الرأي والتحليل

محمد عثمان الرضي يكتب: رئيس الوزراء.. المواجهة في زمن الإنكسار والاستسلام

ما كنت أتوقع على الإطلاق هذا الخطاب الناري والقوي الذي ألقاه رئيس الوزراء السوداني البروف كامل الطيب إدريس أمام اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
بناء على خلفية رئيس الوزراء وارتباطه الوظيفي بأحد مؤسسات الأمم المتحده التي تعود منسوبيها على مسك العصا من النصف وإختيارهم دوما لمحطة (الحياد) ويفضلون على الدوام اللون (الرمادي) خروجا من (الحرج).
إن لم ينجز رئيس الوزراء إنجازا واحدا طيلة فترة عمله فيكفيه فخرا فقط هذا الخطاب التاريخي أمام أكبرمؤسسه عالمية.
دخل رئيس الوزراء السوداني البروف كامل إدريس التاريخ من أوسع أبوابه وهو يشرح الأوضاع الإنسانية التي مرت بها البلاد طيلة فترة الحرب.
لغة الجسد لرئيس الوزراء السوداني وهو يخاطب اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت صادقة ومعبرة وواضحة لا لبس فيها ولا غموض.
المطلب الوحيد للمجتمع الدولي تعيين حكومة مدنية برئاسة شخص مدني وقد كان فماسر التماطل في التعاون مع السودان أم أن هنالك مطالبا أخرى مخفية ولا تبدو للعلن.
حظي خطاب رئيس الوزراء باهتمام إعلامي كبير وتصدر أخبار النشرات الرئيسة للعديد من القنوات التلفزونية والإذاعات العالمية إلى جانب العديد من المواقع الإخبارية الإلكترونية.
زيارة رئيس الوزراء للمملكة العربية السعودية خلال الأيام الماضية وما صاحبتها من ردود أفعال غاضبة خصمت من رصيد رئيس الوزراء وخلقت حوله (رأي عام سالب) إلا أن خطابه أمام الأمم المتحدة جدد فيه الثقة ورفع من أسهمه وأعاده إلى (حلبة) الأحداث بشكل مختلف.
خطاب رئيس الوزراء يتماشى تماما مع الروح القتالية لجنودنا البواسل في أرض المعركة ويمنحهم دفعة معنوية قوية للمزيد من الانتصارات ويؤكد جليا إن ايقاع (المدنين) يسير جنب إلى جنب مع (العسكريين).
بخطاب رئيس الوزراء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة دخل السودان معركه (ناعمة) جديدة مع المجتمع الدولي ولكن الميدان فيها يحتاج إلى خطط أساسية وأخرى ثانوية فلا بد من قراءة الملعب جدا قبل بداية (النزال).
بالأمس كانت البداية من عاصمة دولة أذربيجان حيث إنطلقت صافرة قاطرة (دبلوماسية المخابرات) بقيادة مدير جهاز المخابرات العامة السوداني الفريق أول احمد إبراهيم مفضل حيث استطاعت أن تحرز العديد من الأهداف في شباك (الأعداء) ويليها اليوم هذا الخطاب التاريخي لرئيس الوزراء امام الجمعية العامة للأمم المتحدة وبذلك تبدأ فصول حلقات مسلسل كرامة وعزة السودان.
ما كل من يعمل في مؤسسات الأمم المتحدة (عميل) و(فاقد للوطنية) بل منهم رجال أقوياء ركلوا الوظيفة ذات العائد المالي (الذي يسيل له اللعاب) بمجرد أن تقاطعت مع (المصلحة الوطنية) وفضلوا حب أرضهم على الكسب الشخصي.
بدأ السودان مرحلة (التعافي والتشافي) وبداية الغيث قطرة وأن كانت خطوات هذه المرحلة تسير ببطء إلا أنها ستصل لنهاياتها بعزيمة وقوة الرجال.

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى