الرأي والتحليل

من أعلى المنصة.. ياسر الفادني يكتب: شهداء الحُرْقَة.. حكاية لن تموت

في قلب السودان، حيث تنبض الأرض بحب الوطن، تقف قرية الحرقة شامخة، صامدة كالجبل الأشم، ترسم بدماء شهدائها أنشودة الفداء والتضحية. لم تكن مجرد قرية، بل كانت حصنًا منيعًا، وحائط صدٍّ أمام كل من تسوِّل له نفسه المساس بكرامة السودان، هناك حيث الأرض تسقيها دماء الأبطال، وحيث النداء يعلو: جيش واحد.. شعب واحد، تجلت أروع صور التلاحم بين أبناء الوطن وقواته المسلحة، ليكتبوا معًا ملحمة خالدة ستظل نبراسًا للأجيال القادمة.
لم يكن لأهل الحرقة أن يكونوا غير ذلك، فهم أبناء المجد، وأحفاد من حملوا راية النضال جيلاً بعد جيل ،حينما دق ناقوس الخطر، كانوا أول من لبى النداء، لم يترددوا لحظة واحدة، ولم يتراجعوا قيد أنملة، فخرجوا صفًا واحدًا خلف القوات المسلحة، يحملون أرواحهم على أكفهم، ويؤكدون للعالم أن السودان عصيٌّ على الانكسار.
مسجدها الأخضر لم يكن يؤذن للصلاة فقط، بل كان صوته يدوي بنداء الحق: حي على الجهاد. لم يكن مجرد نداء عابر، بل كان قسمًا وعهدًا أن هذه الأرض لن تكون إلا لأبنائها، وأن الحرقة لن تكون إلا صخرة تتحطم عليها كل المؤامرات
لم يكن شهداء الحرقة مجرد أرقام تُحصى أو أسماء تُذكر، بل كانوا شعلةً أضاءت الطريق نحو النصر، لم يرتقوا على أرضهم فقط، بل كان منهم من استُشهد في ساحات أخرى، مقاتلين في صفوف القوات المسلحة، مرابطين في الخطوط الأمامية، ليؤكدوا أن دماء السودان واحدة، وأن الشهادة في سبيله شرفٌ لا يدانيه شرف.
وراء كل شهيد، أمٌ صابرة، وزوجةٌ مكلومة، وأختٌ ترفع رأسها فخرًا وعزة، ولسان حالهن يقول: هذا وطن يستحق أن نفديه بأرواحنا، ولن نكون إلا سندًا لمن يحميه ، نساء الحرقة لم يكن متفرجات، بل كن في طليعة الصفوف، يقدمن فلذات أكبادهن، ويضربن أروع الأمثلة في الصبر والثبات.
في هذه اللحظات المصيرية التي يمر بها السودان، تظل الحرقة نموذجًا حقيقيًا للعهد والوفاء، تؤكد أن الوطن أغلى من كل شيء، وأن عزيمتها لن تلين، وأنها ستظل على العهد، داعمةً لقواتها المسلحة، متماسكةً في وجه كل التحديات
وإن كان هناك تكريمٌ يليق بهؤلاء الأبطال، فلا بد أن يكون لأهل الحرقة، وإن كان هناك مجدٌ يُكتب، فلا بد أن يكون بحروف من نور في سجل تاريخهم، فهم لم يكونوا مجرد شاهدين على الأحداث، بل كانوا صُنّاعها، بدمائهم، وصمودهم، وإيمانهم بأن السودان لن يسقط، ما دام فيه رجالٌ كرجال كالحرقة.
أهل الحرقة لم يخذلوا وطنهم يومًا، ولن يفعلوا أبدًا، لأنهم ببساطة أبناء السودان الأوفياء. صمدوا حين اشتدت المحن، وثبتوا حين زاغت الأبصار، ونذروا أرواحهم لله ثم للوطن، هذه هي الحرقة، قلعة الصمود، وأيقونة الفداء، ونبراس التضحية.
اني من منصتي انظر.. حيث اهتف بمليء فيَّ : لكم المجد يا رجال الحرقة، لكم الشرف يا نساءها، ولشهدائكم جنة عرضها السماوات والأرض، صنعتم التاريخ، وستظلون خالدين في وجدان السودان، نورًا لا ينطفئ، وعزًا لا يزول ، وشكرا لمن دعونا للإفطار فيها، مقاومة الجزيرة وجهازها التنفيذي ، ذلك الإفطار الذي لم تبتل فيه العروق ويثبت فيه الأجر فحسب… بل هو وفاء لأهل العطاء المتفرد ، شكرا أهلي بالحرقة و لكم مني تعظيم سلام .

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى