
أصابني الذهول والحزن من الطريقة التي تعامل بها اتحاد كرة القدم السوداني، حين أصدر تهديدات مباشرة للوسائط الإعلامية باتخاذ إجراءات قانونية ضد من يتناول أو يعلق أو يكتب عن حافز بطولة الشان. كان الأولى بالاتحاد أن يرد بهدوء، بعقلانية وحكمة، مصححا المعلومات أو نافيا لها، دون أن يرفع سيف التهديد.
أهلنا القدماء يقولون: “العود لو ما فيه شق ما بقول طق”، وما حدث يثبت أن داخل الاتحاد تصدعات لا تخفى حتى على راعي الغنم في الخلاء، فما بالك بالمتابعين من داخل المكاتب المكيفة؟
الاتحاد يملك مكتباً إعلامياً يضم صحفيين مهنيين، وهذه مسؤوليتهم الطبيعية: التعامل مع الأخبار، نفي الشائعات، توضيح الحقائق، وتبرئة ساحة الاتحاد من أي أكاذيب. لكن للأسف، ما نشهده هو العكس: تصريحات متشنجة وتهديدات فارغة تزيد النار اشتعالاً.
الحقيقة أن الخلافات والصراعات داخل اتحاد الكرة لم تعد أسراراً، بل تحولت لحديث الشارع، يعرفها القاصي والداني. التصريح والتهديد أمر مؤسف، يكشف أزمة مؤسسية حقيقية، وعجزاً عن إدارة المعلومة بذكاء ومسؤولية.
اتحاد الكرة مطالب بأن يعمل وفق المؤسسية والشفافية والصدق، لا بسياسة الترهيب. الإعلام شريك أصيل حسب موجهات «فيفا»، وهو شبكة داعمة للاتحاد لا خصماً عليه. لكن يبدو أن بعض قيادات الاتحاد لا تدرك هذه الحقيقة، أو تتعمد تجاهلها، منشغلة بصراعات شخصية ومصالح ضيقة.
يا للحسرة! اتحاد كان يجب أن يكون صانع الحلول أصبح اليوم مصنعاً للأزمات، ومصدراً للانقسام والريبة.
إن اتحاد كرة القدم السوداني بحاجة ماسّة إلى إصلاح جذري عاجل، قبل أن ينهار كل شيء أمام أعين الشعب السوداني، وقبل أن تضيع سمعة كرة القدم السودانية في دهاليز الصراعات والفوضى.