الرأي والتحليل

الكلام الدغري.. هشام أحمد المصطفى (أبو هيام) يكتب : الدكتور حسن برقو: صمّام أمان البلاد في زمن الأزمات الاجتماعية ودوره الإنساني في إغاثة الملهوف وتحقيق التنمية

مقدمة: عندما تشتدّ الأزمات يبرز الرجال
في الأوقات الحرجة، لا تكشف المحن عن معادن الرجال فحسب، بل تبرز القادة الحقيقيين الذين لا ينتظرون التصفيق ولا يسعون للشهرة، بل يتقدّمون الصفوف بشجاعة ومسؤولية. والدكتور حسن برقو هو أحد هؤلاء القادة الذين تفتخر بهم البلاد، إذ ظلّ يمثل صمام أمان في خضم الأزمات الاجتماعية المتلاحقة، خاصة في ظلّ ما يعيشه السودان من تحوّلات وتحديات معقّدة.
فهو ليس مجرد شخصية عامة، بل هو رمز إنساني ووطني يتنقّل بين مناطق السودان المختلفة حاملاً هموم الوطن والمواطن، باذلاً جهده في إغاثة الملهوف، ورافعاً رايات التنمية حيث لا صوت إلا لأوجاع الناس. في هذا المقال نسلط الضوء على الجوانب المضيئة من سيرة الرجل، ونوثّق محطاته المؤثرة في العمل الإنساني والتنموي.
IMG 20250613 WA0005
دور إنساني متفرّد في إغاثة المحتاجين
من أبرز ما يميّز الدكتور حسن برقو هو حضوره القوي في العمل الإنساني، فقد قدّم أنموذجًا ناصعًا في العطاء غير المشروط. تنقّل بين معسكرات النازحين، وحمل على عاتقه مسؤولية مساعدة المتضررين من الحرب، والفيضانات، والكوارث الطبيعية. لم يكن ذلك دعاية إعلامية، بل كان التزامًا أخلاقيًا ووطنيًا.
تبرز صورته في المناطق المنكوبة، لا ليُلقي خطابات، بل ليغرس خيام الإيواء، ويوزع الغذاء، ويواسي الأرامل، ويمسح دموع اليتامى. وقد شهدت له منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية بجهوده الفاعلة، إذ لم يتوانَ عن فتح قنوات الدعم والمساعدة عبر علاقاته الواسعة داخل وخارج البلاد.
وما يُحسب له أنه لم يميز بين منطقة وأخرى، فالجميع عنده سواء في الاستحقاق الإنساني، من دارفور إلى النيل الأزرق، ومن شرق السودان إلى شماله، كان حضوره دائمًا، ويده ممدودة بالخير.
مشاريع تنموية أحدثت الاستقرار
إلى جانب إغاثته العاجلة، لم يغفل الدكتور حسن برقو أهمية الاستدامة، فكان من أوائل الداعين إلى أن تتحوّل المعونات إلى مشاريع تنموية تخدم الناس على المدى الطويل. وله بصمات واضحة في عدد من المشاريع الإنتاجية والخدمية التي أحدثت استقرارًا ملحوظًا في مناطق كانت تعاني من التهميش والإهمال.
أشرف على حفر آبار مياه في المناطق النائية، وأسّس مشاريع زراعية رعوية لصالح النازحين، بل وفتح فرص عمل للشباب في مشاريع صغيرة ومتوسطة، ما ساهم في الحدّ من الهجرة والنزوح الداخلي. لم يكتفِ بالدعم المالي، بل ربط تلك المشاريع بالتدريب والتأهيل، وهو ما جعله ينال احترام المجتمعات المحلية، ويكسب ثقتها.
وقد أصبحت هذه المشاريع اليوم شواهد على نجاحه، إذ تحوّلت إلى نماذج يُحتذى بها في كيفية الجمع بين الإغاثة والتنمية، وهو ما يُعدّ من التحديات الكبرى التي فشل فيها كثيرون.

IMG 20250613 WA0003
قيادة اجتماعية جمعت شتات الناس
في زمن تصاعدت فيه النعرات القبلية والجهوية، برز الدكتور حسن برقو كصوت للحكمة والوحدة الوطنية. إذ لم يكن انشغاله بالجانب الإنساني فقط، بل حرص على رأب الصدع بين المجتمعات، وأطلق مبادرات للمصالحات القبلية، خاصة في مناطق النزاع.
لعب دور الوسيط المقبول في عدد من النزاعات المحلية، وتمكن بخطابه المتوازن وسمعته الطيبة من أن يوقف نزيف الدم في أكثر من مناسبة. لم يكن ذلك عملًا مؤقتًا، بل اختطه منهجًا طويل الأمد، مؤمنًا بأن السلام الاجتماعي هو الأساس الذي تُبنى عليه بقية عناصر الاستقرار.
ولعل من اللافت أن مجتمعات مختلفة تتعامل معه بوصفه “المرجعية الأهلية الصادقة”، وهذا الوصف لم يأتِ من فراغ، بل من تاريخه النظيف، وتواضعه الجمّ، واستعداده الدائم للاستماع والتدخل الإيجابي دون تحيز.
رؤية وطنية تتجاوز حدود الجغرافيا
ما يُحسب للدكتور حسن برقو أنه لم يحصر جهوده في منطقته أو قبيلته أو إثنيته، بل انطلق من قناعة راسخة بأن الوطن للجميع، وأن السودان لا يُبنى بالأنا الضيقة، بل بالرؤية الجماعية. لذلك ظلّ دائمًا حاضرًا في كل المحافل التي تدعو إلى التعايش، والتنمية الشاملة، وحفظ السيادة الوطنية.
وهو يؤمن أن التنمية لا تعني فقط تشييد الطرق والمدارس، بل تعني أيضًا ترسيخ القيم الوطنية، وتعزيز ثقافة التكاتف، وتمكين الإنسان السوداني اقتصاديًا واجتماعيًا. ولذلك دعَم مشاريع التعليم، وساهم في بناء عدد من المدارس، ووفّر فرصًا تعليمية للأطفال المحرومين من التمدرس.

IMG 20250613 WA0004
وفي خطابه العام، تجد دائمًا الإشارة إلى أهمية “التنمية العادلة” التي تضمن لكل مواطن حظه من الوطن، بلا محاباة ولا تهميش، وهو ما جعله أقرب للمواطن البسيط من بعض المسؤولين الذين ينشغلون بالبروتوكولات ولا يرون معاناة الناس.
. ختامًا: الدكتور حسن برقو كتاب مفتوح ومثال نادر
لقد أصبح الدكتور حسن برقو كتابًا مفتوحًا أمام الجميع، لا يُخفي جهدًا، ولا يطلب جزاءً ولا شكورًا، بل يعمل في صمت، ويفعل ما عجزت عنه جهات رسمية بكامل عدّتها وعديدها. فهو رجل المبادرات، وصوت الوجدان الشعبي، وعنوان الثقة في زمن الحيرة.
في وقت تراجعت فيه القيم، وانهار فيه كثير من الرموز، ظلّ هو ثابتًا على عهده مع الناس، لا تحكمه الأهواء، ولا تُغريه المناصب. لذلك فإنّ تكريمه ليس مجرد واجب وطني، بل هو أقل ما يمكن أن يُقدَّم لرجل وهب عمره لخدمة الوطن وأهله.
وختامًا، فإنّ السودان في أمسّ الحاجة لأمثال الدكتور حسن برقو، رجال يعيدون رسم الأمل، ويجعلون من التنمية والإنسانية مهمة يومية لا موسمية، ومن العطاء سلوكًا لا شعارًا. حفظه الله للوطن، وأبقاه زادًا للضعفاء، وسندًا لكل محتاج.

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى