الرأي والتحليل

كر البلقاء .. ممدوح حسن عبد الرحيم يكتب: المهاجرون

مهاجر الأهل والديار كسيف البال دائم النزوح والأغتراب والترحال هائم البال كل يوم هو في حال.
إن من أصعب المواقف على الإنسان أن يهجر داره مكرها بقوة السلاح وقد كان فيه عزيزا مرتاح متحصنا بأذكار المساء والصباح وفجأة يجد نفسه مهاجرا سواح لا يدري ماذا يكسب غدا من كسرة وملاح ولا يدري بأي أرض يموت مكسور الجناح.
إنها مرارة لا يدانيها مذاقا اجاجا أملاح تتجرعها لا تكاد تسيغها في الحلق غصة لا تنزاح.
عندما تجد أحلامك أصبحت دقيقا فوق شوك هيجته الرياح
إنه المر بعينه ولو مزج بماء البحر لمزجه وتغير طعمه وتغير لونه ولاح.
لقد خرجنا من ديارنا وأبناءنا في وضح النهار تحت بصر العالم ومؤسساته الأعاجم والفصاح خرجنا بقوة السلاح
رأيناهم وهم يخرجوننا وعيونهم كالشرار يتلززون بالدمار يروعون النساء والأطفال البعيد والجار كانوا يطاردوننا دون رحمة ولا إنتظار.
نحن ما زلنا حتى الآن خارج الديار وقد حلت علينا سكينة كصاحب الغار نقول لأهلنا لا تحزنوا فإن الله معنا والملائكة الأخيار.
لقد تأقلمنا مع سوء الأحوال مع ذلة الأغتراب خارج الأوطان والديار تأقلمنا مع الجشع وارتفاع الإيجار قد تشابهت علينا الأبقار وتعاقب علينا الليل والنهار في زمهرير الشتاء وشدة الأمطار قد تبدلت ملامحنا وكساها الغبار.
قد كبر منا الصغار وتزوج منا الكبار ومات لنا الأخيار وأصابنا الزلزال نحن الآن بعيدين عن الديار بفعل حرب الفجار بيوتنا أصبحت آثار يغشاها اللصوص الزوار يتعاقبون عليها تكرار أنظر إليها ستري آثار الدمار
انطر إلى وجوهنا الكالحة كيف غاب عنها النضار بالأمس كانت زاهية يكسوها الوقار أنظر إلى أعدائنا الفجار ماذا يريدون منا بعد كل هذا الدمار.
يقولون لنا لا للحرب وجندهم يقاتلوننا دون هوادة ويريدون هلاكنا وزيادة إنهم يتعجبون من قوة تحملنا فكيف صبرنا وكتمنا الأنين وسنصبر بضع سنين فلله الأمر من قبل والآن وكل حين سنصبر وقد فقدنا كل شيء تراه العين ولن نستسلم وقد اطمئن قلبنا باليقين.
سنعود غدا إلى ديارنا من كل فج عميق راكبين وراجلين
ستعود الخرطوم حصنا للمسلمين وقد غسلت ادرانها كلها باليدين واعتصمت بحبل الله المتين نصر من الله وفتح مبين نراه رأى العين.

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى