بدءا التحية للقوات المسلحة في الإنشاء المئوي و عيد السودنة الواحد و السبعين وقد ظلت القوات المسلحة طوال عمرها باسلة و عصية عرفتها كل جيوش العالم بالاقدام و عدم التقهقهر بل عرفوها ببذل النفس و النفيس
قادتها رجال لا يعرف الخوف إليهم طريقا منهم الجنود الذين يتأهلون فيها حثي يبلغ بعضهم أن يتم ترشيحه لسلك الضباط أما السادة الضباط فقد ظل الاختيار للكلية الحربية طوال سنين عمرها يتم عبر اختبارات كفاءة عالية و في كل مرحلة منها يتم تصفية البعض إلي ان يقع الاختيار علي اصحاب الكفاءة العلمية و الصحيحة جسديا و بدنيا
ثم تتم تزكيته من لجنة مختصة لذلك الاختيار ،،
و يخضع بعد الاختيار و الدخول لمصنع الرجال و عرين الابطال لتدريب قاس في فنون الضبط و الربط و التأهيل النفسي و البدني و الاكاديمي و يسمي و قتها بالطالب الحربي و هو يمتليء ثقة بنفسه بل مكان فخر اهله ومعارفه و بعد ان يكمل التأهيل لا يتبقي له سوي اعلان زمان و مكان التخرح وذلك بعد ان يخضع لتمارين شاقة جدا تعرف بتمارين التخريج و الذي يؤدي فيه قسم الولاء و إنه لقسم لو تعلمون عظيم و فيه الحفاظ علي الوطن و بالدفاع عنه برا و بحرا و جوا حتي لو أدي ذلك للمخاطرة بحياته
من هنا تبدأ رحلته كضابط بالقوات المسلحة يتأهل خلالها مجتازا لكل حواجز الترقي في الرتب الصغيرة بمدد زمنية معلومة بين الرتبة و الاخري وقد تبلغ ربع قرن أو أكثر حتي يبلغ رتبة العقيد و التي يمكث فيها زمانا ليصل إلى رتبة العميد و هي رتبة ليس الوصول إليها مجرد مسألة وقت، بل هو مسار مهني يتطلب التميز و الانضباط والالتزام بالهيكل التنظيمي العسكري و بنظرة شاملة على العوامل التي تحدد ترقية الضابط إلى رتبة عميد منها تقارير الأداء الدورية
و كما أسلفت يجب أن يكون الضابط قد أمضى في رتبة العقيد فترة كافية حسب اللوائح و أن يحوز من الخبرة العلمية و العملية ما يؤهله للترقي و من تلك الخبرات علي سبيل المثال قيادة وحدات عسكرية أو المشاركة في العمليات أو تولي مناصب استراتيجية داخل القوات المسلحة
كما يخضع الضباط لتقييمات دورية تشمل الأداء و الانضباط والقدرة القيادية
و علي الضابط كذلك أن يكون قد أكمل دورات تأهيلية متقدمة مثل دورة القيادة والأركان
و لا تتم الترقية إلا بشغور في رتبة العميد ضمن الهيكل الرسمي للقوات المسلحة
و في بعض الحالات تؤثر الظروف الاستثنائية في البلاد على قرارات الترقية مثل تأجيلها أو تسريعها حسب الحاجة كما رأينا في الترقيات الاخيرة و التي صاحبها زخما بين راض وغاضب
و إن الترقية ليست تلقائية بل تخضع لموافقة رئاسة هيئة الأركان و قد يتأخر بعض الضباط في الترقية رغم استحقاقهم، بسبب عدم توفر خانة شاغرة أو اعتبارات تنظيمية داخل القيادة
و يتم كل ذلك مع مراعاة التوازن بين الرتب المختلفة للحفاظ على الانسجام داخل المؤسسة العسكرية.
أكتب هذا و بعض ممن لا علاقة لهم بالقوات المسلحة و في وجود قوات موازية إعتلت اكتافهم الرنب العسكرية كل حسب طموحه حتي صارت الرتب في عهد الجنحويد تباع و تشتري في الاسواق و من الطرائف في ذلك الوقت صورة احدهم وعلي كتفه الايمن رتبة العميد و علي الكتف الأيسر رتبة رائد وكانت الصورة وقتها مكان السخرية و التهكم و مدعاة للتندر بأصحاب مثل ذلك الفعل المضحك المبكي •
بقي ان نعلم ان الحرب علي وشك ان تضع اوزارها بنصر مؤزر بإذن الله و ليس لأصحاب تلك الرتب المشتراة أي دور فيها إذ يظنون ان عملية الدمج و التسريح قد تجعلهم بتلك الرتب الواهية بين ضباط الكلية الحربية و الذين تفوق سنين خدمتهم اعمار الكثيرين ممن حملوا تلك الرتب
وهؤلاء عند عملية الدمج و التسريح ستلفظهم القوانين الصارمة الخاصة بتلك العملية إذ لا تنفع معها التزكية من أي جهة كانت لأن اللجنة الموكل لها أمر الدمج و التسريح تعمل بمهنية و اخلاق تمنعها من الاختراق
بقي ان نعلم أنني كتبت هنا عن رتبة العميد لأنها الرتبة الوسيطة بين ما دونها و ما يليها من الرتب القيادية من اللواء و ما تلاها التي تؤكل فيها لتلك الرتب قيادة الألوية و الفرق و الوحدات و رئاسات الاركان و النواب و كذلك المفتش العام وهيئة القيادة العليا و القائد العام.
ختاما
إنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا
صدق الله العظيم
wadalaqab@gmail.com
