الرأي والتحليل

محمد عثمان الرضي يكتب: 14 ساعة رحلة بص من بورتسودان إلى القضارف.. إجراءت شرطة المرور ما بين الإفراط والتفريط

تراوحت درجات الحرارة بمدينة بورتسودان (العاصمة الإدارية المؤقتة) لجمهورية السودان ما بين الــ 40 إلى الــ45 درجة خلال اليومين الماضيين مما تسببت ذلك في ظهور مرض ضربات الشمس التي بلغت في مجملها حوالي الــ15 حالة من بينهما 2 حالة وفاة وذلك وفقا لسجلات السلطات الصحية التي دفعت بحزمة من الإرشادات والتحزيرات والحملات التوعوية بغرض الحد من المرض.
بسبب الطقس الحراري المرتفع قررت العديد من الأسر مغادرة مدينة (الثغر) الباسم إلى العديد من المدن ذات الأجواء الباردة لقضاء فترة (المصيف).
حزمت حقائبي وأمتعتي أمس الخميس 17/7/2025 وتوجهت صوب الميناء البري متوجها إلى مدينة القضارف التي تبعد حوالى الــ750 كيلو متر من مدينة بورتسودان.
كان من المقرر أن يغادر البص في تمام الساعة الخامسة صباحا إلا أنه تأخر نصف ساعة ويتبع البص إلى شركة الرفاعي التي تمتلك (إسطول) مقدر من البصات تصول وتجول كل مدن السودان.
وعندما وصلنا مدينة سنكات توقف البص فترة زمنية طويلة وعندما سألنا عن سبب (التأخير) كان الرد يتمثل في إنتظار (ضابط) شرطة المرور لتنظيم البصات في موكب واحد بغرض (التفويج).
جرت العادة أن (تفويج) البصات يتم في (مواسم الأعياد) وذلك نسبة (لكثافة) عدد المسافرين المتوجهين إلى أسرهم وذويهم لقضاء عطلة العيد على أن يتم (التفويج) العكسي بعد (إنقضاء) فترة عطلة العيد.
وبالفعل تحركنا بعد طول إنتظار حوالى الــ30 بصا وعندما وصلنا إلى مدينة (هيا) تجدد التوقف من جديد في إنتظار إستبدال (شرطي المرور) لإستئناف الرحلة.
وعند وصولنا أيضا إلى (مدخل مدينة كسلا) إضطررنا للتوقف فتره من الزمن في إنتظار (شرطي المرور) ليواصل بنا الرحلة وهكذا هو (الحال) طيلة فترة الرحلة نتنقل من بين أفراد شرطة المرور.
لا كبير على القانون وسلامة أرواح المواطنين (خط أحمر) وقطعا الهدف من (التفويج) الحد من وقوع حوادث المرور علما بأن البصات تسير بسرعة (جنونية) تسببت في (إزهاق) أرواح المواطنين.
كل هذه (الإجراءت والتحوطات) مطلوبة ومن (صميم) مهام وواجبات شرطة المرور ولكن في ذات الوقت لا بد من (الإنضباط) بالزمن من أفراد شرطة المرور (مش كل زول يشتغل على كيفو) ولا يراعي لظروف المرضى وكبار السن وذوي الإحتياجات الخاصة من المسافرين.
فحص البصات ومراجعة إجراءاتها لا بد أن أن يكون قبل يوم من تحديد الرحلة لكي لا يتسبب ذلك في تعطيل حركة المسافرين أثناء الرحلة.
أفراد شرطة المرور السريع الموزعين في الطرق أحوج الناس لإخضاعهم لدورات تأهيلية في كيفية التعامل مع (المسافرين) ولا بد أن يعلموا بأنهم (خدام) للشعب وليسوا (أسياد) عليه.
14 ساعة استغرقتها الرحلة منذ الساعة الخامسة والنصف صباحا وحتى الساعة الثامنة والنصف مساء من بينها 3 ساعات توقف متكرر بغرض إنتظار أفراد شرطة المرور.
مدير الإدارة العامة لشرطة المرور اللواء شرطة سراج منصور مطالب بإصدار توجيهات صارمة لمنسوبيه المنتشرين على طرق المرور السريع بالضبط والربط واحترام عامل الزمن.
في السابق كانت دوريات شرطة المرور تكون في مقدمة التفويج إلا أن ما شاهدته بالأمس مختلف تماما فاكتفوا فقط بتواجد (شرطي المرور) في البص الأول ليتحكم في السير يبدو أن الإمكانيات المالية وعدم توفر (الوقود) دفعهم للجوء لهذه (الخطوة) (مكره أخاك لا بطل).

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى