
الطين اللازب يشكل في أحسن تقويم ليكون إطارا جميلا جاذبا بكل عناية واتقان وتناسق صنع الله الذي أتقن صنع كل شيء ولكن جمال الشكل لا يغني عن مكنون الداخل ويظل الطين طينا.
ولكن أمام دهشة الملائكة وإبليس أصحاب الملكات العالية والإطارات الرائعة فإذا هذا الطين تنفخ فيه من روح الله نفخة بل ويعلم علما لا يعلمه أحدا من المخلوقين من خلق منهم من نور أو نار.
إنه الخليفة بعلم الله القادر على عمارة الأرض وعبادة الرب برغبته وكامل حريته دون جبر أو إكراه وهذا يتطلب عقلا وقلبا وعلما وفهما يقول العلماء ان الإنسان حين يولد تولد معه حوالي ثلاث وعشرون بليون خلية نشطة في مخه.
بعض الناس يتجاهلها وبعضهم يكبتها وقليل منهم يكتشفها ويستفيد منها، إنها قوة الإيمان التي تحول حياة الإنسان إلى قيمة بغض النظر عن قسمة المعاش التي يظل فيها بعض الناس محبوسين الغني في غناه وبطره والفقير في بؤسه وندب حظه في قسمة اليد.
نغفل جميعا عن قسمة أخرى تلازم قسمة المعاش وهي قسمة الرحمة الغامرة التي تكون في القلب ويكون صاحبها في سعادة دائمة وراحة نفسية باهرة ومتعة مستمرة.
هذه الخلايا لا تموت وقد تنوم فحاول ان تيقظها وتقلل من مساحة الطين في حياتك التي تشدك نحو الشهوة والمتعة الزائلة واللحظة الضائعة والنهمة التي لا تشبع والنفس التي لا تردع المؤمن مهيئ لاستكشاف مواطن قوته ومكامن اطمئنان قلبه بغض النظر عن نوع الفعل أو العمل الذي يجذب أصحاب الطين عاطلي العواطف.
أعجبني رجل في القاهرة رأيته مهتما بنظافة المسجد في همة ونشاط رغم كبر سنه وعلمت أنه طبيب صيدلاني موفور المال ولكن زين له هذا العمل ووجد فيه متعته.
إن القيمة الحقيقية للإنسان استكشاف مكان سعادته في إرضاء ربه
إنك قوي بإيمانك ونفع إخوانك، تحسس عمل صالح يمكن أن تعمله وترجو ثوابه واجره ستجد السعادة.
تذكر أصحاب الصخرة التي سدة عليهم مخرج الكهف وطلب من كل واحد منهم إن يدعو بعمل صالح قد عمله يرجو أن ينجيه.
أصنعوا هذا العمل قبل فوات الأوان.



