الأمين العام للشؤون الاجتماعية بالولاية الشمالية لــ(المسار نيوز): مواطنو الولاية الشمالية أول من نزحوا بسبب الحرب التي بدأت من مطار مروى

التكافل بين أهل الولاية فيما يخص استضافة النازحين يمثل مصدر فخر للسودانيين
عدد المستفيدين من الدعم النقدي المباشر (7625) ألف أسرة وهذه هي المعايير للاختيار
لا بد من صوت شكر لكافة المنظمات والدول التي قدمت مساعدات للسودانيين المتأثرين بالحرب

حوار: هشام أبو هيام
كشفت الأمين العام للشؤون الاجتماعية بالولاية الشمالية الأستاذة / منال مكاوي إبراهيم خلال حوارها مع صحيفة المسار نيوز عن النسب الخاصة بالفقر في الولاية الشمالية بعد وقبل الحرب وأشارت إلى الجهود الخاصة بمكافحة الفقر ودعم المنظمات المحلية والإقليمية للنازحين .
وتطرق مكاوي إلى مراحل استقبال وتسكين اللاجئين عبر ملحمة سيخلدها التاريخ من خلال الاستقبال الكبير للمواطنين لإخوانهم الوافدين وشددت علي أهمية مواصلة المنظمات جهودها في التنمية خلال المرحلة المقبلة خاصة دعكم مشاريع إنتاج الطاقة وتطرق الحوار للعديد من المواضيع تجدونها في ثنايا الحوار.
ما هي مجهوداتكم فيما يتعلق بالرعاية الاجتماعية والتدخلات التي حدثت في ظل موجة النزوح والوافدين على الولاية؟
مرحبا بكم الاخوة في قناة واذاعة المسارنيوز.. في البدء لا بد من تحية إنسان الولاية الشمالية الذين استضافوا الوافدين والنازحين في كافة أنحاء الولاية ومحلياتها السبع وعكسوا ملحمة رائعة نفتخر بها كسودانيين عموماً ونحن في الأمانة العامة للشؤون الاجتماعية كان العمل على ثلاث مراحل، المرحلة الأولى النزوح جراء الحروب التي افتعلتها مليشيا الدعم السريع على الجيش وذلك في 15 أبريل في عام 2023 حيث بدأت في مطار مروي، و استقبلت الولاية عدد ثلاثة آلاف وخمسمائة وأربعين (3045) نازح في 150 مركز إيواء .
وقتها تربعت محلية حلفا في المركز الأول من حيث الاستضافة ثم محلية مروي ثانياً ودنقلا ثالتاً دمجنا هذه المراكز لتبلغ الان 88 مركز إيواء وبدأنا كمؤسسة ذات طابع اجتماعي في تخفيف الصدمة و توفير الغذاء مع شركائنا في العمل الاجتماعي والمؤسسات المختلفة وإنسان ومجتمع الولاية الشمالية فكانت الاستضافات الجماعية بعد ان كونها الاخ والي الولاية الشمالية عبر لجان متخصصة تمثلت في لجان الإعاشة والإيواء ولجان الأوضاع الإنسانية ولجان الطوارئ والأزمات وحتى لجان النقل والترحيل.
وبدأنا مع هذه اللجان المختلفة في استقبال اللاجئين والوافدين حيث يتم تسكينهم مع الشركاء المختلفين ومن ثم عملنا في توفير الكساء والغذاء واخيراً كانت المرحلة الثالثة وهي تقديم حزم الدعم النفسي والاجتماعي حتى تطمئن هذه الأسر ونبث فيها الامن والامان وبعدها كونت اللجان المختلفة وهي لجان إسناد القوات المسلحة وتحريك القوافل وعلاج الجرحى فكانت الامانة تحمل الهم الاول في تشكيل هذه اللجان المختلفة ونستطيع القول بحمد الله نقول ان مرحلة النزوح استضافة النازحين قد انتهت وايضاً هناك شريحة أخرى وتتمثل في الوافدين الذين استضافتهم القرى والفرقان ومحليات هذه الولاية فكان لابد من ترتيب لقاء معنا من خلال برامج التواصل الاجتماعي المختلفة عبر استنفار المجتمع المحلي حتى ينصهر هؤلاء ككتلة واحدة مع انسان الولاية الشمالية.
مجتمع الولاية الشمالية فيه خير كثير جداً عملت الحكومة والوزارة وكل المؤسسات ذات الصلة علي تثبيت هذه الملحمة هل المجلس قام بتوثيق هذه الملحمة لكي تدرس للأجيال القادمة وتكون خير نبراس؟
اولاً لا بد من التحية لكل الأجهزة الاعلامية بمختلف مسمياته يمكن ان نقول ان الحرب أفرزت لنا الكثير من الإعلاميين والروابط المختلفة من الإعلاميين فكان التوثيق والافكار تأتي منهم ومن ثم عبر فضائية الولاية الشمالية فكان توثيق ملحمة الكرامة من قبل إخواننا في القوات المسلحة.
ومن ثم عبر وزارة الثقافة والإعلام المجلس الاعلى وكثيرون من الذين جاءوا الى هذه الولاية يحملون هم توثيق هذه الملحمة ولعلكم احد الذين يقومون بهذا الدور العظيم لعكس الصورة للمجتمع السوداني ولمختلف الدول لعكس هذه التجربة والمشروع لرؤية كيف استقبل اهل الشمال إخوانهم النازحين مثلما استقبل النبي صلى الله عليه وسلم عندما هاجر من مكة الى المدينة طبعا نقصد أنهم اقتدوا بما فعله السلف الصالح حقاً هذه تجربة رائعة تستحق ان تجسد التآخي والتماسك الاجتماعي.

هنالك العديد من المنظمات الأجنبية والوطنية موجودة في الولاية إلى اي مدى عملت هذه المنظمات على مساعدة الوافدين؟ وما هو المطلوب منهم بالنسبة لمجتمع النازحين والمجتمع المستضيف؟
نحن في بداية الأزمة استقبل المجتمع المحلي وشركائنا في ديوان الزكاة والغرفة التجارية وايضاً المؤسسات المختلفة لكن التحية لمفوضية العون الإنساني التي عبرها دخلت المنظمات لهذه الولاية ولهم التحية والتقدير على هذا الدور المتعاظم لقد شاركونا في كثير من البرامج المختلفة واحدة من تلك البرامج تقديم الدعم النفسي والاجتماعي .
ولابد من تحية جمعية الهلال الاحمر السوداني والملك سلمان خادم الحرمين الشريفين وايضاً الإغاثة التركية العالمية والهلال الأحمر القطري ودولة الكويت كان لهؤلاء إسهامات كبيرة في تقديم الدواء والغذاء والكساء من خلال السلال الغذائية المختلفة الآن يمكن لهم دور كبير في التنمية المختلفة مثل الامم المتحدة للسكان وصحاري ومعظم المنظمات قدمت معنا كل وسائل الدعم لمدة 4 أشهر ولا ننسى منظمة الهجرة الدولية في تقديم الدعم المادي وغيرها من المنظمات التي ساهمت في استقرار النازحين والوافدين لهم التحية على هذا العمل ولازال بعضهم متواجد في الولاية بعد انقضاء المرحلة الاولى ويعملون في مراحل اخرى مثل تمليك وسائل الانتاج نحن نطالبهم بعد انتهاء هذه الفترة ببدء مشاريع التنمية لإسهاماته الكبيرة فيها مثل المحطة التحويلية بعد ان قاموا بالعديد من محطات الطاقة الشمسية ولدينا تجارب مع صندوق الامم المتحدة للسكان عبر مختلف الوسائط الوطنية ليلى الأزهار وسي دي إف (CDF ) في تأسيس مراكز تنمية المرأة داخل المحليات والمنظمات هي مساند حقيقي للحكومات ونحن نأمل ان يتواصل هذا الدور في إعادة الإعمار في الجهات المختلفة .
الولاية الشمالية تعرضت لسيول وامطار أدت الى تكسر وتحطيم العديد من المنازل حوالي (24) الف منزل تكسرت ما بين جزئي وكلي وفي هذا الشهر المعظم المنظمات تلعب دور كبير من خلال استضافتها للمطابخ الرئيسية الخاصة بالإيواء لابد من تحية منظمة صدقات و فوانيس الخير وهم الآن يمثلون العمود الفقري لبرنامج شهر رمضان من خلال تقديم الغذاء للوافدين وايضاً للمستشفيات وكذلك المنظمات التي قدمت سلال الغذاء للمواطنين لشهر رمضان ونحن نعمل بالتنسيق والجهد المشترك ان نقدم افضل الخدمات الاجتماعية لكافة شرائح المجتمع.
إلى أي مدى أسهم دعم المنظمات في استقرار المجتمع خاصة في الحوجة الأساسية للغذاء والدواء والكساء؟
هناك مشاريع أخرى تتمثل في تمليك وسائل الإنتاج لإخراج الاسرة من دائرة الفقر عبر التمكين الاجتماعي في المجالات المختلفة للشباب وبشكل خاص للمرأة ونتمنى من المنظمات ان تسهم في المشاريع الكبيرة التي يعود دخلها على إنسان الولاية الشمالية ونحن نثق في استجابة هذه المنظمات من خلال تجاربنا المختلفة معهم كمثال عندما تم استهداف المحطة التحويلية للكهرباء وجه الوالي اجتماع مع هذه المنظمات تم الاستجابة وعملت المنظمات على الطاقة البديلة .
كيف ينظر المجلس أو أمانة الشؤون الاجتماعية لحجم الفقر في الولاية الشمالية؟
نحن بحمد لله وتوفيقه منذ بداية هذه الأزمة وعبر ادارتنا المتخصصة في إدارة مشروع تنسيقات الفقر نربطها بمفوضية الأمان والتكافل وخفض الفقر الاتحادية كانت معظم البرامج التي تأتي قد تم زيارتها تماماً والحمد لله هذه الادارة الان تباشر أعمالها وتم تدشين الدعم النقدي المباشر وقد بلغ عدد (7625) الف أسرة في كافة محليات الولاية.
وتعتبر هذه المرحلة الأولى والثانية والآن نحن في الدفعية الخامسة والسادسة وكذلك نرتب الان لإعادة المشاريع التي توقفت توجيه الميزانيات للأمن ومعاش المجتمع ونحن نرتب مع ديوان الزكاة لبرامج التمكين الاجتماعي حتى نخفف من حدة الفقر في مجتمع الولاية في الماضي بلغ نسبة الفقر (64%) أما الان قد بلغ(94%) خاصة بعد استضافة النازحين ونعمل مع ديوان الزكاة والتأمين الصحي حتى نحقق الحزم التي تخرج هذه الأسر من دائرة الفقر لذلك لابد من إحكام التنسيق إعادة المشاريع تجاه الشرائح المختلفة.
ختاماً استاذة منال هنالك معايير لتوزيع الدعم النقدي حتى لا يظلم احد الى اي مدى راعيتهم هذه الجوانب العدلية؟
نحن نقوم بترتيب الدعم النقدي المباشر عبر الوزارة الاتحادية المالية ووزارة التنمية الاجتماعية تم بعد مسح شامل وبلغ العدد (2020) عبر الادارة المتخصصة مع المحليات المختلفة ونحن نعمل على آلية تنسيق مكافحة الفقر عبر وسائل مختلفة وكان التنسيق بيننا وبينهم في اختيار الذين يستحقون الدعم النقدي وقد تم بمعايير مختلفة ومعلوم ايضاً أنه من لا يملك قوت يومه ولكن هناك معايير أخرى ونحن موعودين في هذا العام بإضافته اعداد اخرى سيتم الترتيب لها حتى نستطيع زيادة التعريفة المقدمة وهى (25) الف وستزيد الى (50) الف سيتم الترتيب لها ويتم مسح اجتماعي لتحقيق هذه الخطة.