
سبحان الله الكبير المتعال وانا اتصفح في كتاب التأريخ البشري المفتوح الذي ينادي ويقول هاؤم اقرءوا كتابيه فإن فيه العجب ففيه النسخة الأصلية فيه ما كان وما يكون حتما مقضيا
تقرأ هذه النسخة بلغة عربية في القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه من الله هدية
( فانا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة
لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا اشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرزل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً)
هذه هي إذن النسخة الأصلية فدعونا ننظر حولنا لنرى كيف تكررت
انظر إلى الوالد والوالده وقد بدأوا رحلة النسخة سويا شابا وشابة وما زال العمر غضا طريا وبدأ المصنع يعمل ويزيد العدد شيئاً فشيئا كلما ولد فرد جديد وجد في القلب والبيت مساحة وخصوصية واحيانا يصل العدد إلى عشرة أنفس زغب الحواصل يعود عليهم الوالد وحده بالرزق بكرة وعشيا وينام مكدودا مغشيا فقد ادي ما عليه ولم يظلم منه شيئا ٠ تسمع في البيت حركة ورتعا ولعبا نغما شجيا ٠ ترى همزا ولمزا وضحكا وبكاءا وضربا ولكن الكل يأوي إلى فراشه وكان كل شيئ نسيا منسيا
الوالد والوالده حرس فمن هؤلاء من يأتي مبكرا ومنهم من يساهر فيدخل ليلا وبرغم التوبيخ المستمر يظل متمردا عصيا
منهم من بدأ يحبو ويتمتم بلغة سريانية ومنهم من وقف على رجليه صلبا قويا ومنهم من دخل الروضة لا يدري من أمره شيئاً ومنهم من دخل المدرسة احتاج الى مصروف إضافيا ومنهم من دخل الجامعة كأنه قد وطأ الثريا ٠
فإذا بالباب يطرق أظنه خاطب قد طلب البنيا
أول حبة من العقد تنفرط من الذرية وتتابعت الحبات تتري ومنها من كان بلية فقد أم كانت منبع الحنية أو فقد أب جمرة محمية أو فقدان اخ أو اخت وتناقص البيت من أطرافه وتوسد من كان فيه في التراب وأصبح نسيا منسيا
وها انذا اليوم اطبق ما جاء في النسخة الأصلية وقد بلغت من العمر عتيا
أقول للشباب ومن غفل من جيلنا وما زال ساهيا عصيا اقرأوا ما جاء في سورة الأحقاف فسوف تكتشفون ما كان عندكم مخفيا
( ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التى أنعمت على وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك واني من المسلمين )
وهكذا نطوي النسخة الأصلية قبل أن نكون مع الموتى ولا حول ولا قوة الا بالله