
منذ يومين أو يزيد وقبل معركة القصر قاصمة الظهر تناولت المواقع الاخبارية خبرا يعلن بداية السلطات في ولاية الخرطوم ازالة العشوائيات وبخاصة منطقة العزبة بالخرطوم بحري وما يجاورها من أماكن سكن غير نظامي وغير لائق بالبشر ولا بمدينة هي ضلع مهم من أضلاع العاصمة المثلثة.
العشوائيات التي تساهلت ازاءها السلطات يوما ما وفتحت لساكنيها الابواب مشرعة لبناء مساكن متراكمة فوق بعضها وبمواد غير ثابتة بل بعضها بيوت من الصفيح هي ذات العشوائيات التي انتجت أجيالا وأطفالا ثم شبابا غالب سماتهم هي العشوائية والفوضى وانعدام المسؤولية تجاه أسرة أو مجتمع أو بيت بسبب الجهل فيهم وانتهاجهم اثر ذلك نهج الحقد الطبقي الذي ظهر جليا في الحرب الدائرة الآن.
غض الطرف عن مثل هذه العشوائيات بسبب الخوف من منظمات تدعي أنها حقوقية ومتابعة لأحوال أمثال هؤلاء هو الذي أورد بلادنا في كل أرجائها موارد الهلاك حيث مارس هؤلاء العشوائيون حقدا طبقيا كانت بعض نتائجه اغتصاب حرائر وقتل شرفاء وسرقة ونهب مالم يمتلكوه في بيوتهم وقراهم وإذلال بالسلاح لمن يرونهم أفضل منهم من أي جنس ولون.
مواجهة مثل هذه المشاكل وهي كثيرة لا تنحصر في العشوائيات وحدها هو الحل لكل مشاكل هذه البلاد وهو الحصن ضد حدوث مثل ما حدث الآن.
في القوانين يوجد ما يمنع اقامة مثل هذه العشوائيات وفي القانون ما يمنع محاولة البعض استغلال الجنس أو اللون أو الديانة سلما لاحداث الفوضى وتخطي القوانين وفي القانون كذلك ما يمنح الدولة حق بسط سلطانها وقوتها على كل من يحاول تجاوز تقاليد وأعراف المجتمعات.
بتطبيق القانون فقط وتقوية أجهزة الشرطة والعدالة تتطور الشعوب وتختفي نبرات من يحدثونك عن التمييز ومن يحاولون أخذ القانون باليد وحيازة ما تملكه الدولة بوضع اليد.
ما ننتظره ألا تتراجع ولاية الخرطوم عن خط بدأته بازالة العشوائيات في بحري ليشمل ذلك كل مواقع وبؤر الهشاشة والمهددات الأمنية في كل بقاع العاصمة وألا يتوقف هذا الفعل في الخرطوم وحدها بل يشمل كل ولايات السودان حتى نضمن لأجيالنا القادمة أمنا لا تهدده جماعات تشعر بالتهميش رغم اختلاطها بالآخرين ونضمن للكل سكنا صحيا تتوفر فيه وحوله الخدمات والتعليم الذي يحارب الحقد والكره والفقر والجريمة وكل الظواهر السالبة.
وكان الله في عون الجميع