
طالما أن فرقتنا ظلت العلامة الفارقة والملازمة لأكثر من عامين من عمر هذه الحرب، وحيث إن الأمل في الوصول لحد أدنى من مطلوبات الوحدة غائب، فالفشل هو النتيجة الحتمية، لكافة الجهود المحلية والإقليمية والدولية. ما يزيد من فرص هذا الفشل أن التضارب في المصالح الإقليمية والدولية يفوق التقاطعات المحلية.
لتتوقف هذه الحرب فإن السودانيين ليس أمامهم من خيار سوى الاستمساك بوحدتهم ووطنهم، وذلك تأسيساً على ما يلي: *الأساس الأول*: أن أي حلول مستوردة لن توقف هذه الحرب. مهما كانت الصيغة الوطنية مؤلمة ستكون الأقل كلفة من أي مشروع أجنبي لحل الأزمة السودانية. على السودانيين وحدهم أن يقترحوا الصيغة ويتواثقوا على إمضائها ومن ثم يطلبوا من الغير مساعدتهم في تطبيقها. *الأساس الثاني*: على جميع المتشاكسين السعي في تقديم وجوه جديدة بخلاف العناصر التي قادت المشهد السابق للحرب. الدفع بدماء حارة سيكون له أثر واضح في طريقة التفكير وكذا المخرجات. *الأساس الثالث*: الإسراع في ابتدار الحلول وتنفيذها، فالتأخير لن يفاقم من المشكلات وحسب وإنما سيحبط كل من سيسعى للمشاركة في الحل. *الأساس الرابع*: ضرورة الظهور أمام أي وسيط إقليمي أو دولي كجسم وطني موحد، وليس كأجسام متفرقة. *الأساس الخامس*: مهما كان حجم التحفظ على د. كامل إدريس، فوجوده، ولو كوسيط مؤقت، أفضل من العدم. إذا كانت السياسة في مجراها العادة تعني فن الممكن، فالحرب تستلزم ركوب المستحيل لوقفها. بأي حال من الأحوال، البناء على ما هو متاح أفضل من الجلوس على دكة الانتظار. المدنيون بوحدهم يستطيعوا أن يشترطوا ويضغطوا على رئيس الوزارة لينأى بنفسه أو يستبعد من حكومته أي عناصر محزبة أو محسوبة على جهات محظورة. بعبارة مباشرة الحقوق والمكتسبات لا تعطى وإنما تنتزع انتزاعاً، والسايقة واصلة، والطريق يصنعه المشي.
الخرطوم
19 يوليو 2025



