لا يستطيع أحد أن ينكر أن محمد إبراهيم العليقي، نائب رئيس نادي الهلال، من الشخصيات التي أحدثت تأثيرا ملموسا في مسيرة الفريق في السنوات الأخيرة. فقد قدم الكثير من الدعم المالي والمعنوي، وتحمل المسؤولية بشجاعة، متصديا للعقبات التي واجهت النادي خاصة في ظل الظروف القاسية التي تمر بها البلاد حاليا. ورغم صغر سنه وحداثة تجربته الإدارية، نجح في قيادة الهلال بثبات، مستثمرا جهوده وموارده لتوفير بيئة داعمة للاعبين والجهازين الفني والإداري. كما ترك أعماله الخاصة وتفرغ تماما لخدمة الهلال، ما يعكس التزاما كبيرا تجاه النادي وجماهيره. ومع ذلك، فإن تحقيق المزيد من الاحترافية في الإدارة الرياضية يتطلب مراجعة بعض الجوانب لضمان استدامة النجاح.
كل هذا يُحسب له ويُشكر عليه، لكن من الملاحظ أن العليقي يتعامل بانفعال شديد مع نتائج الفريق، سواء في حالات الفوز أو الخسارة، وهو أمر طبيعي لشخص شغوف بنجاح النادي. إلا أن بعض تصرفاته، مثل اقتحام غرفة الملابس في بعض المباريات، قد لا تتناسب مع الأعراف الاحترافية للأندية الكبرى. فغرف الملابس تُعد مساحة خاصة وسرية تُخصص للنقاشات الداخلية بين اللاعبين والجهاز الفني، حيث تُناقش الأمور الفنية والتكتيكية بعيدًا عن أي ضغوط إدارية مباشرة. في الأندية العالمية، لا يُفضَّل دخول الإداريين إلى غرف الملابس إلا في حالات استثنائية، مثل الهزائم القاسية أو إقالة المدرب بعد المباراة مباشرة أو لتهدئة الأوضاع في حالات الشغب أو الاعتداء على اللاعبين، كما حدث في مباراة الهلال والأهلي المصري بالقاهرة قبل عامين تقريبا. أما في الظروف العادية، فيُترك المجال للجهاز الفني لإدارة الموقف داخليا، مما يعزز الاحترافية ويحترم التخصصات داخل النادي.
ختاما، لا شك أن محمد إبراهيم العليقي يمتلك حماسة ورغبة كبيرة في تطوير الهلال، وهو ما جعله يحقق إنجازات مهمة على مستوى الدعم والاستقرار الإداري. ومع ذلك، فإن الإدارة الرياضية الاحترافية تتطلب منهجية واضحة تحترم الأدوار المختلفة داخل المنظومة، لضمان الحفاظ على هيبة النادي وتعزيز فرصه للتحول إلى نادٍ عالمي. كرة القدم الحديثة لم تعد تُدار بالعواطف فقط، بل بالأنظمة والتخطيط الدقيق، وإذا أراد الهلال المنافسة على أعلى المستويات، فعليه تبنّي هذه القواعد بصرامة شديدة لضمان استدامة التفوق والنجاح. والله الموفق والمستعان.
