في لفتة بارعة وخدمة للإنسان حيًا كان أو ميتًا ، ملتقى شباب بحري ومنظمة أهل الخير ومنظمة إعمار بحري يقومون بعمل عظيم ألا وهو قطع الأشجار ونظافة مقابر حلة حمد جنوب بحري بالإضافة لعمليات رش الباعوض ونواقل الأمراض في منطقة حلة حمد وحلة خوجلي ضمن خطة محكمة لحملة الرش الكبرى التي تشمل كل أحياء بحري .
بات من الضروري البحث عن نماذج فاعلة للشراكات الذكية التي تدمج بين جهود الشباب والمجتمع المدني من أجل تحقيق تنمية حقيقية ومستدامة ، ويُعد التعاون بين ملتقى شباب بحري ومنظمة أهل الخير ومنظمة إعمار بحري مثالًا حيًا لهذا النموذج المتكامل الذي يجمع بين الحماس الشبابي، وروح المبادرة، والخبرة المجتمعية .
هنالك رؤية مشتركة وأهداف موحدة تقوم هذه الشراكة على رؤية واضحة تهدف إلى خدمة إنسان بحري أولًا، من خلال توظيف الطاقات البشرية والموارد المتاحة في تنفيذ مشروعات ومبادرات ذات أثر مباشر ومستدام ، فملتقى شباب بحري يمثل صوت الشباب النابض بالحيوية، والساعي دومًا إلى التغيير الإيجابي، بينما تعمل منظمة أهل الخير على تلبية الاحتياجات الإنسانية والاجتماعية للأسر الضعيفة والمحتاجة وتركز وتهتم بالتعليم والصحة بصفة خاصة ، في حين تركز منظمة إعمار بحري على إعادة تأهيل البنية التحتية والخدمات العامة في الأحياء التي تضررت بسبب الحرب اللعينة التي اضرت بالسودان .
أنشطة ومبادرات مشتركة بين تلك الأجسام ستشهدها مدينة بحري من خلال حملات نظافة وإصحاح بيئي في الأسواق والأحياء الشعبية وصيانة المدارس والمراكز الصحية بالتعاون مع سكان الأحياء وكذلك برامج دعم تعليمي وتوزيع مستلزمات مدرسية للطلاب من الأسر المتعففة.
إما بالنسبة للمشروعات الصغيرة سيكون لها شأن كبير باعتبارها مدرة للدخل تستهدف النساء والشباب العاطلين عن العمل.
إن سر النجاح يعتمد على العمل الجماعي لأنه يقلل التكلفة والوقت ويكون توزيع المهام حاضرًا من خلال الاجتماع الدورية والشورى ، فالشراكة الحقيقية تقوم على التكامل لا التنافس و ما يُميز هذا النموذج من الشراكة هو تكامل الأدوار فكل طرف من الأطراف الثلاثة يمتلك نقاط قوة معينة، ويعرف كيف يوظفها في خدمة الأهداف المشتركة دون تنافس أو تداخل سلبي في الأدوار ، فالشباب يقودون العمل الميداني بحماس، والمنظمات توفر الدعم اللوجستي والمالي والخبرات وتقديم الرأي السديد والأفكار المفيدة و النيرة .
إن تجربة شراكة ملتقى شباب بحري مع منظمة أهل الخير ومنظمة إعمار بحري تصلح لأن تكون نموذجًا يحتذى به في مناطق أخرى من السودان وخارجه، خصوصًا في المجتمعات التي تبحث عن حلول محلية لمشكلاتها بعيدًا عن الاعتماد الكامل على الدولة أو الجهات المانحة.
كما تؤكد هذه التجربة أن النجاح في العمل المجتمعي لا يتطلب ميزانيات ضخمة بقدر ما يحتاج إلى النية الصادقة، والتنسيق الجيد، وتوزيع الأدوار بذكاء.
كلمة أخيرة
العمل الجماعي هو السلاح الذي لا يهزم وإنمًا ينتصر ويبرز ويلمع نجمه بين الشباب والمنظمات المجتمعية فهي قادرة على تحقيق التغيير الحقيقي والمستدام إذا ما تم دعم هذا التوجه من قبل الجهات الحكومية والقطاع الخاص، فإن الأثر سيكون مضاعفًا، والنتائج جيدة وتصب في المصلحة العامة .
