
الاعتراف بالخطأ والتقصير وتحديد مواطن الخلل والعمل على علاجه أفضل بمليون مرة من (إنكاره) والتبرير للخطأ والعمل على إخفائه والدفاع عنه بايجاد المبررات (الفطيرة).
لا شك أن قوات شرطة الجمارك المؤسسة الوحيدة التي أوفت بتنفيذ ربطها المقرر من تحقيق الإيرادات المالية في زمن الحرب وزادت عن ذلك.
٪60 من إيرادات الدولة تأتي عبر بوابة الجمارك وهذا جهد خرافي ومقدر ومكان افتخار وإشادة ويستحقون على ذلك الثناء والإشادة.
هنالك اعتلالات هيكلية واضحة في نظام (السيستم الجمركي) حيث أصبح غير مواكبا ومتماشيا مع المؤسسات ذات الصلة والتي تمثل شريكا أساسيا في هذا العمل.
وزير المالية الاتحادي د.جبريل إبراهيم يكرر دوما وابدا بأن ليس هنالك ما يسمى بــ(الدولار الجمركي) وأن سعر الصرف يحدد بصورة راتبه من بنك السودان.
عدم التنسيق الشبكي ما بين بنك السودان وقوات الجمارك أحدث خللا واضحا في كيفية تحصيل رسوم الشهادات الجمركية مما أعاق ذلك عمل المخلصين الجمركيين.
الوضع الطبيعي أن يكون هنالك نظام (النافذة الواحدة) في تكملة كل المعاملات الجمركية وفقا لشبكة موحدة وبذلك نكون وفرنا الجهد والمال.
للأسف الشديد مؤسسات القطاع الاقتصادي في بلادي عبارة عن (جذر معزولة) وكل يعمل وفقا لهواه ورؤيته دون هدى ولا كتاب منير.
والأدهي والأمر من ذلك الذين تقدموا لنيل رخص تخليص جديدة للعام الحالي 2025وتم التصديق لهم وأكملوا كافة الإجراءت إلا أنهم تفاجأوا بسحب بطاقاتهم وأوقفوا عمل رخصهم تماما بحجة ان هنالك (مشكلة فنية) وللأسف لم تحل هذه المشكلة الفنية منذ شهر يناير وحتى شهر مارس الجاري.
مدير قوات الجمارك الفريق شرطه صلاح احمد ابراهيم يتعلل أن سبب المشكلة (مشكلة تقنية محضة) ومرتبطة بشخص محدد من ضباط الجمارك الجدير بحلها وحتى الآن ننتظر هذا (الضابط الموهوب والعبقري) ليحل المشكلة قرابة الــ 3 أشهر وماذالت المشكلة قائمة.
تصوروا شخص واحد يتحكم على نظام (السيستم الجمركي) يتحكم فيه كيف يشاء بينما يتضرر المستفيدين من هذا الأمر ولا حياة لمن تنادي.
استبشرت بقدوم مدير قوات الجمارك الجديد الفريق صلاح أحمد إبراهيم خيرا وكنت من أكبر الداعمين والمساندين له بصورة ملفتة جدا حتى حسب البعض بأن لي معه (مصالح شخصية) علاقتي الطيبة مع معاليه لا يعني أن لا إنتقده إن كان هنالك خلل أو تقصير واضح في العمل لأن واجبي المهني والصحفي يحتم على الإشارة لمواطن الخلل والتقصير والعمل على إصلاحها.
قوة الشخصية وإتخاذ القرار أمر في غاية الأهمية في الشخصية القيادية والاعتراف بالخطأ والتقصير قيمة إنسانية نبيلة ترفع من قدر الإنسان.
البيروقراطية والنمطية (القاتلة والمميتة) أعاقت مسيرة مؤسساتنا الاقتصادية وجعلتها تتراجع إلى الوراء وأصبحت تسبح عكس التيار و عقارب الزمن.
أتيحت لي الفرصة لزيارة العديد من الموانئ البحرية الأفريقية والعربية وشاهدت فيها حجم التطور الكبير في العمل الجمركي إلا الموانئ السودانية التي ما زالت تغرق في بحور (التخلف والتقهقر إلى الخلف).
ما أعجبني في مدير قوات الجمارك السابق الفريق حسب الكريم آدم النور قوة الشخصية وإتخاذ القرار في الوقت المناسب والدفاع عنه لدرجة (الاستماتة) وبحق وحقيقة وضع (بصمته) التي لا ينكرها إلا مكابر.
الخوف والتردد (صفتين ذميمتين) تقتل صاحبها وإن كان يحمل (أعلى الدرجات العلمية) ومختلف الخبرات التراكمية (المسؤول قرار صحيح كان أم خطأ هذا أمر آخر).