الرأي والتحليل

الإعلامية حجازية محمد سعيد تكتب: المسؤولون بين خدمة الناس والتنمر عليهم

في كل دولة، ووسط كل مجتمع، يوجد مسؤولون كُلفوا بمهام وأمانات عظيمة، هدفها الأول والأخير هو خدمة المواطن وتسهيل حياته. غير أن ما نشهده أحيانًا من بعض المواطنين من تنمرٍ وتجريحٍ شخصي تجاه المسؤولين، بل والتدخل السافر في حياتهم الخاصة، هو أمر يتعارض مع قيم الدين وأخلاق المجتمع.
المسؤول – أيًا كان موقعه – لم يُكلَّف ليعرض تفاصيل حياته الشخصية للناس، بل جاء ليقدم خدمة عامة. فإذا قصّر في أداء واجبه، فباب النقد البنّاء مفتوح، ونقاش التقصير واجب مشروع. لكن ليس من حق أحد أن يتدخل في حياته الخاصة أو يخوض في شأنٍ لا علاقة له بالخدمة العامة.
إن الحياة الشخصية لأي إنسان، سواء كان مسؤولًا أو مواطنًا عاديًا، هي بينه وبين ربه. ومن يحاول أن يفضح الناس وينشر عثراتهم، نسي أن الله وحده هو الستّار، وأن النبي ﷺ قال: “من ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة”. فلو كشف الله عنا جميعًا ستره، لما سلم أحد من الفضيحة، لأن كل إنسان له عيوب وأخطاء.
علينا أن نتذكر أن النقد الحقيقي هو ما يركز على العمل والخدمة، لا على الأشخاص وحياتهم الخاصة. وأن المجتمع الراقي هو الذي يترك صغائر الأمور، وينصرف لما هو أعظم وأنفع: بناء، تنمية، تعاون، وتكاتف من أجل مستقبل أفضل.
فلنكن أصحاب همة عالية، نوجّه طاقاتنا نحو ما ينفعنا جميعًا، ولندع الناس في حالها، فكل إنسان مسؤول أمام الله عن نفسه، وحساب الخلق على الخالق لا على البشر.

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى