
يقول النبي ﷺ: “من غشنا فليس منا” (رواه مسلم). هذا الحديث يؤكد على أهمية الصدق والأمانة في الإسلام، ويحذر من الخداع والتضليل، وهما من الصفات التي تهدد الثقة بين الناس. وقد أصبح هذا الحديث النبوي الشريف شائعا في السودان، يستخدم عند الشعور بالخيانة من شخص قريب أو من داخل الجماعة، تعبيرا عن الحزن والأسى والخذلان والفجيعة.
في هذا السياق، نجد أن أسامة عطا المنان، نائب رئيس اتحاد كرة القدم السوداني، الذي بات يسيطر على قرارات الاتحاد في الآونة الأخيرة، قد مارس التضليل والخداع. فقد صرّح بعدم صدور أي قرار من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) بشأن تحديد ملعب مباراة الهلال والأهلي المصري، وزعم أن الكاف لم يرفض طلب الهلال بنقل المباراة إلى ملعب شهداء بنينا في بنغازي، مؤكدا أن القرار الرسمي سيصدر بعد الجمعية العمومية الأخيرة للكاف. غير أن الجمعية انتهت بالفعل، وأصدر الكاف قراره بإقامة المباراة في موريتانيا، على ملعب شيخا بيديا.
بذلك، يكون أسامة عطا المنان قد خدع مجلس إدارة الهلال وجماهيره، وأوهمهم بمعلومات غير صحيحة، مما جعلهم في حالة من الاطمئنان الزائف.
الهلال تعرض لظلم واضح من الكاف، وسط صمت مطبق من الاتحاد السوداني لكرة القدم، الذي لم يصدر أي تعليق رسمي حول القضية، رغم الضغوط المتزايدة التي يواجهها الهلال قبل المواجهة المرتقبة مع الأهلي المصري.
لا يزال هناك متسع من الوقت لمجلس إدارة الهلال لاتخاذ موقف قوي، عبر رفض اللعب في موريتانيا، وإرسال خطاب رسمي للكاف بلهجة حازمة. أما استمرار الصمت والقبول بالقرار، فسيُفسَّر على أنه استسلام لهذا الظلم، الذي يأتي من الداخل قبل أن يكون من الخارج.