ما تفعله الرياضة، وخاصة كرة القدم، لا تستطيع السياسة ولا أي قطاع آخر أن يفعله.
يعيش السودان منذ أكثر من عامين حالة من الانفلات الأمني والنزوح واللجوء، لكن في يوم واحد فقط يمكن للرياضة أن توحدنا جميعا حول الوطن، وأن تجعل العالم يتحدث عن السودان بعيدا عن الحرب والدمار.
الظروف الصعبة وتجميد النشاط الكروي جعلت أنديتنا تسلك أصعب الطرق وتزيد من معاناتها، فتخوض مبارياتها الإفريقية خارج أرضها وبعيدا عن جماهيرها، لتفقد أهم سلاحين في كرة القدم، الأرض والجمهور. ومع ذلك، تبقى الرياضة قادرة على لفت أنظار العالم، ليذكر السودان بالخير، ويكون الحديث عنه مرتبطًا باللعب والإنجاز لا بالحرب والمعاناة.
واليوم وغدا، تبدأ أربعة أندية سودانية مشوارها في منافسات الأندية الإفريقية:
الهلال والمريخ في دوري أبطال إفريقيا.
أهلي مدني والزمالة أم روابة في الكونفدرالية الإفريقية.
المريخ يواجه سانت لوبوبو في بداية مشوار هذا الموسم بدوافع وطموحات الفوز.
أما أهلي مدني، فيخوض مباراة الإياب أمام النجم الساحلي التونسي بمدينة سوسة، بعدما وضع الخطوة الأولى في المرحلة الثانية بفوزه في الذهاب بهدف نظيف، معززا حظوظه في التأهل بعزيمة وقوة من أجل تحقيق فوز ثانٍ.
وغدا تكتمل الصورة السودانية بلقاء الهلال مع جاموس جوبا بزنزبار، ومباراة الزمالة أم روابة أمام لوكهايد الصومالي.
سنكون سعداء بتحقيق نتائج طيبة لأنديتنا الأربعة دون استثناء، فهم جميعا يلعبون باسم السودان.
إن شاء الله تكون هذه البداية خطوة أولى كما نحلم بها، لتلفت إلينا الأنظار وتعيد ذكر السودان في ساحات الرياضة الإفريقية.
