كانت الحركة الرياضية السودانية تعاني معاناة شديدة حتى قبل اشتعال شرارة الحرب، وقد أصابها الضعف، وانحصر النشاط التنافسي في عدد محدود من الألعاب مثل، كرة القدم، السباحة، التنس الأرضي، الفروسية، الألعاب المائية وبعض ألعاب الدفاع عن النفس.
أما أم الألعاب وعروس الدورات (ألعاب القوى)، فقد ماتت وانتهت وشيعت إلى مثواها الأخير، على الرغم من أن السودان كان قد ذهب بعيداً في هذه اللعبة وفرض اسمه في فترة تولي صديق أحمد إبراهيم وعبادي قيادة الاتحاد، بدعم وتخطيط من الخبير السوداني د. محجوب سعيد. حينها التف حولهم قدامى الأبطال والمدربون والحكام وحتى الإعلام، فكان جزءاً من نهضة ألعاب القوى.
واستمر نشاط كرة القدم التنافسي قبل وأثناء الحرب، وحققت منتخباتنا وأنديتنا نتائج لافتة، بفضل جهود إداريين صرفوا على الأندية وتعاقدوا مع لاعبين محترفين وضعوا بصمتهم. لكن ما أن اشتعلت الحرب حتى قضت على ما تبقى من نشاط، ورغم ذلك ظل أفراد متحمسون يجتهدون في إبقاء كرة القدم حيّة.
أما بقية الألعاب الرياضية، فمن الصعب إعادة كثير منها إلى ما كانت عليه في السابق.
استبشرنا خيراً بتعيين د. أحمد آدم وزيراً للشباب والرياضة، لكنه باشر مهامه من غير برنامج عمل واضح، ولا خطط، ولا ميزانية، ولا دعم للأنشطة الرياضية. كنت أتوقع أن يبدأ بإعلان وكيل وزارة الشباب والرياضة، ومدير الشباب، ومدير الرياضة، إضافة إلى إعلان أسماء أفراد المفوضية الاتحادية لتسجيل الهيئات.
لن يكون هناك نجاح مهما عينت الدولة من وزراء، حتى لو كانوا يحملون “عصا موسى”. النهج الذي بدأ به الوزير أحمد آدم انحصر في إقامة المهرجانات ودعمها، وهذا لا يمكن أن يقود إلى نجاح. أما اللقاءات مع مختلف القيادات الرياضية فهي مجرد إضاعة زمن، وحديثه المتكرر عن “المدينة الرياضية” أصبح مملاً، فقد سمعناها كثيراً من وزراء سابقين.
أسهل شيء هو الحديث والتنظير والتطمين، أما أصعب شيء فهو البناء وإعادة الثقة والترتيب والتنظيم، إضافة إلى إعادة هيكلة الوزارة بموظفين حقيقيين ذوي معرفة ودراية بنشاط الشباب والرياضة.
أنا أعرف الوزير أحمد آدم جيداً، فهو شخص مؤهل للمنصب، لكن عليه أن يبدأ من الأساس، التأسيس، وهيكلة الوزارة من جديد، ونفض الغبار، وإيجاد مقر ثابت لها. فالمبنى الحالي (دار البرلمانيين) قد يُطلب إخلاؤه في أي لحظة، والوزارة لا بد أن تُثبت وجودها بهوية واضحة ومقر دائم.
