يتحمل الاتحاد السوداني لكرة القدم جزءا كبيرا من مسؤولية فقدان المنتخب الوطني أربع نقاط ثمينة في مواجهتي السنغال وجنوب السودان، وذلك بسبب الإهمال وسوء الإدارة وغياب التخطيط. فقد ظهر الاتحاد بموقف غير جاد وغير مسؤول، حيث انعكس ذلك في ضعف الإعداد وسوء التجهيز، إضافة إلى الأزمات التي سبقت المباراتين، وعلى رأسها مشكلة مستحقات المدرب، التي أثرت سلبا على الأجواء الداخلية وأضعفت الروح المعنوية.
أما الكارثة الكبرى، فكانت في التعامل غير اللائق مع منتخب جنوب السودان، حيث لم يتم استقباله في مطار بنغازي بليبيا، في مخالفة واضحة للأعراف والبروتوكولات الرياضية. هذا التجاهل أثار غضب لاعبي المنتخب الجنوبي، وزادهم إصرارا على تحقيق نتيجة إيجابية. وعلى العكس تمامًا، حظيت بعثة منتخبنا الوطني في جوبا باستقبال رسمي وحافل من الاتحاد الجنوب سوداني، بل وتكفلت حكومة جنوب السودان بإقامتها على نفقة الوزير توت قواك، بتكليف مباشر من الدولة، مما يعكس احترافية الطرف الآخر واحترامه لمنافسه.
أما لاعبونا، فقد وقعوا في فخ الغرور والتهاون، حيث بالغوا في الاحتفالات بعد التعادل مع السنغال، متأثرين بالمبالغات الإعلامية وإشادات وسائل التواصل الاجتماعي، التي صورتهم وكأنهم الأفضل في القارة. هذا الشعور الزائف بالإنجاز أفقدهم التركيز المطلوب في المواجهة التالية، فدخلوا المباراة أمام جنوب السودان بأداء باهت وضعيف. اللاعب السوداني بطبيعته سريع التأثر بالمديح والنقد، وهذه ليست المرة الأولى التي يسقط فيها في هذا الفخ.
السيناريو نفسه تكرر في عام 2015 خلال تصفيات كأس الأمم الأفريقية بجنوب أفريقيا، عندما أساء الاتحاد السوداني استقبال منتخب إثيوبيا فور وصوله إلى مطار الخرطوم. تُركت البعثة الإثيوبية لساعات تتجول في شوارع الخرطوم داخل حافلة، قبل أن يتم حجزها في فندق متواضع ذو الثلاث نجوم وسط السوق العربي، مما دفعها للاحتجاج عبر سفارتها، التي تدخلت لنقل الفريق إلى فندق خمس نجوم. هذه المعاملة أشعلت غضب الإثيوبيين، فدخلوا المباراة بروح قتالية عالية، وانتزعوا بطاقة التأهل من استاد الهلال على حساب منتخبنا الوطني.
ما يحدث مع منتخبنا ليس مجرد هفوات عابرة، بل هو فشل إداري متكرر يدفع ثمنه المنتخب في كل مرة. طالما ظل الاتحاد السوداني لكرة القدم يكرر الأخطاء نفسها، فإن النتائج ستظل مخيبة للآمال، بغض النظر عن تغيير اللاعبين أو المدربين.
