
الأمة الإسلامية الراشدة الوسط المجاهده ظلت تقود العالم امدا طويلا فعاش الناس في العدل والأمن ومراعاة حقوقهم وحريتهم ( لا اكراه في الدين ) ولكن للأسف تأمر عليها الأعداء عندما ضعفت وظلمت فتخلفت عن ركب الأمم وتخلت عن قيادتها وريادتها فخسر العالم وتفشي الظلم والقهر والاستغلال وكانت أحيانا تهب على الأمة نسائم الصحوة وتنبت بذرة الثورة وذلك في كل قرن وبعد انقراض جيل ٠
أرى الآن الأرض تتفتق بنبت جديد تظهر بشائره الخضراء وأوراقه الزاهرة الثابته الجزور ٠
ثلة الأمة تحتاج من يستكملها ويأخذ بيدها ويشق لها الطريق
فهل يا ترى نحن
هذه الثلة ( ثلة من الأولين وثلة من الأخرين ) كما قال عليه الصلاة والسلام ( ولن نستمكل ثلتنا حتى نستعين بأهل السودان )
كنت اتعجب من تكرار ذكر تجربة بني اسرائيل في القرآن الكريم ولكن الآن انتابني إحساس غامر بوجه الشبه في تفريطنا للخيريه
تابعوا معي خطوة بخطوة وعلى مهل شديد
-أمة بني إسرائيل تم اختيارهم بعناية لحمل الرسالة والاستخلاف في الأرض قبلنا ( ولقد اخترناهم على علم على العالمين ) الدخان
ولقد ذكرهم نبيهم موسى عليه السلام بهذه النعمة ( يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين ) البقرة
وذكرهم كذلك بالنصر على عدوهم واستخلافهم في الأرض اختبارا وفتنة لهم ( قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون ) البقرة
وحدد لهم تكاليف الاستخلاف :
-( وإذ اخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربي اليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقبموا الصلاة واتوا الزكاة )
وهو نفس ميثاق أمة الإسلام
وهنالك تكاليف بعد قيام الدولة
-عدم الظلم
-عدم الاعتداء وإخراج الناس من بيوتهم
-عدم سفك الدماء
-عدم أكل أموال الناس بالباطل
-عدم الظلم
-عدم التدليس والباس الحق بالباطل ( الإعلام المضلل )
-عدم التعامل بالربا
فماذا حدث بعد التمكين
-كفرهم بآيات الله
-قتلهم الأنبياء
-قولهم على مريم بهتانا عظيما
-قولهم إنا قتلنا المسيح
-ظلموا
-أخذهم الربا
-اكلهم أموال الناس بالباطل
-المعصية
-العدوان
-لا يتناهون عن منكر فعلوه
-يتولون الذين كفروا
هذا بعد الدولة والتمكين
فحلت عليهم العقوبة وهي سنة الله
-مسخهم إلى قردة وخنازير
-أصابهم القحط والجوع لعلهم يتذكرون ميثاقهم ( بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون )
-النزوح والتشرد والتوهان (قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض )
-القتل والسبي ( يذبحون أبناءكم ويستحون نساءكم)
-النكبات والأمراض ( فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفاضع والدم)
لقد ذكرنا القرآن الكريم بهذا النموذج التعيس ( تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون )
هل استكملنا شروط الاستخلاف ونلنا عقوبتنا لنتزكي للزفاف ثلة الآخرين الموعودة هل كانت الحلقة الأخيرة في سلسلة البلاء جالوت وجنوده الذين أكثروا في الأرض الفساد فإن كان ذلك كذلك فأبشروا
لقد قلنا في قمة طغيان جالوت واكتساحه المدن والولايات ( لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده ) ولكن نقول اليوم (فهزموهم باذن الله وقتل داوود جالوت واتاه الله الملك والحكمة )
استعدوا يا أهل السودان لاستلام راية إحياء أمة الإسلام فما زالت فيكم بقية من خلق ودين وشهامة وفراسة ومازالت ناركم (ما بتموت )



