حوارات

حوار مع المربية والمعلمة – وكيلة مدرسة مدني الثانويه للبنات و مديرة مدرسة أوائل الجزيرة سابقاً الأستاذة/ عائشة محمد الخير

التعليم في الماضي كانت فيه حاجات كثيرة جداً بالمجاني مثل الكتاب المدرسي والدفاتر

الأستاذ متفرغ تماماً للطالب وهو صديق حميم ومربي عكس التعليم اليوم
التعليم اليوم متاح لأكبر عدد ممكن ورأي للطلاب أنه يكون الأستاذ مع الطالب في قاعة الدرس حتى يعلم ويربي
التعليم عن بعد هذه مرحلة نحن لسه ما وصلنا ليها لكن فترة الحرب أجبرت الناس عشان يسلكوا هذا النوع من التعليم
رمضان يجيب معاهو كل الذكريات الجميلة.. الحرب فرقتنا من لمة الأهل والجيران والأحباب كل واحد فينا بقى في بلد ونقول الحمد لله

أجراه: د. خبير عثمان – الرياض

يظل الحراك التعليمي الذي ينظم الساحة العلمية واحداً من أهم المداخل لتشخيص الكلمة عبر مراحلها المختلفة، ومن الأسماء التي شكلت هذا الحراك ولها بصمة وسيرة مليئة بالإنجازات التي لا تكاد تخلو سطورها من العلم، في حوار أنيق جميل ودردشة رائعة مع المتميزة والخبير التربوي الأستاذة / عائشة محمد الخير، فهي من مواليد مدينة الدويم بولاية النيل الأبيض، نشأت في أم درمان حي العمدة زاوية التجانية، حيث أن والدها كان أستاذ الرياضيات واللغة الإنجليزية في معهد أم درمان العلمي، ودرست في مدرسة المسالمة الأولية، ثم مدرسة أم درمان الوسطى، ومن ثم أم درمان الثانوية بنات، تخرجت في جامعة أم درمان الإسلامية كلية الآداب 1973م، فإلتقيناها بجماليات الكلمة ومحطات حياتها بعشق أرضها الثانية من وادي الدواسر وأبها البهية وبلاد نجد بالمملكة العربية السعودية لتطل علينا نتلمس رؤيتها حول كثير من الإمور..

*نتعرف على شخصيتكم، وبداية المشوار؟
إسمي عائشة محمد الخير حاج الخضر، بداية رحلتي العملية كانت في مدرسة صفيه الثانوية للبنات بالدويم، ثم رافقت زوجي للمملكة المتحدة في بعثته للدراسات العليا، حيث عملت هناك في بعض الشركات بعيداً عن مهنة التعليم لمدة أربع سنوات، ثم عدت للوطن بعد ذلك وعملت في مدرسة سنار الثانوية للبنات، حيث مكثت فيها قرابة العشر سنوات، أنجبت فيها أبنائي الثلاث منتصر ومازن ومدثر، ثم انتدبت للمملكة العربية السعودية بعد ذلك أستاذة للغة العربية، وأنجبت إبنتي مرام في تلك الفترة، ثم منها الى سلطنة عمان ومكثنا فيها أربع سنوات، وكانت رحلتي الأخيرة الى أرض الجزيرة –مدينة ودمدني- حيث عملت أستاذة في مدرسة ودمدني الثانوية للبنات، ثم رئيس لشعبة اللغة العربية، ثم وكيلة للمدرسة في عهد التعليم الذهبي في السودان، ومن ثم إنتقلت للتعليم الخاص بعد التقاعد مديرة لمدرسة أوائل الجزيرة.
*نتكلم عن التعليم في الماضي وتحديات الحاضر؟
كان التعليم محدود بمعنى “العدد المتاح للتعليم كان محدد” أما الان أصبح التعليم متاح لأكبر عدد ممكن، وفي الماضي كان التعليم نوعية وصفوة يعني للناس الممتازين والمتفوقين والمبرزين، لذا ليه عناية فائقة جداً جداً من كل النواحي والتأهيل من كل النواحي والتوفير لكل الإمكانيات، عشان كدا في الماضي خرجو لينا ناس كانوا قدوة وهم الان الصفوة المثقفة الساندة البلد والماسكة البلد والتعليم.
*مرئياتكم عن التعليم اليوم؟
التعليم الان متاح لأكبر عدد، لكن من حيث النوعية مافي مقارنة مع التعليم في الماضي؛ التعليم في الماضي أصبحت في حاجات كثيرة جداً كانت موجودة زمان والان أصبحت غير موجودة، مثل الكتاب المدرسي متاح لكل طالب، تأخذ الكتاب مجاناً، وكذلك الدفاتر مجاناً، وتجد الأستاذ متفرغ تماماً للطالب منذ بداية الدوام الى نهايته، والأستاذ صديق حميم مربي للتعليم والمدرسة مربية، كانت تربية وتعليم، الأن أصبح التعليم فقط في المدارس ولم تكن هناك تربية، والسبب هو ان الأستاذ غير متفرغ للطالب، تجد الأستاذ يدرس حصته ويطلع، وبالتالي يمكن للطالب ما يشوف الأستاذ إلا في الحصة الثانية والتي قد تكون بعد إسبوع، يعني ليست هناك صلة بين الطالب والأستاذ الان، إلا من رحم ربه.
*التعليم ما بين التجاري وإستقرار المعلم؟
التعليم في الماضي كان مجاناً لكل الطلاب؛ تصرف عليه الحكومة أساتذة مؤهلين بمعني “أستاذ يعني أستاذ”، لكن التعليم الان أصبح فيه التعليم التجاري ودخل في مهنة التعليم من ليس هو بمعلم، لذا أصبحت المسألة فيها نوع من الخلط، مافي تعليم صافي زي ما كان في الماضي وربنا يصلح حال البلاد ويرجع التعليم زي ما كان زمان واحسن، ويرجع التعليم للمعلم، ولمن يصلح معلم ومربي يعني نحن عايزين “تربية وتعليم” وليست تعليم فقط.*التكنولوجيا أصبحت جزءاً أساسياً من العملية التعليمية.. كيف نرى أثرها في التعليم؟
التعليم الأمثل عندما يكون الأستاذ مع الطالب، لكن الظروف الراهنة الان وبسبب الحرب لجأ الناس للتعليم عن بعد “اون لاين” وكما نقول “المضطر يركب الصعب”، بالرغم من انه بلدنا غير مؤهلة لهذا النوع من التعليم من حيث الإمكانيات “الكهرباء والإتصالات والإنترنت” غير متوفرة في جميع الولايات، لذا كل الناس تأخذ التعليم عن بعد، والناس بتحاول انه “شيء خير من لا شيء”، في رأي التعليم الان وفي الوقت الحاضر بالنسبة للطلاب السودانيين أنه يكون الأستاذ مع الطالب في قاعة الدرس حتى يعلم ويربي، أما التعليم عن بعد هذه مرحلة نحن لسه ما وصلنا ليها لكن فترة الحرب هي أجبرت الناس عشان يسلكوا هذا النوع من التعليم.
*رسالة تودين توجيهها لأولياء الإمور وأبنائك الطلاب/الطالبات؟
بقول لأولياء الإمور ربنا يقدركم ويقويكم على هذه الفترة الصعبة من تاريخ البلاد، نحن ما ننتبه لفترة الحرب ونقول الاكل والشراب، لكن لابد من وضع التعليم بعين الاعتبار بأنه جزء أساسي في حياة الإنسان مثل الأكل والشرب، نحن نتقبل التعليم الموجود الان مع ضعفه انه غير مكتمل، بالرغم من فقدان حاجات كثيرة، لكن نحن نتقبله ونسعى للأحسن وللأوضاع الأمثل وما نضجر، وإن شاء الله كل شيء سوف يمشي للأمام، والإمور تصبح طيبة وبارادتنا وقوتنا وعزيمتنا يرجع السودان والتعليم في السودان مثل ما كان زمان وأحسن، وبقول لبناتي الطالبات وأولادي الطلبة هم قدر التحدي وقدر المعضلة القدامهم هذه، وإن شاء الله يمروا بسلام وسوف يعبروها وربنا يوفقهم وينجحهم ويبقى السودان علم ومنارة للسودانيين يشار إليها بالبنان.
*رمضان.. في المهجر والطقوس السودانية وأثر الحرب على البلاد؟
هناك اختلاف واضح ما بين اللمة مع الأهل والجيران والأحباب في رمضان بالسودان والمهجر، رمضان يجيب معاهو كل الذكريات الجميلة، الحرب فرقتنا من لمة الأهل كل واحد فينا بقى في بلد ونقول الحمد لله، أما عن الطقوس فهي مثل آي بيت سوداني فيه الأكل السوداني “العصيده” والعصائر السودانية “الحلو مر” محافظة عليها، والاحساس بعيد عن الوطن بالدعوات والأمنيات لإستقرار البلاد والعودة لأرض الوطن الحبيب.
*في كلمة أخيرة.. ثلاث ورود لمن تهديها، وماذا تقولين؟
في الوقت الحاضر أول وردة بهديها للقوات المسلحة السودانية لانها حققت أملنا للرجوع للوطن في لحظة من اللحظات التي يئسنا فيها وقلنا انه ما عندنا وطن وأصبحنا مشردين، لكن الحمد والشكر لله انه الجيش االسوداني رفع رأسنا عالي ورجع أملنا ورجع أحلامنا، برجوع الوطن والأرض، لذا الوردة الأولي للجيش السوداني والشعب السوداني “جيش واحد وشعب واحد” ربنا يوفقهم وينصرهم ويرجعنا لبلادنا سالمين وغانمين والسودان فوق؛ والوردة الثانية فهي للمرأة السودانية الأم والأخت والزوجة والبنت وللرجل السوداني “الإثنين مع بعض” الصبروا وجاهدوا وصابروا واجتازوا المرحلة، التي ما كانت في الحسبان أصلاً، وهم قدرها وربنا يوفق الأسر السودانية وأبناء وبنات الوطن؛ أما الوردة الثالثة بهديها لأسرتي أبنائي دكتور منتصر ودكتور مازن ودكتورة مرام والمهندس مدثر الأمين محمد الأمين، وبهديها للمرحوم والدهم في قبره ربنا يتولاه برحمته الواسعة، وربنا يسعدهم “ويوريني” فيهم أجمل أيام وصحة وعافية، ولابني دكتور خبير عثمان ربنا يعطيك الصحة والعافية انت ولدي داخل في هذه الوردة الثالثة، والشكر والتحية ليك ولصحيفتكم الرائعة لإتاحة هذه الفرصة.

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى