
تجد في الآية ( ١٥ ) من سورة الأحقاف القافلة المباركة من أهل الإيمان أهل السعادة وإصلاح البال ونقاء الوجدان قبل فوات الأوان
في سعادتهم يتمتعون وفي طريق الحق يسيرون واثقون قد يغفلون ويتأخرون ولكن سرعان ما ينتبهون
قد يذنبون وعن قريب يتوبون قد يتعثرون ولكن لا يسقطون
يعرفون خارطة طريق الجنة وعلى هداها يسيرون
وإليكم هذه الخريطة لعلكم تهتدون
( ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا )
إنها الخطوة الأولى في طريق الكفاح وأنت تتعلم المشي ولا تقوي على السير وحدك إلا أن تجد من يسندك وانت تحاول أن تدع يده وهو متشبث بك لا يدعك حتى لا تقع
وهو يبتسم وانت تبكي وتنتحب
هؤلاء ينبغي أن يكونوا في الذاكرة ولا يغيبون كل الإحسان لهم وهم يستحقون هم لا يطلبون وبكلمة كريمة يسعدون فلا تقل لهما أف فإنهم يشعرون ويتحسسون ويعرفون نعم لا يشتكون ولكنهم ينكسرون يتألمون
( حملته أمه كرها ووضعته كرها)
تذكر هذه المعاناة وهذا الحمل الثقيل تتغذى من دمها وتقبع في بطنها
امك ثم أمك ثم أمك ألزم قدميها فهما عتبة الجنة
ثم أبوك واحة المكان وقوة السلطان وصمام الأمان في صوته نغم الأشجان وفي وجوده تكتمل الأركان
هذه هي وصية الرحمان
( وفصاله ثلاثون شهرا )
ثلاثون شهرا وانت في حضن امك لا تملك امرك ولا تفارقها وتتحرك لا ترضي فطاما ولا فصالا ترجو ان تظل هكذا طول عمرك من ثديها تتغذى وتمسك
ولكن!
( حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة ) ظهر هنا على السطح وقارعة الطريق شخص آخر نسي ما كان عليه عندما كان مثل الغريق نكرة في الفريق
هنا ظهر شخص يدبر أمره بيديه وله بيت آخر غير بيت ابيه وله دخل يغنيه
هنا بدأ نكران الجميل يتسرب إليه في صحراء ممتدة اتعبت رجليه
فجأة رجع إلى نفسه
( قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت على )
الآن أنا عبدك الضعيف رغم هذا المشوار الطويل أربعين سنة فأنا مكتمل الأعضاء موفور الصحة مستمتع بالعافية موفق في عملي مستور الحال لي زوجتي وعيالي
( وعلى والدي )
أنا العبد الضعيف لي إسمي الذي انادي به ووالد انتسب إليه
( وأن أعمل صالحا ترضاه )
يارب كنت في غفلة وغرور خيري على بيتي فقط موفور كالنخلة الحمقاء مخبول فهل من عمل صالح ينفع الناس مبذول خالصا عندك مقبول
( وأصلح لي في ذريتي )
ليس لي حيلة امام الجيل الجديد في الفضاء المفتوح فأصلحهم لي ولا أكون مفضوح
( إني تبت إليك )
أعترف بذنبي
( وإني من المسلمين )
الآن الآن أنا في ركب قافلة عبادك الصالحين ملتزم بخارطة الطريق المستقيم الذي يقود إلى جنات النعيم.



