
العنوان أعلاه قد يأخذ القارئ الكربم لأكثر من وجهة فأمثالي ممن كانوا يستمتعون بحلقات البرنامج التلفزيوني الرائع (الصلات الطيبة) و معده و مقدمه الإعلامي المبدع الفنان الإنسان محجوب عبد الحفيظ رحمه الله.
و (رشا) كانت ملهمة أحد الذين أستضافهم البرنامج من مرضى متلازمة (شنو كده ما عارف) والذي كان يردد (بحبك موت يا رشا) بمنتهي الرقة والجمال (بلسان تخين) وشفاه غليظة مترهلة وعيون جاحظة لكنها كانت كلمات معبرة دخلت قلوبنا (تووووش) بلا استئذان وربما قلب رشا (زااااتو) التي قصدها والتي أقصدها.
المهم (دا ما موضوعنا) لكن دعنا نعتبره مدخل (ما بطال) لموضوعنا رغم أن العنوان قد يأخذ القارئ لأكثر من(رشا) من (رشوات) السودان الشهيرات أن صح (الجمع) و قد يصل بنا إلى أبو صلاح وأغنيته :-
رشا يا كحيل غيثني هواك سباني
يا الأمرضني و ما طبّاني
في خديدك يلوح نور رباني
نيران أشواقك لاهباني
و طالما وصلنا أمر الأغاني نكون قد وصلنا إلى ما أود الحديث عنه تحديداً.
كتبت الأستاذة رشا عوض بالأمس تحت عنوان :-
(من صه يا كنار إلى كلاب بتنبش في الرموم)
المقال به مقارنات في أدب الغناء، لكنها و رغم ما ارادته من توضيح لمدى التردي والانحطاط في الفهم والتعبير بــ (الغناء الحربي) أن جاز التعبير إلا أن الأستاذة (رشا) أتت بمقارنة بين (السماء و الواطة) حيث أوردت كلمات محارب أديب وشاعر وعسكري صارم يقاتل من أجل الحياة و الحرب أصلاً هي من أجل الحياة الكريمة وليس من أجل الموت المقارنة مع غناء (القونات) والمحاربة الناعمة التي لا تشبه (فارس الحديد إن حمى) بل (بالبل) تثير الجنود بعيداً عن دخان الدانات والقاذفات وقريباً من دخان (طابق البوخة قام (ندى) يهتف نام من الدوخة).
كما أن الأستاذة (رشا) أشادت في مقالها بصوت ندى القلعة وقالت بوضوح كعادتها (النصيحة الزولة دي غنااااية)، شخصياً من المعجبين جداً بمقالات الأستاذة رشا عوض و(صوتها القوي) لأنه صوت ارتبط بالحق والتحليل و المنطق السليم و وقوفها بجانب الغلابة و انتمائها إلى (لا للحرب) وصمودها، لكن كلمة (غناااية) بهذا (المد الثلاثي) أغاظتني جداً فمن المعلوم أن الكلمة الجيدة هي ضلع أساسي تقوم عليه أي أغنية وترفع قدر (الغنااااي) الذي بدوره يرفع قدر الكلمة ويضف لها باللحن والصوت الجميل بعداً آأخر لكنا في عهد (الهبوط) الذي عنته الأستاذة رشا عوض.
لكن قولها عن ندى القلعة (غناااية) ثم تأتي بنقد شديد للأغنية فهذا به عدم اتساق ربما يضعها موضع التحيز (الجندري).
عفوا سيدتي رشا عوض فمن رفض مثلي فكرة :-
(حلفتك يا قلبي الخائن تخونو)
في أغنية العملاق محمد وردي (الوصية) و من رفض فكرة :-
(يضرب الزول ضرب الحسادة يحميهو يقلب الشهادة)
عند الموسوعي الكابلي ودلق مداداً كثيفاً في أمر هذه الأغنيات وغيرها لا يمكن أن تعجبه (ندى غناااية) إلا أن يكون من أنصار فكرة :-
(نقعد نقوم على كيفنا)
كما قالها الجاغريو رحمه الله وللأسف رددتها بعد عقود ليست قصيرة عقد الجلاد (المؤسسة).
عذراً أستاذة رشا عوض فهي المرة الأولى التي أجد نفسي غير متفق معك في( ندى غنااااية) وهذا أمر طبيعي جداً ولو لا الاختلاف لما كانت الحياة بهذا الجمال.
والأغنية حسب فهمي هي رسالة كاملة تستوجب الارتفاع بالذوق العام و توسعة مواعين الايجابية لدى الشعو ، ولي في الأغنية السودانية كثير حديث و أظن أنها ساهمت بشكل فاعل في اضطراب الوجدان السوداني.
ولنا عودة إن شاء الله


