الرأي والتحليل

محمد طلب يكتب: حرامي الحِلة

هذا العنوان و بتعديل بسيط في الحركة من الكسر إلى الفتح تعني نوع معين من (النمل) عندنا معروف بإسم (نمل السكر) وعند المصريين معروف بإسم (حرامي الحَلة).
و(الكسر والفتح) أصبح عادي جداً في بلادنا مع هذه الحرب اللعينة و لصوصها…. (و دا ما موضوعنا).
أهل مصر أهل طرفة وسخرية و حكايات فقد اطلقت مجلة (الكشكول) المصرية لقب (حرامي الحلة) على سعد زغلول باشا ويبدو أن (حسين خوجلي) قد إتجه ذات الاتجاه المصري المشابه لمجلة (الكشكول) وسمي صحيفته (ألوان) وأطلق الألقاب بسخرية قبيحة فقد سمي الوزير السابق للإعلام عن الحزب الاتحادي الديموقراطي المرحوم (التوم محمد التوم) في حكومة الديموقراطية الثالثة بــ (التوم كديس) و بمناسبة (الكديس) هذه و هو القط فمصطلح (القطط السمان) أيضاً مأخوذ من الإعلام المصري الذي استخدمه في السبعينيات من القرن الماضي و خرج فيلم بذات الإسم (القطط السمان) بطولة حسن يوسف وشمس البارودي ومريم فخر الدين، و يبدو أننا تابع مصري قديم …المهم (دا ما موضوعنا برضو).
و يبدو أن العنوان و (الحركة) فالحركات أضحت (كتيرة ومسيخة) قد أخذنا عن العنوان الأصلي وهو (حرامي الحِلة) بالكسر وليس (الحَلة) بالفتح لسبب بسيط هو عدم وجود (حِلل) أصلاً ناهيك أن يكون بها باقي أكل يتسلل إليه (النمل) المعروف عند المصريين (بحرامي الحلة) فقد أضحت (قيزان بليلة) متنوعة بين (العدسي والعدس) يصطف لها الناس بشكل يؤذي الأبصار كل يوم في سودان الحرب (فلا حِلل ولا حَلل) و كما قلت أضحت (الحركات) كثيرة جداً و (حركات جيش كمان).
(الحرامي) في مجتمعنا غالباً يكون (محترماً) وشخصية لها وزنها الاجتماعي و (السياسي) مكتسبا للثقافة المحلية و هذا النوع من الحرامية ليس (حرامي حِلة) بكسر الحاء لكنه حرامي (حاء ) أخرى هي (الحكومة) و المال العام والغريب في هذا الأمر أن (حرامي المال العام) في فقههم لا تقطع يده لأنه سرق مال عام له فيه نصيب (هذا ما سمعته منهم) ولا أدري ما صحة ذلك وهو يشبه (حرامي الحَلة) عند المصريين فهو (نمل تطور) جسدياً حتى أصبح له أجنحة يطير بها و يُعرف عندنا بــ(نمل الريش) فهو يقرص ويطير (أي يتحلل) فقد سمعنا منهم كثيراً عن أمر (التحلل) فهم أهل الدين ونحن (ناس ساااي) و هم وكلاء المُشرع يتحللون متى ارادوا.
أما أصل كل ما سبق (حسب رأيي) فهو ثقافة الحِلة فالأطفال عند ختان أحد رفاقهم في ثقافة (الحٍلة) مسموح لهم بالسرقة من الجيران وأهل (الحٍلة) ثم يأتي (المسروق منه) ويدفع (عوضاً) إلى (ود الطهور) ثم يأخذ المسروقات وهذا يشبه بشكل كبير ثقافة (السلف) حيث يدفعون (السلف) (لشيخ الحرامية) تخيل في بلادنا بلد (اللانظام) والجهل والتخلفة يوجد (تنظيم) له شيخ يسمونه (شيخ للحرامية) فهو قائد و رأسا للجماعة فهذه ثقافتنا التي ورثناها ثقافة السرقة والنهب والانقلابات و(مجد البندقية) فالهمباتة هم سارقون لكنهم في مجتمعنا أُناس لهم وضع الشرف والفراسة لأنهم لا يسرقون (الحِلة) و غاراتهم على (البعيد) كي يطعموا الحِلة (حسب التبريرات الموروثة) ويسرقون من الغني ليعطوا الفقير ولهم (أدب) وأشعار وثقافة معروفة هي (ثقافة الهمبتة).
وحسب التطور ظهرت في حياتنا جماعات السطو على (المال العام) والسطو على الحكومة والدولة و(الانقلابات) والمقالب .
وما يهمنا هو أن هذه الحرب حملت كل مواريثنا القبيحة التي إبتدأت (بالهمبتة) إلى أن وصلت (حرامي الحلة) ثم خرجوا لنا بمصطلح (الشفشفة) التي لا أعرف لها معنى أو مصدرا سوى أنها اصطلاح لسرقة حقوق الآخرين.
بشكل عام تكاد تكون أغلب بيوت السودان إلا من رحم ربي لها علاقة ما ولا تخلو من حرامي حِلة أو حرامي حكومة أو همباتي وأخيرا الشفشافة القيافة.
و أخشى ما أخشى أن تخرج لنا احدى (القونات) بأُغنية وتصبح (ترند) تقول :-
(الشفشافي الزيو مافي )
وتردد البنات والدلوكة
(يا أهلنا)
مثلما تغنينا للهمباتي أزماناً طويلة و (شكرنا) أفعاله الكريهة .
ونعود،،،

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى