
توقف استيراد المواد الغذائية المحملة على صناديق (الطبالي) القادمة من المملكة العربية السعودية خلق فجوه كبيره بالأسواق لا سيما بعد توقف المصانع المنتجة للمواد الغذائية بسبب الحرب في العاصمة القومية الخرطوم.
طيلة فترة الحرب استطاعت البضائع المستوردة من سد النقص وردم الهوة وساهمت في الانتعاش الاقتصادي وتحريك العمالة.
استخدام نظام (IM) مصمم لكبار المستوردين من (العيار الثقيل) الذين تتجاوز رؤوس أموالهم (ترليونات) الجنيهات بينما المستوردين عبر ميناء سواكن من (صغار) الرأسمالية الذين لا تتجاوز رؤوس أموالهم ملايين الجنيهات أشبه ما يكونوا ب(تجار الشنطة).
التساوي ما بين الشريحتين من المستوردين فيه (ظلم كبير) فلا بد من التفريق بينهم من حيث التعامل والتقييم.
الحلول (التخديرية والمسكنة) من قبل السلطات لهذه القضية لا يعالح (أساس) المشكلة وللأسف الحكومة تتعامل مع (العرض وتتناسى المرض).
الحل الجذري للمشكلة يتمثل في عودة العمل كما كان وتقوم شرطة الجمارك بعملها وفقا للقانون ويتم إلغاء شهادة ال(IM) تحديدا في ميناء سواكن على أن يعمل بها بميناء استيراد الحاويات بمدينة بورتسودان.
في ظل الأوضاع الاستثنائية التي تعيشها البلاد نحن أحوج ما نكون لتوحيد (الجبهة الداخلية) والعمل على (حلحلة) المشكلات لا (صب الزيت على النار) واختلاق معارك جانبيه لتشغلنا من معركتنا الحقيقية.
عقلية التعامل ب(القطاعي) في حل المشكلات سياسة مجربه وفاشلة لا بد من الحلول بالجملة وبايجاد حلولا جذرية (توافقية) لا ضرر فيها ولا ضرار.
الهدف الأساسي من قيام ميناء الأمير عثمان دقنة هو خدمة (المحتمع المحلي) من أهل المنطقة وتطويره وتنميته بخلق وظائفا تساهم في تحسين أوضاعهم الاقتصادية باختصار كده (مشروع إعاشي).
2 مليون مواطن سوداني يعتمدون إعتمادا كليا في مصادر رزقهم في العمل بميناء سواكن في مختلف (المهن الشريفة) ويعيلون أسرهم ويعلمون أبنائهم في مختلف المدارس والجامعات.
عندما أغلقت السلطة أبوابها أمام ممثلوا المتضررين لجأوا لخيار (التظاهر السلمي) وقاموا (بتتريس) مباني رئاسة الجمارك ومنعوا الضباط من ممارسة عملهم بالإضافة لذلك طردوا مناديب الشركات وأغلقوا مباني رئاسة هيئة الموانيء البحرية بمدينة سواكن وما زال (التصعيد مستمر).
اقترحت السلطات أن يستمر العمل كما كان في السابق حتى نهاية العام الجاري إلا أن (المحتجين) رفضوا ذلك جملة وتفصيلا وطالبوا بالحل النهائي المتمثل في نفس نظام العمل القديم من دون تغيير أو تبديل.
في هذه الظروف (العصيبة) التي تشهدها البلاد نحن أحوج ما نكون للتماسك والوحدة والعمل بروح (الفريق الواحد) حتى نتجاوز (أزماتنا) لكي (نتفرغ) للقضية الأساسية ألا وهي حماية الوطن وسلامة أراضيه.
متخذو القرار مطالبين أن (يتفهموا) القضية من جميع جوانبها ويقتلونها بحثا ليتمكنوا من إتخاذ القرار المنصف الذي يحمي الحقوق بتراضي ووفاق مع كل الأطراف.
معركة الكرامة تحتاج للمال والرجال وأن تجار ومواطني مدينة سواكن أول من (سددوا فواتير) الدعم والمساندة للجيش السوداني الذي يخوض غد (غمار الحرب) إنابة عن الشعب السوداني.



