
بعد أيام قليلة، سيتم تحديد قرعة الدور ربع النهائي من دوري أبطال إفريقيا، حيث سيتعرف الهلال على خصمه في مباراتي الذهاب والإياب. قبل ظهور نتيجة القرعة، تظل ثقتي كبيرة جدا و بلا حدود، في مدرب الهلال فلوران، ولاعبي الفريق، والجهاز الإداري، ومجلس الإدارة. لقد رددت هذا الحديث مرارا وتكرارا حتى مللت، لكنه يظل قناعتي الشخصية ووجهة نظري التي أتمسك بها.
حبيب الملايين وسيد البلد، الهلال، قادر على تخطي خصمه في دور الثمانية إذا اهتم المدرب والجهاز الإداري بإعداد اللاعبين نفسيا ومعنويا إلى جانب الإعداد البدني والفني. فالإعداد البدني والفني وحدهما لا يكفيان؛ بل إن الجاهزية النفسية والمعنوية تلعب دورا حاسما في تحقيق الانتصار والتأهل إلى نصف النهائي. هذه مسؤولية الجهاز الفني والإداري، وعليهما أن يعملوا بجد لتجهيز اللاعبين لمواجهة الضغوط والهموم والهواجس التي تحيط بمباريات هذه المرحلة.
أما مسارات القرعة، فهي واضحة ومحددة، والأقرب لمواجهة الهلال هي أندية الأهلي المصري، بيراميدز، وصن داونز الجنوب أفريقي.
لكن تبقى مشكلة الهلال الدائمة أمام الأندية المصرية، حيث إن التاريخ يشهد بأن هذه المواجهات ليست في صالحه. الأندية المصرية تهتم كثيرا بالجوانب المعنوية والنفسية، وتستخدم وسائل الإعلام لخلق ضغوط نفسية على خصومها، بينما نحن، على العكس تماما، نبدأ الحرب ضد أنفسنا من داخل السودان، حيث يمارس الضغط الإعلامي على الهلال لهزيمته نفسيا ومعنويا قبل أن تبدأ المواجهة الفعلية.
لقد بدأ الأهلي بالفعل هذه الحرب النفسية من خلال الادعاءات والسخرية، ووصف الهلال بالفريق الضعيف، رغم أن هذا غير صحيح. هدفهم هو زرع هذه النغمة في أذهان الجماهير واللاعبين والجهاز الفني للهلال. الأندية المصرية تتفوق علينا بالتركيز العالي، وتمارس ضغوطا نفسية ومعنوية على لاعبي الهلال لإشغالهم ولفت انتباههم، بينما تستغل الزخم الإعلامي لصالحها.
ورغم ذلك، فإن الهلال قادر على تجاوز كل هذه العقبات. فقد مرت فترات كان فيها الهلال مؤهلا تماما لتخطي الأهلي المصري والتفوق عليه وإقصائه من البطولة، لكنه خسر بسبب التأثير الإعلامي الذي استغله الأهلي لتحقيق الانتصار. الإعلام له دور كبير، ولا يمكن التقليل من تأثيره على مسار المباريات.
أنا أضمن انتصار الهلال وتأهله إلى نصف النهائي إذا ركز الجهاز الفني والإداري على تجهيز اللاعبين نفسيا ومعنويا، تماما كما تفعل الأندية المصرية التي تعطي أولوية كبيرة للدوافع والطموحات. وصول الهلال إلى هذه المرحلة هو إنجاز وانتصار في حد ذاته، ويجب علينا استغلاله والاهتمام بالجانب الإعلامي. بناء على هذه المعطيات، أرى أن نسبة تأهل الهلال إلى نصف النهائي تبلغ 50% على الأقل.