
تحلق بنا التكنولوجيا كل يوم في عالم جديد فريد لم يشهده الجيل الذي مضى فيطوي صفحة تركن في المتحف وتغبر في التأريخ ونقول كيف كان يعيش هؤلاء
التكنولوجيا اليوم تقرب لنا البعيد وتأتبك به قبل أن يرتد إليك طرفك وكما تريد وهي تستخدم وسائل مادية تخضع لناموس الكون وتنفذ من اقطار السماوات والأرض بسلطان وقد عرفها الإنسان بعد سلسلة مترابطة حلقاتها عبر الاكتشافات والقوانين والتطبيقات وكل حلقة تقود إلى اختها وتحاول ان تصل إلى نهايتها والتي تنبئنا عن اقتراب الساعة واكتمال العلم البشري المحدود ٠
يحدثنا عن بعضه الرسول صلى الله عليه وسلم (أن تحدث الرجل عذبة سوطه وان تخبره فخذه ما أحدث اهله بعده ) بل ويخبرنا ان العلم سيصل الي معرفة لغة الحيوانات (حتى تكلم السباع الإنس ) هذا كله في عالم المادة المحدود بقيود
اما في عالم الروح والذي سعي الإنسان ليعرف كنهها وقانونها حتى يصل إلى علمها المطلق فقد أغلق دونه الطريق لأن الطين فيه يحجب عنه الشهود ( وما اوتيتم من العلم إلا قليلا )
هذا العلم الغيبي الذي يسير الله به الكون يكشف لنا القرآن بعضه في حدود اداركنا البشري
في القرآن تجد أن الله الكبير المتعال ممسك بزمام روح الإنسان كلها وما الجسد إلا دوام اخر للإنسان في حدود يقظته وادراكه وحريته حيث يسجل له عمله لينال ثوابه فاما اتقن واحسن ونال أجره واما غش ودلس وفرط فينال جزاءه ٠
والدوام الثاني عند النوم حيث تفارق الروح الجسد وترفع تمام المداومة (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضي عليها الموت ويرسل الأخرى إلى اجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يفكرون )
تصعد كل الأرواح لتجدد دوامها وعهدها مع الله توحيدا واعترافا واستسلاما وأخذ التعليمات لليوم الجديد ومنها من لا يعود إلى جسده من جديد فقد انهي عقد خدمته وانتهت مدته ومنها من يعود وقد تزود بالعهد وجدد نشاطه لاستئناف حياة الجسد حياة المادة والكدح بحرية مطلقة في الأرض
تجد أن اهل الغفلة والحرمان يأوون إلى فراشهم للراحة والنوم ولا يدركون أن أرواحهم قد فارقت الجسد وقد لا تعود في الغد
اما اهل اليغظة والإيمان يسلمون أرواحهم بكل رضا واستسلاَم (باسمك اللهم وضعت جنبي وبك ارفعه فإن قبضت نفسي فاغفر لها وان ارسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ) وعندما تعود إليهم أرواحهم في الغد الجديد يقول ( الحمد لله الذي رد على روحي وعافاني في بدني وأذن لي بذكره ) هكذا يجدد عهده مع ربه
إن أخطر ما يواجهه الإنسان هو يومه الجديد الذي ردت إليه روحه من جديد فإنه لا يدري ماكتب له فيه في اللوح المحفوظ ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب )
يا الله!!!
هل كتب في كتابك مصيبة المرض ( حمى عمي شلل سرطان قلب وتصلب شريان حريق او غرق او هدم بنيان حادث طريق او اعتداء إنسان )
يا الله!!!!
( اللهم عافني في بدني وعافاني في سمعي وعافاني في بصري )
تذكر أيها الإنسان الضعيف المغرور وروحك ترفع التمام قد تحرم من بعض الامتيازات وتجرد من الرتب والعلامات فاما أن تكون في الأموات واما ان تكون حي بدون صلاحيات
زالت نعمتك وتحولت عافيتك وحلت نقمتك واسخطت خالقك
( اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجأة نقمتك وجميع سخطك )
يا أيها الإنسان الضعيف المغرور وانت تقوم من نومك سليم في جسمك أمنا في سربك عندك قوت يومك اعلم انك قد حيزت لك الدنيا من غير حول منك ولا طول
أيها الإنسان الضعيف ما غرك بربك الكريم ( ويحذركم الله نفسه )
لا تأمنوا مكره ولوذوا بحماه واسألوه العافية
( اللهم انا نسألك العفو والعافية )
( اللهم إنا نسألك العافية وتمام العافية ودوام العافية والغنى عن الناس )
اخيرا زوروا المرضى حتى لا تزدروا نعمة الله عليكم