
تنامون وأنتم تُصفّقون للظالم، تغمضون أعينكم على دماء الأبرياء وكأنها قطرات مطرٍ على ترابٍ غريب! كيف تنامون وأنتم تخونون أرضكم وشعبكم؟ كيف تهدأ ضمائركم والخراب يملأ القرى، والدموع لا تفارق عيون الأمهات، واليتامى يبحثون عن دفء لم يبق له أثر؟
بعد كل هذا الدمار والقتل والتشريد، تأتون لتتحدثوا عن السلام! أيّ سلامٍ هذا الذي تتحدثون عنه وقد صنعتم الحرب بأيديكم، وأوقدتم نيرانها في كل بيت؟ أين كان حديثكم عن السلام يوم الرابع عشر من أبريل، حين اشتعلت النيران في قلوبنا قبل مدننا؟ أين كنتم حين كانت الأرواح تُزهق، والبيوت تُهدم، والناس تفرّ في كل اتجاه طلباً للأمان؟
اليوم، بعد أن خاب مسعاكم، وبعد أن كشف الله زيف شعاراتكم، جئتم تتحدثون عن “الاتفاقيات” و”المصالحات” و”السلام الرباعي”! أيّ سلامٍ يُبنى على دماء الأبرياء؟ أيّ سلامٍ يُفرض بالقوة وتحت تهديد السلاح؟
نقولها بوضوح: القول عند الشعب، لا عند من خانوه وباعوه في سوق المصالح السياسية. هذا الشعب الذي صبر كثيراً، وعانى كثيراً، لن يرضى أن تُداس كرامته مرة أخرى. نحن أبناء هذا الوطن، وسنموت جميعاً دفاعاً عن ترابه، ولن نسمح للسفهاء أن يأتوا على دماء الشهداء ويجعلوها سلّماً لمطامعهم.
جئتم اليوم بعد أن انكشف وجهكم الحقيقي، لتلتهموا ما تبقى من السودان وشعبه؟
نقولها بصوتٍ واحدٍ يسمعه التاريخ:
لو فَضَل فينا واحد… بس واحد، ما حنخليكم تبيعوا الوطن.



