
شعرت بسعادة غامرة مع بداية الموسم الكروي الحالي، حيث أظهر نادي الهلال التزاما وانضباطا واضحين في استعداداته لدوري أبطال إفريقيا. انطلق الفريق بقوة، مقدما مستويات مميزة خلال الأدوار التمهيدية (64 و32) والمباريات الأولى من دور الـ16، كما حقق انتصارات كبيرة في الدوري الموريتاني، مما عكس شخصية البطل التي فرضها الهلال بجدارة في سبع مباريات متتالية.
إلا أنه مع اقتراب ختام دور الـ16، بدأ أداء الفريق في التراجع بشكل ملحوظ، حيث فقد الهلال بعض نقاطه في الدوري الموريتاني بالتعادل والخسارة وخسر الفريق بدوري ابطال افريقيا امام الشباب التنزاني ومازيمبي الكونجولي ولو لا صحوة الفريق في بداية مشوار دور ال ١٦ لودع الفريق المنافسة منها وجلس على رصيف الانتظار ، وهو ما أثار القلق بشأن مستوى الانضباط داخل المنظومة الهلالية. ومن بين أبرز المؤشرات السلبية، تهاون بعض اللاعبين وعدم التزامهم بموعد العودة بعد فترة الراحة التي منحها الجهاز الفني، حيث تخلف أكثر من تسعة لاعبين، مما يعكس حالة التراخي وعدم الانضباط.
وفي مباراة القمة أمام المريخ، برزت مشكلتان أساسيتان: إهدار الفرص السهلة، وظاهرة البطاقات الملونة (بطاقتان حمراوان وأخرى صفراء)، مما يؤكد غياب التركيز والانضباط الذهني. كرة القدم ليست مجرد أسماء وتصريحات، بل تعتمد على الالتزام، الجدية، الاحترام، واللعب النظيف، وليس العنف والقوة البدنية، فهذه السلوكيات مكانها حلبات المصارعة والملاكمة، لا ملاعب كرة القدم.
الهلال أمام اختبار صعب جدا في مواجهة الأهلي المصري في ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا. وإذا استمر الفريق بهذا الأداء وبهذه السلوكيات، فلن يكون قادرا على مجاراة الأهلي، الذي يستغل أقل الأخطاء لصالحه. لا يزال هناك متسع من الوقت لتصحيح المسار، ومعالجة الأخطاء قبل فوات الأوان. اللهم إني قد بلغت، فاشهد.