في بداية الحرب، وفي اتصال هاتفي للمذيع بقناة الجزيرة أحمد طه مع الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد نبيل عبد الله، استخدم أحمد طه تعبير (لم تستطيعوا) كثيراً، فقال له الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة: أننا قوات مسلحة عمرها مائة عام نعمل وفق خطة، وإستراتيجية، والحرب ليست جديدة علينا، وأنا رجل محترف لن تستدرجني للحديث عن أشياء لا نريد أن نفصح عنها؛ وسيأتي اليوم الذي أخبرك فيه كيف (استطااااااعت) و ضع خطين تحت استطاعت، القوات المسلحة وأد هذا التمرد والقضاء عليه.
الحديث الذي لم يتجاوز الدقيقة أعلاه هو محاضرة كاملة في علوم التكنيك والاستراتيجية وقوة الإيمان، والاعتقاد في مهنية واحترافية الجيش السوداني وخبرته.
استطاعت القوات المسلحة القضاء على القوة الصلبة للتمرد، واستعادت كل ما سيطرت عليه المليشيا من مواقع إستراتيجية ونفوذ، وحولتها إلى جيوب متمردة، تعمل الآن في هذه اللحظة على نظافتها استعداداً للاحتفال بعيد الفطر، وعيد التحرير الوطني.
حولت القوات المسلحة السودانية مليشيا الجنجويد من مئات الآلاف من المقاتلين الذين انتشروا وسيطروا على العديد من المواقع في أيام قليلة وانتشروا كالجراد في وسط السودان، إلى بضعة أفراد خائفين، محاصرين في القصر الجمهوري؛ ينتظرون بين ساعة وأخرى كيف سيهبط عليهم أبطال الجيش ليرسلونهم إلى العالم الآخر طقيق.
استطاعت يا سعادة.. استطاعت.
