تقارير

الأستاذ محمد العوض كيال.. أمة من الخلق والاحترام ونموذج يُحتذى به في مؤسسات الدولة

تقرير كتبه رئيس التحرير:  هشام احمد المصطفى ابو هيام

مقدمة:

في زمن تاهت فيه المعايير، وغابت فيه بعض القيم عن ساحات الخدمة المدنية، يطل علينا الأستاذ محمد العوض كيال، المدير التنفيذي لمكتب وزير المالية بولاية نهر النيل، كواحد من القلائل الذين جمعوا بين الانضباط الإداري، والبُعد الإنساني، والرقيّ الأخلاقي، فصار مثالًا يُحتذى به في بيئة العمل الحكومي، وعلَمًا يُشار إليه بالبنان وسط رصفائه ومرؤوسيه على حد سواء.
من يتعامل مع الأستاذ كيال، يُدرك على الفور أنه يقف أمام رجل دولة حقيقي، لا يُجيد إلا الانتماء لواجبه، ولا يرضى إلا بالإتقان، ولا يهادن في ما يخص المبادئ أو القيم. سلوكه يعكس تربية أصيلة، وتعليمًا ناضجًا، وخبرة متراكمة في أروقة الدولة، جعلته يُدرك أن الموقع تكليف قبل أن يكون تشريفًا، وأن القيادة هي مسؤولية لا منصب.سمات شخصية مميزة: كيال الإنسان قبل المديرمن أهم ما يميّز الأستاذ محمد العوض كيال هو حضوره الإنساني الطاغي، الذي يلمسه كل من يتعامل معه. فهو رقيق المعشر، مهذب العبارة، لطيف الكلمة، واسع الصدر، حسن الاستماع، لا يقاطع متحدثًا، ولا يستخفّ بشكوى، ولا يُهمل طلبًا مهما كان بسيطًا.يتعامل مع الآخرين بنديّة وتواضع، فلا يرى في موقعه الإداري سُلطة بل أداة لخدمة الناس، ويُقدّم صورة ناصعة للموظف السوداني النموذجي الذي يلتزم بقيم المجتمع، ويحمل في قلبه حب الخير للناس، ورغبة صادقة في أن يترك أثرًا جميلًا في كل من حوله.وهو كذلك صاحب كاريزما فريدة، يفرض احترامه بهدوء، ويتحكم في مجريات الأمور برؤية متوازنة، تتّسم بالحكمة والعقل الراجح. لا يُحب الصخب، ولا يميل للاستعراض، بل يفضّل العمل الصامت الذي يتحدث عنه الآخرون.

IMG 20250716 WA0239

الكيال في عيون الناس: احترام ومحبة وثقة

عندما تُذكر اسم الأستاذ محمد العوض كيال في مجالس الولاية، تجد الإجماع والقبول والمحبة قبل أي حديث عن مهامه. يحترمه العاملون في الوزارة، ويُقدّره المواطنون، ويُثني عليه كل من تعامل معه سواء في شأن رسمي أو في إطار اجتماعي.وتلك المحبة التي نالها لم تكن من فراغ، بل كانت نتاجًا طبيعيًا لأخلاقه الرفيعة، وتعاملاته الراقية، وحرصه على ألا يُقصّر في حق أحد. كثيرون قالوا عنه:> “لو أن كل المديرين التنفيذيين مثل الكيال، لما شكا الناس من تعقيدات المعاملات أو غياب الإنسانية في المؤسسات”.الناس تثق فيه لأنه صادق، ولأنهم يعرفون أن كلمته لا تخون، ووعوده لا تُكسر، وقراراته تنبع من قلبه الصافي وفكره السليم. وهو في الوقت ذاته رجل يحفظ السرّ، ويحترم الخصوصية، ويصون كرامة كل من يدخل مكتبه.

دوره في تطوير الأداء بالمكتب: عقلٌ إداري واعٍ ورؤية حديثة

الأستاذ كيال لم يكن مجرّد موظف تقليدي يؤدي مهامه من دون روح، بل جاء بفكر إصلاحي وإداري متقد، استطاع من خلاله أن يُحوّل مكتب وزير المالية من مجرد غرفة لاستقبال المعاملات إلى مركز تفاعل حقيقي بين الدولة والمواطن.تبنّى نظام المتابعة الفورية، وحوّل الإجراءات إلى سلسلة مترابطة تسير بانسيابية، وأعاد هيكلة بعض جوانب الأداء اليومي لضمان أقصى درجات الانضباط والكفاءة. فصار المكتب أكثر تنظيمًا، والأدوار أكثر وضوحًا، والمخرجات أكثر دقة.كذلك دعم إنشاء بيئة عمل إيجابية داخل المكتب، تحفّز العاملين وتُشعرهم بأنهم جزء من النجاح، لا مجرّد أدوات تنفيذ. وقاد العديد من المبادرات لتحسين جودة الأداء وتقليل الزمن الإجرائي للمعاملات.كان يرى في التطوير الإداري واجبًا، لا خيارًا. لذلك لم يتوانَ عن طرح الأفكار، وتشجيع التدريب، وفتح أبواب التعاون بين المكتب والجهات الأخرى بالولاية، ما جعل مكتب وزير المالية يُضرب به المثل في التناسق والفعالية والاحترافية.احترامه لمواعيد العمل وحرصه على الانضباط: الرجل الذي لا يعرف التراخيمن أبرز ما يُميّز الأستاذ كيال هو انضباطه الزمني الصارم، والتزامه الدقيق بمواعيد الحضور والانصراف، واستعداده الدائم لإنجاز المهام دون تأخير أو تقاعس. فهو أول من يصل إلى المكتب، وغالبًا آخر من يغادره.يُتابع التفاصيل بنفسه، ويحرص على أن تسير كل المعاملات في وقتها المحدد، لأن فلسفته في العمل قائمة على أن “التأخير ظلم”، وأن “إضاعة وقت المواطن هي إضاعة لحقوقه”.

IMG 20250717 WA0018

هذا الحرص على الانضباط جعله قدوة لزملائه، ومصدر إلهام لمرؤوسيه، فصار الجميع يشعر بأن المكتب ليس مكانًا للجلوس، بل ميدانًا للعطاء والتفاني.

البُعد الإنساني في تعامله مع الناس: قلبٌ رحيم وإحساس بالآخرين

رغم أن منصبه قد يفرض عليه أحيانًا الحزم، إلا أن الأستاذ محمد العوض كيال لم يسمح لهذا الجانب أن يُطفئ ما بداخله من رحمة وتواضع. فكل من يقصده يجد فيه أخًا ناصحًا، وأبًا عطوفًا، وإنسانًا قبل أن يكون مسؤولًا.

يتعامل مع الضعفاء والفقراء باهتمام بالغ، ويتلمس احتياجاتهم دون انتظار لطلب مباشر. بل إن كثيرًا من الناس ذكروا أنه يسعى بنفسه لحل مشاكل بعض المواطنين الذين يعرف ضيق حالهم، فيتدخل بما يستطيع ويُوجّه الموظفين بمراعاة ظروفهم.هذا الحسّ الإنساني جعله محبوبًا لدى فئة واسعة من المجتمع، فكان يربط بين الناس والإدارة بجسر من الثقة والاحترام المتبادل، وبهذا النهج استطاع أن يكسر الحواجز ويُعيد للإدارة بُعدها الأخلاقي.

نموذج يُحتذى به في مؤسسات الدولة: هكذا يكون الموظف العامإن النموذج الذي يقدمه الأستاذ محمد العوض كيال هو في الحقيقة قيمة يجب أن تُدرّس في معاهد الخدمة المدنية، وأن تُروى للأجيال القادمة، لأنه يُمثّل ما يجب أن يكون عليه حال الموظف العام:

التزام لا يلين

أخلاق لا تتغير

صدق لا يُشترى

وتواضع لا يُصطنع

لقد برهن عمليًا أن المناصب لا تُفسد الطباع، بل تُظهر المعدن الحقيقي للإنسان. وأنه بالإمكان الجمع بين السلطة والرُقيّ، بين الحزم والرحمة، بين الإدارة والإنسانية.فليست الدولة بحاجة فقط إلى خطط وسياسات، بل تحتاج إلى رجال يُمثلونها بأخلاقهم، ويقودون مؤسساتها بقيمهم، ويقفون في واجهتها بقلوبهم قبل أقلامهم. وقد كان الأستاذ كيال واحدًا من أولئك الذين رفعوا راية الأداء الشريف، والخلق العالي، والعمل الجاد، فاستحق أن يكون رمزًا في ولايته، وأنموذجًا وطنيًا يُحتذى به.

كلمة أخيرة: من أمثال كيال تُبنى الأوطان

إن الكلمات لن توفي هذا الرجل حقه، لكننا نحاول من خلال هذا المقال أن نُسلط الضوء على نموذج إداري وإنساني فريد يستحق أن يُكرّم، ويُحتذى، ويُحتفى به في إعلامنا، ومؤسساتنا، ومناهجنا.فمن يُحسن إلى الناس، ويحترمهم، ويُنجز عمله، ويصون أمانته، هو في الحقيقة يُؤسس لبنية وطنية قوية، قاعدتها الخلق، والعدل، والشفافية، والرحمة.نسأل الله أن يوفقه في عمله، وأن يُكثر من أمثاله في مؤسساتنا، لأن بمثل هذا النموذج يُمكن أن نبني سودانًا جديدًا، نظيفًا، متقدمًا، وإنسانيًا حتى النخاع.

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى