أفضل الخدمات الطبية وفق المعايير المطلوبة. الكادر الطبي والتمريضي على أتم الاستعداد لاستقبال المرضى وتقديم الرعاية اللازمة لهم، ونسعى لتوفير بيئة علاجية متكاملة تُساعد المرضى على تحمل صعوبات المرض بسهولة أكبر.
أحد مرضى غسيل الكلى يصرح وهو معبراً عن امتنانه:*
*”كنا نعاني من السفر المتكرر إلى دنقلا أو مناطق بعيدة، ما كان يُرهقنا جسديًا وماليًا. اليوم، نشعر بالفرح والراحة بوجود المركز هنا في مستشفانا. أصبح بإمكاننا تلقي العلاج دون عناء السفر، وهذا يعني لنا الكثير. نشكر كل من ساهم في تحقيق هذا الحلم، ونسأل الله أن يجزيهم خير الجزاء.”
ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا”—بهذه الروح الإنسانية، انطلق المركز ليكون منارة أملٍ وشفاء، يختصر المسافات، ويُعيد للحياة ألوانها في أعين المرضى. اليوم، لم يعد السفرُ ضرورةً مُلِحّة، فالعلاج صارذ قريبًا، والآمال أضحت واقعًا، فهنيئًا لأهل المنطقة بهذا الإنجاز، وهنيئًا للمرضى بهذا الصرح الذي يُنير لهم درب الشفاء.