
في بلدٍ أنهكته الحرب، وغابت عنه مظاهر الدولة في كثير من الأقاليم، يبرز بعض المسؤولين كنقاط ضوء في عتمة المشهد. ومن بين هؤلاء، يبرز المدير التنفيذي لمحلية عطبرة، الذي استطاع – في ظل التحديات والظروف الاستثنائية – أن يُحدث فارقًا حقيقيًا في الأداء والخدمات والبنية الإدارية، مثبتًا أن الإدارة الرشيدة ليست رهينة للموارد، بل للعزيمة والنية الصادقة والعمل المنظم.

أولًا: الأداء الميداني.. لا مكاتب مغلقة بعد اليوم
منذ اليوم الأول لتوليه المهمة، رفع شعار “الميدان أولًا”. لم يكن أسير المكتب، بل انطلق نحو الأحياء، الأسواق، المؤسسات، والقرى الطرفية، ليُعايش هموم الناس، ويراقب سير العمل بنفسه. هذه الخطوة وحدها أعادت الهيبة للعمل الإداري، وفرضت روح الانضباط في صفوف العاملين. فصارت المحلية تنبض بحركة يومية، يقودها مسؤول يعمل بصمت، ويتحرك برؤية، ويُتابع بتفاصيل.
ثانيًا: إدارة رشيدة.. وأداء متميز

ما يميز هذا المدير التنفيذي أنه يملك فهمًا عميقًا لطبيعة العمل المحلي، ويُدرك حساسية دوره في ظل السياق السوداني الراهن. وقد أدار دفة العمل الإداري باحترافية، معتمدًا على أداء متميز، وإدارة رشيدة، ومجهودات جبارة لا تخطئها العين. فكل من يتعامل مع محلية عطبرة الآن، يُدرك حجم التحوّل الذي طرأ على طريقة التفكير، والتخطيط، والتنفيذ.
فمن تسهيل الإجراءات، إلى محاربة التسيب والفساد، إلى تفعيل دور الإدارات المختصة، استطاع أن يُعيد الثقة في مؤسسات الدولة، ويجعل المواطن يشعر بوجود حكومة “تخدمه لا تتسلط عليه”.
ثالثًا: مجهودات ملموسة في تحسين معاش الناس
في ظلّ تعقيدات الوضع الاقتصادي، لم يغفل المدير التنفيذي جانب معاش الناس، بل جعله في قلب أولوياته. تحرّك بإصرار لتوفير ما يُمكن من سلع وخدمات أساسية، وأشرف بنفسه على توزيع المساعدات، والسلع المدعومة، وضمان وصولها إلى مستحقيها.

كما عمل على توفير متطلبات الموظفين من احتياجات معيشية، وخدمات ضرورية، وظروف عمل تحفظ كرامتهم وتساعدهم على أداء مهامهم بجدية. وقد أثمرت هذه الجهود في رفع الروح المعنوية للعاملين، وساهمت في تحريك عجلة الأداء داخل المؤسسات المحلية. فالرضا الوظيفي جزء أصيل من الإصلاح، وقد نجح في تحقيقه بدرجة واضحة.
ولم يكن ذلك فقط على الورق، بل ظهرت ثماره في صورة مبادرات واقعية، منها توفير سلع رمضان والعيد للموظفين، إنشاء مراكز لتوزيع الدقيق بأسعار مخفضة، وتوسيع نطاق الدعم الغذائي للأسر المتعففة.

رابعًا: قائد وطني دعم الجيش والمستنفرين
في وقتٍ أحوج ما تكون فيه البلاد إلى رجال مواقف، أثبت المدير التنفيذي لمحلية عطبرة أنه رجل وطني من الطراز الرفيع، حيث وقف بوضوح إلى جانب القوات المسلحة، فكان من الداعمين الأوائل للجيش السوداني في معركته ضد التمرد. وقد قدّم عبر المحلية دعمًا معنويًا ولوجستيًا كبيرًا، وساهم في تنظيم عدد من القوافل العسكرية والإنسانية، موجهة إلى جبهات القتال.
بل تجاوز ذلك إلى تحفيز المستنفرين، وتقديم الدعم المجتمعي لهم، وتشجيع المجتمع المحلي على الوقوف خلف القوات النظامية. لقد جسّد صورة ناصعة للمسؤول الذي لا يتهرب من الواجب الوطني، ولا يُساوم في الثوابت.
ولعل أبرز ما يُسجّل له، إشرافه المباشر على انطلاق قوافل الإسناد التي ضمت الغذاء والدواء والكساء والروح الوطنية العالية، وحرصه على أن يُشارك المواطنون في إعداد هذه القوافل لتكون فعلًا شعبيًا جامعًا.
خامسًا: كرّس جهده ووقته.. فاستفاد الناس
من الجوانب التي يلمسها المواطن يوميًا، أن المدير التنفيذي كرّس جهده ووقته بالكامل لخدمة محليته. لم يكن ممن يأتون للمكاتب متأخرين ويغادرون مبكرين، بل كان أول الحاضرين وآخر المغادرين. كل دقيقة من يومه كانت تُصرف في الشأن العام، دون تكلّف أو مَنّ.
والأهم أن هذا الجهد لم يذهب هدرًا، بل استفاد منه الناس مباشرة. تحسّن في الخدمات، صيانة للمرافق، إشراف مباشر على توزيع المساعدات، تنسيق مع الجهات المختلفة، إنعاش لحيوية المحلية، وضبط للأداء الداخلي. هذا التكريس هو ما صنع الفارق، وترك بصمة لا تُمحى في ذاكرة السكان.
لقد أصبح مكتبه قبلة للمواطنين،



