
أشعر بخجل شديد وأسف بالغ كلما منحنا الفرصة للآخرين للسخرية منا، كما فعل الإعلامي المصري أحمد شوبير مؤخرا، عندما تداولت بعض المنصات السودانية إشاعة مشاركة نادي المريخ في الدوري المصري. شوبير، بدلا من الرد المهني، وجد في الإشاعة مادة للضحك والتهكم، ونفاها جملة وتفصيلا، بل شكك في منطقية تداولها.
ما حدث ليس سوى نموذج بسيط لما تعيشه الساحة الإعلامية السودانية، خصوصا في المجال الرياضي، من فوضى معلوماتية وأكاذيب ممنهجة. فالإشاعات والأخبار المفبركة أصبحت وجبة يومية على موائد منصات التواصل وبعض المواقع الإخبارية، دون رقيب أو وازع مهني.
الأكثر تضررا من هذه الفوضى هو نادي الهلال، الذي أصبح هدفا مفضلا لحملات التشويه والتضليل. تسعة مواقع – على الأقل – كرست نفسها لنشر أخبار كاذبة ومغرضة ضد النادي، وضد مدربه فلوران، ومجلس إدارته، ولاعبيه.
أمس فقط، تداولت تلك المنصات خبرا عن نهاية علاقة فلوران بالهلال، وذهبت أبعد من ذلك بنشر اسم المدرب “الجديد”، وقائمة مزعومة تضم 12 لاعبا قالت إنهم خارج أسوار النادي، من بينهم: محمد أبو عشرين، كديابا، فارس عبد الله، صلاح عادل، بوغبا، خاديم دياو، وعثمان ديوف. كل هذه الأسماء نُشرت في إطار حملة تضليلية لا تستند إلى أي مصدر رسمي.
اللافت أن هذه الحملات ليست جديدة، بل بدأت منذ انطلاق الموسم، وتواصلت دون توقف. أصحابها لا يخجلون من تكرار الأكاذيب، وبعض الجماهير، للأسف، تنساق وراءها دون تحقق، فتتحول الإشاعة إلى “حقيقة” بفعل التكرار والتداول الواسع.
حتى مجلس إدارة الهلال لم يسلم من الاستهداف، وعلى رأسه رئيس النادي هشام السوباط، ونائبه العليقي، ومساعد المدرب خالد بخيت، الذين طالتهم سهام النقد الهدام والشائعات المغرضة.
المطلوب اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، وقفة جادة من الجهات المسؤولة لتنظيم الإعلام الرياضي، ووضع حد لتلك الفوضى التي تسيء للكرة السودانية عموما، وتُهدد استقرار الأندية وسمعة الرياضة الوطنية.


