التمباك، المعروف بالسعوط أو السفة، أو الشمه يُعتبر من المواد التي تُستخدم بشكل واسع في بعض المجتمعات، رغم أضراره الصحية والاجتماعية الكبيرة. يتم تحضيره بطريقة بدائية تعتمد على التخمر البكتيري، مما يجعله مليئاً بالمركبات السامةوالمسرطنة بعض محلات بيعه تجد عبارة “لو ما فاطر ما تخاطر” تُبرز مدى خطورة هذه المادة، خاصة عند تناولها على معدة فارغة، حيث تزداد سرعة امتصاص المواد الضارة في الجسم.
نجد في عملية التحضير تُخلط مكوناته تحت مشمعات لتحدث عملية تخمر بكتيري، ثم تُطحن وتُعبأ دون أي عمليات تعقيم أو تصنيع.
يتم وضعه بين اللثة والشفة،حيث تُمتص المواد السامة مباشرة عبر بطانة الفم إلى الدم، أو تُبتلع أثناء النوم لتصل إلى الجهاز الهضمي. إذاً ماهو تأثير النيكونين الموجود في التمباك ،يحتل مستقبلات الموصل العصبي الأستايل كولين، مما يؤدي إلى إفراز هرمون الدوبامين، وهو سبب النشوة التي يشعر بها المتعاطي.
هذا التمباك فيه أضرار كبيرة علي صحة الانسان حيث يسبب الأمراض الخطيرة التي تفتك بالانسان ، مثل السرطانات، وهي عديدة، سرطان الفم والبنكرياس والمريء، بالإضافة إلى أمراض القلب وتلف الأسنان واصفرارها. حيث يحتوي على مركبات مثل النايترزوأمينات والبنزوبايرين، وهي مواد معروفة بتسببها في السرطان، إلى جانب المعادن الثقيلة السامة.يؤدي التمباك إلى القلق والاكتئاب، مما يزيد من تأثيره السلبي على الصحة النفسية.
يعتبر التمباك مادة مخدرة وتسبب الإدمان ومن الصعوبة بمكان الفكاك منه ويُسبب تغيرات كبيرة في فسيولوجيا الجسم، مما يؤدي إلى التعودعليه،الإقلاع عن التمباك يتطلب برامج علاجية خاصة لتقليل أعراض الانسحاب(الخرمة) التي قد تدفع المتعاطي للعودة إليه بشراهة أكبر. فهويُتلف منظومة الموصلات العصبية والهرمونات داخل الجسم، مما يجعل الجسم يعتمد على المادة من مصدر خارجي.
لايتوقف تعاطيه علي طبقة معينة من طبقات المجتمع السوداني وإنما يتعاطه جميع أنواع الطبقات حقيقة نحن بحاجة إلى التوعية المجتمعية،حمايته من تعاطي هذا السم الذي يُشكل خطراً كبيراً على جيل الشباب، والكبار ،مما يتطلب جهودًا مكثفة لتوعيتهم بأضراره. علي العلماء والأطباء بجميع التخصصات المختلفة، الطب وعلم النفس، يجب أن تتكاتف لتقديم برامج توعية وعلاج فعالة. مكافحته تحتاج إلى جهود مجتمعية شاملة تشمل التوعية والتعليم والعلاج. و تتطلب جهوداً مجتمعية كبيرة لحماية الأجيال القادمة من أضراره، والعمل على تقليل انتشاره من خلال التوعية والعلاج.حفظ الله السودان وشعبه.
meehad74@gmail.com
