
نائب مدير الجامعة: في إطار المسؤولية الاجتماعية قمنا بإيواء الطلاب الوافدين واتحنا لهم فرصا أكاديمية بجانب دعم الأسر بالمواد العينية
هناك العديد من المراكز البحثية والاجتماعية منتشرة على مستوى أرياف الولاية لعبت دورا مقدرا في تنمية وتطوير المجتمعات الريفية
الدكتور علي: كلية الزراعة لديها علاقات مع منظمات الأمم المتحدة ولدينا اهتماما بالبحث وهناك ستة بحوث تمت اجازتها
جامعة وادي النيل لعبت دورا مقدرا في تنمية وتطوير المجتمعات واحدثت استقرارا ملحوظا والإدارة العليا اهتمت بالشأن الاقتصادي والتنموي للولاية
حوار: هشام أحمد المصطفى “أبو هيام “
تصوير: إبراهيم مدثر ـ عبد الرحيم مشير ـ محمد عوض
مقدمة الحوار:ـ
نواصل في هذا الجزء الثاني من لقاؤنا مع قيادات جامعة وادي النيل، السيد نائب مدير الجامعة الدكتور الأمين الطيب والدكتور علي حمزة الوكيل الأسبق للجامعة الأستاذ بكلية الزراعة.
وفي هذا الجزء تناولنا العديد من المحاور التي طرحت عليهم في برنامج “ضيوف وقطوف” التي كانوا ضيوفا علينا بقناة المسار الرقمية، أضف إلى ذلك مساهمتها في دفع مسيرة البناء التنموي والاقتصادي في البلاد بصفة عامة وولاية نهر النيل بصورة خاصة، و التي استفادت من وجود هذه الجامعة التي ظلت تقدم العديد من البحوث والدراسات في سبيل دعم ودفع النشاط الاجتماعي والاقتصادي.
ويقول السيد/ نائب مدير الجامعة الدكتور الطيب الوافدين من الطلاب وأسرهم وحتى يتمكنوا من مواصلة مسيرتهم العلمية والتعليمية وفي بداية الأزمة قامت الجامعة باستقبال عددا من الطلاب وذلك في إطار توفيق أوضاعهم، أضف إلى ذلك دورها في التدخلات المباشرة من خلال المبادرات الاجتماعية وقامت إدارة الجامعة مشكورة بتقديم العديد من المساعدات العينية التي قدمت لهؤلاء الأسر.
أما على صعيد كلية الزراعة ذكر لنا الدكتور علي حمزة بأن هذه الكلية وبالتعاون مع المنظمات المانحة قدمت قطع الأرض الزراعية التي تم تمويلها من قبل المنظمات، عموما تظل جامعة وادي النيل ومن خلال كلياتها المنتشرة ومركزها هي الجهة التي يعول عليها في احداث نقلة اجتماعية واقتصادية وسط مجتمع الولاية.. فالى مضابط الحوار:ـ
الدكتور علي حمزة مرحبا بكم في هذا الجزء الثاني من حوارنا ودعنا نواصل ما انقطع من حديث حول الكليات وتأثيرها على المجتمع واسهاماتها في استقرار الناس وما قامت بتقديمه لأهالي الولاية والسودان بصفة عامة؟
شكرا لكم الأخ هشام وكما هو معلوم أن مهام الجامعة هي خدمة المجتمع، وبحمد الله تعالى جامعة وادي النيل قامت بتأسيس كلية تنمية المجتمع، وهذه الكلية لديها عددا من المراكز موزعة على محليات وقرى الولاية، ومهام هذه المراكز تدريب وتأهيل السكان المحليين على عدد من الأنشطة سواء كانت اقتصادية أو خدمية أو حتى في مجال رفع مقدراتهم في الخدمات الصحية والتعليمية، ومن خلال الكليات الأخرى للجامعة تقوم أيضا بتقديم خدماتها من خلال هذه الكلية إضافة إلى أن كل كليات الجامعة في مواقعها لديها برامج فعالة جدا في المجتمع التي تتواجد فيه هذه الكلية.
وماذا عن أثر هذه الكلية في الولاية وما قدمته من بحوث علمية تسهم في تطوير النمط الزراعي حدثنا عنه؟
نحن في الحقيقة في كلية الزراعة لدينا عينات كثيرة من خلال الخضر، خاصة الطعام تمت اجازتها وإنتاجها مع إخواننا في هيئة البحوث، وللجامعة مزرعة وبحمد الله تعالى كل أعضاء هيئة التدريس في الكلية مشاركين مشاركة فعالة مع وزارة الزراعة بالولاية وهم حضورا في كل برامجها، إضافة إلى ذلك نحن في كلية الزراعة لدينا أكثر من خمسة مشاريع بحثية كانت ممولة من إدارة التعليم العالي ووزارة المالية ما قبل الحرب، كل هذه البحوث خاصة بأثر التغير المناخي على ولاية نهر النيل، وكما هو معلوم منطقة الشمال مرشحة من المناطق التي سيكون فيها التغير المناخي بصورة كبيرة جدا فلذلك الجامعة قامت بإنشاء مركز دراسات البيئة والتنمية الريفية.
إذا هل في هذا الإطار تم اشراك المنظمات العالمية والمحلية العاملة في مجال التنمية أو ذات الصلة بما يتعلق بالزراعة وما يتعلق بالمناخ حتى تتمكن الجامعة من تقويم مسيرتها الإدارية والمالية والعلمية وبالتالي تتمكن من تغيير كل الخطط البحثية في هذا الاتجاه؟
شكرا الأخ “أبو هيام” الآن لدينا عددا من أعضاء هيئة التدريس في كلية الزراعية هم أعضاء في مجلس هذه المنظمات بالولاية مثل الفاو وجايكا اليابانية والأمم المتحدة إضافة إلى المنظمات الوطنية، الغذاء العالمي تعمل معنا في تمويل برامج الكلية وقامت بتمويل زراعة ستون فدانا للوافدين من الخرطوم والنازحين ونحن في إدارة الكلية قمنا بتخصيص الأرض الزراعية والمنظمة قامت بحفر البئر وزرعوا وانتجوا وكان العائد للوافدين والنازحين ولدينا في الكلية مشاركة فعالة مع هذه المنظمات وظلت لصيقة بالجامعة والكلية.
وأنا أرى أن علاقة المنظمات قوية جدا مع هذه الكلية لأن معظم الإخوة الزملاء بالكلية كانوا في السابق يعملون بالمنظمات ولذلك ظلوا على علم تام بمشاكل الولاية وكيفية الحلول من خلال هذه المنظمات، لدينا مزرعة وستكون من المزارع التجريبية.
دكتور الأمين الطيب الطاهر نود أن نتعرف على أهم التدخلات الفنية واللوجستية التي قامت بها الجامعة تجاه الوافدين للولاية اثر هذه الحروب والنزاعات والتمرد الغاشم الذي قضى على الأخضر واليابس وكيف كانت أدوار هذه الجامعة؟
في الحقيقة مسألة امتصاص بدايات الحرب وتداعياتها كان هناك عدد كبير من الطلاب وأسرهم وحتى طلاب التعليم العام جاءوا إلى الولاية وكانوا على مشارف امتحانات الشهادة السودانية وقامت جامعة وادي النيل باطلاق مجموعة من المبادرات الإنسانية وواحدة من أهم هذه المبادرات كانت المبادرات الأكاديمية، ونظمنا في عدد من مدن الولاية دروس لطلاب الشهادة السودانية وتمت الاستعانة بأفضل المعلمين في المدارس الثانوية المعروف بتميزهم، وأقمنا معسكرات مفتوحة في عدد من المدن راجعوا مع هؤلاء الطلاب استعدادا للشهادة السودانية وكان عمل كبير وله مردود ايجابي كبير جدا ونال اشادة كبيرة من قبل الطلاب وأسرهم.
وماذا عن الدعم العيني الذي قدم للوافدين من خلال مبادرة الجامعة؟
واحدة من المبادرات الاجتماعية التي قامت بها إدارة الجامعة الدعم العيني الذي قدم للأسر الوافدة وهذه المبادرة تحصلت على عدد كبير جدا من المواد العينية وتم توزيعها على مستوى كبير من الوافدين.
معلوم السيد نائب مدير الجامعة الولاية وفي إطار وجود هذه الجامعة ومن خلال كلياتها المتعددة وعلى رأسها كلية تنمية المجتمع هل لاحظتم بعض المظاهر الاجتماعية السالبة وسعيتم في معالجتها وسط مجتمع الوافدين للولاية؟ وكيف تنظر الجامعة للواقع الاجتماعي؟
في الحقيقة تداعيات الحرب وواحدة من أهم افرازاتها هو الشيء الذي يحدث للوضع الاجتماعي وهذه المسائل في الحقيقة تحتاج إلى تحسبات كبيرة جدا ولعلى منذ بداية الحرب تم إتخاذ كافة التحوطات ولذلك من خلال تكوين عددا من المبادرات وواحدة منها المبادرة الأكاديمية التي حدثتكم عنها وأيضا هناك مجموعة من المبادرات تعمل في هذا المجال، ولدينا مجموعة من خبراء علم النفس و الباحثين الاجتماعيين في واحدة من المبادرات هم يعملون في هذا الإطار حتى يتمكن الناس من تقديم دعم اجتماعي ودراسات اجتماعية واعانة اجتماعية للناس حتى يتمكنوا من تقليل هذه الآثار السالبة للحرب، وأيضا حتى الذين جاءوا من الخرطوم ومتواجدين في مراكز الإيواء و التجمعات قامت الجامعة بالتواصل معهم واطلقت عددا من المبادرات وقدمت العديد من المساعدات التي قدمت لهم، أيضا قمنا بافتتاح قاعات الجامعة والكليات لأي عمل.
إذا هل الوافدين الذين جاءوا إلى الولاية وقامت الجامعة بإيواءهم وقدمت لهم ما هو مطلوب من خلال المبادرات التي اطلقتها الجامعة واستمرت في تقديم الدعم العيني وخلافه مما يحتاجونه، هل التمستم أنهم التزموا بالأعراف والآداب السائدة وسط مجتمع نهر النيل؟
في الحقيقة الوافدين أفادونا كثيرا، أولا الطلاب في الجامعات وجدنا منهم كل احترام وتقدير حتى اننا قمنا بقبولهم على حالهم وأيضا احتفالات التخريج أقيمت لهم ولأنهم هم طلاب فقدوا مقارهم نسبة لهذه الظروف وهناك بعض منهم جاءت فترة تخريجهم وهم كانوا موجودين معنا هنا ونحن اتحنا لهم السماح لإقامة احتفالاتهم وهم حسوا أن جامعة وادي النيل بها تميز وما حوجونا في أن نلزمهم بالزي والأعراف الجامعية، والحمدلله تعالى كانوا منضبطين جدا، وآخر احتفال أقامه الصندوق القومي لرعاية الطلاب في الولاية ميز طلاب كانوا من الوافدين وتحصلت مجموعة منهم على الجوائز تقديرا واكراما لهم وكثير من الطلاب حقيقة كانوا متميزين.
نواصل في العدد القادم،،،