
قررت دولة الإمارات العربية المتحدة (العدو الأول للسودان) استخدام الخطه (ب) واستخدام أراضي دولة جنوب السودان بغرض توسيع رقعة العداء على السودان بعد أن فشلت الخطة (أ) التي بدأت من دولة تشاد.
استشعرت حكومة خادم الحرمين بخطورة الموقف ودفعت بنائب وزير الخارجية السعودي محمد الخريجي لزيارات ماكوكية لكل من دولة أثيوبيا ودولة جنوب السودان.
وانخرط نائب وزير الخارجية السعودي في مباحثات ثنائية مع رئيس دولة جنوب السودان ورئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد بخصوص ملف السودان.
السعودية اتخذت موقفا قويا دعما للسودان وذلك من خلال رفضها القاطع لقيام الحكومة الموازية وبذلك تكون قد أكدت على شرعية الحكومة السودانية بقيادة رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
بهذه الخطوات التي اتخذتها الرياض تجاه السودان اختطت خطا أكثر وضوحا دعما لمواقف السودان.
لا شك أن المملكة العربية السعودية دولة مؤثرة وذات ثقل إقليمي ودولي ويمكن أن تلعب أدوارا في غاية الأهمية دعما وسندا للسودان.
السودان يمتلك حدود بحرية مشتركة مع السعودية على ساحل البحر الأحمر الذي تمر عبره (ربع) التجارة العالمية.
التنسيق المشترك والمحكم ما بين الرياض والخرطوم إن كان في السابق (فرض كفاية) إذا أداه البعض سقط على الآخرين أما الآن صار (فرض عين) فرضته ظروف الحرب في السودان.
لم تقتصر زيارة نائب وزير الخارجية السعودي محمد الخريجي فقط على دولتي أثيوبيا وجنوب السودان ومن المتوقع زيارة دولتي تشاد وكينيا.
زيارة نيروبي وإنحمينا زيارة لها ما بعدها ولم ولن تمر (مرور الكرام) وذلك لأهميتها في المشهد السياسي ولمواقفهما العدائية تجاه السودان واستضافتهما مليشيا قوات الدعم السريع وأعوانهم.
السعودية قرأت المشهد تماما وتحركت في الوقت المناسب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في السودان ومن هذا المنطلق تبنت (الرياض خارطة طريق واضحة المعالم) تجاه السودان.
تفاهمات السعودية مع كل من دولة تشاد كينيا إثيوبيا جنوب السودان سترمي بظلال إيجابية على سير المستجدات في السودان.
السودان يراقب ويتابع ويرصد هذه الزيارة الهامة لنائب وزير الخارجية السعودي لهذه الدول الأفريقية وينظر لها من باب رغبة السعودية الصادقة للمساهمة في حل أزمة السودان.
السودان أحوج ما يكون لهذه التدخلات والاختراقات للسعودية في هذا التوقيت بالرغم من أنها أتت متأخرة جدا وقطعا ستساهم وبصورة كبيرة في (تليين) المواقف العدائية لهذه الدول الأفريقية.
ممكن أن تلعب السعودية أدوارا إضافية أفضل وأحسن من هذا الدور بالتعامل من أصل الأزمة (دولة الإمارات العربية المتحدة) وأن تتعامل مع (جذور الأزمة) وبذك تكون تعاملت مع (أصل المرض) لا مع (العرض) والبون شاسع ما بين (العرض والمرض) ولا يمكن أن تنظر إلى (الفيل وتطعن في ظله).