الرأي والتحليل

الكلام الدغري.. هشام أحمد المصطفى (أبو هيام) يكتب: سلسلة مقالاتي عن رجل الانسانية والكرم والمروة

الدكتور حسن برقو: سفير النوايا الحسنة ورمز المحبة والإنسانية (الجزء الثاني)

تعزيز السلم الاجتماعي ورتق النسيج الوطني
يواصل الدكتور حسن برقو أداء رسالته الإنسانية بشغف لا يعرف التوقف، حيث تجاوزت قضاياه الإطار الرياضي والإداري إلى ساحات أكثر اتساعًا وعمقًا، أبرزها تعزيز السلم الاجتماعي ورتق النسيج الوطني، خاصة في مناطق التوتر والنزاعات. فقد أدرك برقو مبكرًا أن الرياضة وحدها لا تكفي، فشرع في بناء علاقات مجتمعية متينة مع زعماء القبائل، والشباب، وقيادات المجتمع المدني، وأطلق مبادرات لوقف الاقتتال القبلي، وأسهم بشكل مباشر في تنظيم مؤتمرات للصلح والتعايش السلمي في دارفور، وجبال النوبة، والنيل الأزرق.
ما يميز الدكتور برقو في هذه الملفات الحساسة هو صدقه وشفافيته؛ فقد ظل يزور المناطق المنكوبة بنفسه، ويتحدث إلى الناس مباشرة، دون وسطاء أو حواجز، ويستمع إلى مظالمهم ويطرح الحلول بعقل مفتوح وقلب كبير. لم يكن يومًا سياسيًا يسعى إلى مكاسب، بل ناشطًا وطنيًا يسعى إلى سلام شامل يفتح الباب للتنمية والازدهار.
دعم التعليم وبناء المدارس في الأطراف المنسية
من أبرز محطات عطائه أيضًا، جهوده المتميزة في دعم التعليم الأساسي والثانوي في المناطق النائية التي تعاني من ضعف البنية التحتية وانعدام الخدمات. فقد تبنّى برقو العديد من المشاريع التي تمثلت في بناء المدارس، توفير المقاعد، ودعم المعلمين، بل وساهم في توفير الزي المدرسي ووسائل النقل للتلاميذ في بعض القرى البعيدة.
IMG 20250612 WA0097
ولم يتوقف جهده عند هذا الحد، بل وفّر المنح الجامعية للطلاب المتفوقين من الأسر الفقيرة، وساندهم حتى أتموا دراستهم الجامعية. إن هذا البُعد التعليمي في شخصية الدكتور برقو يكشف عن وعيه العميق بأن النهضة لا تُبنى بالشعارات، بل بالعلم، وأن الاستثمار الحقيقي هو في الإنسان، لا في الحجر.
مبادرات خيرية رائدة في رمضان والمواسم
وفي الجانب الإنساني الخالص، دأب الدكتور حسن برقو على تنظيم قوافل خيرية ضخمة خلال شهر رمضان الكريم، شملت توزيع سلال غذائية على الأسر المتعففة، وتوفير الأدوية للمرضى، وتجهيز موائد الإفطار الجماعي، التي تحولت إلى ساحات محبة وتلاقي.
ولم تقتصر هذه المبادرات على رمضان، بل امتدت إلى العيد، وحتى الأعياد المسيحية، حيث دعم الأسر المسيحية في مناطق التعايش المشترك، وقدم لهم الهدايا والدعم المادي، مؤكدًا أن السودان بلد التسامح والتنوع، لا الإقصاء والانقسام.
صوت إنساني في محافل الداخل والخارج
بفضل موقعه كـسفير للنوايا الحسنة، أصبح صوت الدكتور برقو مسموعًا في المحافل الإقليمية والدولية. فقد خاطب العديد من المؤتمرات الخاصة بالسلم والتنمية في إفريقيا، وطرح فيها رؤية سودانية نابعة من تجاربه الشخصية في التداخل الأهلي والتعايش القبلي، مؤكدًا أن الحلول المستوردة لا تنجح إلا إذا تأسست على أسس واقعية داخلية.

IMG 20250612 WA0096
لقد حمل صوت أهل السودان الحقيقيين إلى العالم، متحدثًا باسم الفقراء، والمهمشين، والشباب الذين حُرموا من الفرص. لم يتحدث بلغة السياسة الجافة، بل بلغة الرحمة والانتماء والكرامة.
نموذج للقائد الذي لا يسعى إلى المناصب
رغم أنه تقلّد مناصب مرموقة داخل الاتحاد السوداني لكرة القدم، وترأس لجنة المنتخبات وحقق نجاحات إدارية باهرة، فإن الدكتور حسن برقو ظل دومًا زاهدًا في المناصب، رافضًا استغلال أي موقع لمصلحة شخصية. بل إنه في كثير من الأحيان انسحب طواعية من السباق الإداري حين شعر أن الوقت قد حان لمنح الفرصة للآخرين.
هذه الصفة جعلته محل احترام حتى من خصومه، فقد عرفوه صادقًا في وعده، نظيفًا في يده، وعادلًا في مواقفه. لم يُعرف عنه يومًا أنه ارتبط بأي فساد أو صفقة مشبوهة، وكان دائمًا يُذكر اسمه في المجالس مقرونًا بالثقة والنقاء.
خاتمة: برقو… حين تصبح الإنسانية مشروع حياة
ليس من السهل أن تُجمع كل هذه الخصال في رجل واحد، لكن الدكتور حسن برقو فعلها. جمع بين الفكر والعمل، بين الحس الوطني والضمير الإنساني، بين القوة في المواقف واللطف في التعامل. لذا، فإن الحديث عنه لا يجب أن يُختزل في كونه رياضيًا ناجحًا أو سفيرًا للنوايا الحسنة فحسب، بل هو مشروع إنساني متكامل، يليق بأن يُدرّس في الجامعات كنموذج للقيادة الأخلاقية.

IMG 20250612 WA0095
وفي خضم التحديات التي تعيشها البلاد اليوم، تبقى الحاجة ماسة لرجال من طينة برقو: رجال لا تغريهم الكراسي، ولا تحنيهم المصالح، بل يحملون قلوبًا بحجم الوطن، وعقولًا تفكر في أجيال الغد.
تحية للدكتور حسن برقو… لأنه لم يكن يومًا رجل مرحلة، بل كان دومًا رجل رسالة.

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى