
ها هو حبيب الملايين وسيد البلد، هلال السودان، يكتب فصلا جديدا في تاريخه المجيد، ويتأهل للمرة السابعة إلى دور المجموعات في دوري أبطال إفريقيا، بعد أن أطاح بفريق البوليس الكيني ذهابا وإيابا، مؤكدا أنه ما زال الرقم الصعب في القارة السمراء.
إنه تأهل بطعم التحدي والإصرار، تأهل صنعته رجولة اللاعبين وحنكة الجهاز الفني، وروح لا تعرف الانكسار. الهلال لم يكتفِ بالفوز، بل قدّم أداء يليق بعظمة اسمه، وبشعار حملته جماهيره على القلوب..”نحن الهلال.. لا نعرف المستحيل”.
الهلال اليوم يُطمئن أنصاره بأن الفريق يسير على الطريق الصحيح، أداء ونتيجة وثقة. اجتاز المراحل الصعبة ، وتأهل للأصعب — إلى ساحة العمالقة، حيث لا مكان إلا للأقوياء، وهناك سيكون الهلال في الموعد.
نبارك لجماهير الهلال الوفية، التي صبرت وآمنت، نبارك للاعبين الأبطال، وللجهازين الفني والإداري، ولمجلس الإدارة الذي واجه الظروف بشجاعة.
ورغم ظروف البلاد الصعبة، ورغم اللعب بعيدا عن الديار وغياب الجماهير في السودان، لم يُترك الهلال وحيدا؛ فقد كان له سندٌ جماهيري عظيم في ليبيا الشقيقة. قرار مجلس إدارة الهلال بنقل المباراة إلى ملعب شهداء بنينا كان ضربة معلم — إذ امتلأت المدرجات بأنصار الهلال من الجالية السودانية هناك، فهتفوا، وغنوا، وأشعلوا الحماس في قلوب اللاعبين.
تلك المؤازرة الجماهيرية القوية جعلت حتى المحترفين الأجانب يشعرون بعظمة الهلال، ويدركون أنهم يلعبون لفريق له مكانة وتاريخ وهيبة لا تضاهى. لقد لمسوا بأنفسهم قيمة الهلال ورفعة شأنه بين جماهيره، وأن من يرتدي شعاره لا يمثل نادياً عادياً، بل كياناً بحجم وطن وأمة كاملة.
لقد خفنا في البداية، وتوجسنا من البدايات، لكن الهلال أبى إلا أن يرد عمليا في الملعب، فأفاق في الوقت المناسب، واستعاد مجده في التوقيت المثالي.
اليوم نقولها بثقة..الهلال قادم… والهلال باقٍ في القمة، رغم أنف الحاقدين والمتربصين.
هذا هو الهلال الذي نعرفه، الهلال الذي لا يستسلم، الهلال الذي كلما اشتدت عليه المحن، خرج منها أكثر قوة ولمعانا.
مبروك للهلال… مبروك للأمة الزرقاء… فأنتم لستم مجرد جمهور، أنتم نبض هذا الكيان وروحه التي لا تموت. وما دام الهلال يلعب، فالسعادة في قلوبنا باقية.
الهلال سيد إفريقيا القادم… فانتظروا القادم، الأجمل، والأقوى بإذن الله تعالى.


