الرأي والتحليل

قلم حر.. د. متوكل أحمد حمد النيل يكتب: مشروع الجزيرة… مفتاح الخروج من أزمة السودان

السودان أرض الحضارات و من أغنى الدول من حيث الموارد بأنواعها و الزراعة ، ويعتبر سلة غذاء العالم لأنها يضم أكبر مشروع زراعي في المنطقة ألا وهو مشروع الجزيرة .
تأسس مشروع الجزيرة في عام 1925م بعد إنشاء خزان سنار على النيل الأزرق، ليكون مشروعًا رائدًا للري الانسيابي، وبلغت مساحته نحو 2.2 مليون فدان، تمتد بين النيل الأزرق والرافد الأبيض. وقد عُدّ المشروع في فترته الذهبية من أكبر المشاريع الزراعية المروية في إفريقيا والشرق الأوسط، واحتل مكانة محورية في الاقتصاد السوداني لعقود طويلة.
كان المشروع يعتمد على نظام إداري دقيق يجمع بين الحكومة والمزارعين وإدارة المشروع، مما ضمن استقرارًا إنتاجيًا وعدالة في توزيع العائدات، وجعل من ولاية الجزيرة نموذجًا للتنمية الريفية .
في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة التي يمر بها السودان، يبرز مشروع الجزيرة كأحد أهم الأصول الوطنية القادرة على قيادة مسار التعافي وإعادة بناء الاقتصاد السوداني من جديد. فالمشروع، الذي تأسس عام 1925م بعد إنشاء خزان سنار، يمتد على مساحة تفوق مليوني فدان في قلب السودان، ويُعد من أضخم المشاريع الزراعية المروية في إفريقيا.
لطالما كان مشروع الجزيرة رمزًا للإنتاج والاستقرار، إذ وفر القطن والقمح والذرة والفول السوداني، وأسهم في تحقيق الأمن الغذائي ورفد الخزينة العامة بالعملات الصعبة. كما شكّل مصدر رزق لمئات الآلاف من الأسر، وبنى نموذجًا مميزًا للتنمية الريفية المنظمة.
لكن خلال العقود الأخيرة، تراجع المشروع بسبب ضعف الإدارة، وغياب التمويل، وتدهور البنية التحتية للري والصرف، إلى جانب تأثير النزاعات والأزمات السياسية. هذا التدهور حوّل المشروع من رافعة اقتصادية إلى عبء مهمل، رغم ما يمتلكه من إمكانات هائلة.
ويرى خبراء الاقتصاد أن إحياء مشروع الجزيرة يمكن أن يكون خطوة محورية للخروج من الأزمة الراهنة، شريطة تنفيذ خطة وطنية شاملة تشمل إعادة تأهيل قنوات الري، وتوفير التمويل الزراعي، وتشجيع التصنيع الزراعي، وربط المزارعين بالأسواق المحلية والعالمية.
كلمة أخيرة…
إن مشروع الجزيرة يحتاج لإدارة رشيدة وتمويل كبير وخبراء من الخارج ليرى هذا المشروع العظيم النور لأنه ليس مجرد مشروع زراعي، بل رمز لقدرة السودان على النهوض من أزماته بموارده الذاتية ، فإن استعادته تعني استعادة الثقة في أن التنمية الحقيقية تبدأ من الأرض ومن الإنسان السوداني نفسه.

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى