
يمتاز وزير الداخلية الجديد الفريق شرطة بابكر سمرا بصفات قيادية نادرة من بينها قوة الشخصية وإتخاذ القرار والمتابعة اللصيقة لتوجيهاتة إلى جانب القدرات الإدارية المصحوبة بالتجربة والممارسة.
لا يعرف المجاملة إطلاقا ومستمع جيد ويجيد إتخاذ القرار بعد تأني وتروي ولا يتراجع منه ويدافع عنه حتى آخر لحظة.
قليل الكلام كثير العمل لا يعرف التنظير والتسويف والمماطلة ضابط شرطة (قح) ينفذ القانون بصرامة حتى لو كان على أقرب الأقربين.
ينتمي الجنرال سمرا إلى قبيلة الهدندوة التي يتزعمها ناظر عموم قبائل الهدندوة ورئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة الناظر سيد محمد الأمين ترك ومسقط رأسه مدينة جبيت بمحلية سنكات في ولاية البحر الأحمر وهي أيضا مسقط رأس رئيس مجلس الوزراء الأسبق محمد طاهر إيلا.
عقب احالته للتقاعد برتبة الفريق قرر الجنرال سمرا أن يمتهن مهنة التخليص الجمركي فحصل على الرخصة وباشر مهامه كوكيل تخليص جمركي التي يتم تصديقها من قبل المدير العام لقوات الجمارك.
بنص قانون الجمارك عندما يتم تعيين (المخلص) في موقع سلطة يتم تجميد الرخصة إلى حين إعفائه من المنصب ومن ثم يعاود عمله بعد مغادرة الموقع وحدث ذلك لوالي ولاية البحر الأحمر الفريق الركن مصطفى محمد نور عندما تقلد موقعه الحالي.
حتى قبل ساعات كان يخضع الجنرال سمرا لقانون الجمارك (كمخلص) وبقدرة قادر أصبح اليوم رئيسا لمدير عام قوات الجمارك الفريق شرطة صلاح أحمد إبراهيم الذي يتبع إداريا لوزير الداخلية وفنيا إلى وزير المالية الاتحادي.
عقب تعيين وزير الداخلية الجديد أتوقع أن يكون هنالك كشف غير مسبوق بخصوص إحالات كبار جنرالات الشرطة في هيئتي القيادة والإدارة وقطعا سيكون ذلك تغيير (جذري) في كابينة قيادة الشرطة.
حسب ما أعلمه عن الوزير الجديد لم ولن يجامل بخصوص التجديد لمن تقاعد باكتمال السن القانوني وعلى رأسهم مدير الشؤون المالية الفريق شرطة عبدالمنعم الذي يمارس مهامه بــ(المشاهرة) وذلك للاستفادة من خبراته ويرجع له الفضل في (تثبيت) أركان الشرطة (ماليا) أثناء الحرب وبعدها.
غاب المدير العام لقوات الشرطة الفريق أول شرطة خالد حسان من منزل الوزير الجديد بغرض التهنئة علما بأنه متواجد في مدينة بورتسودان وتشرفت بزيارته في منزله مساء اليوم واقتصر المهنئين فقط في أفراد أهله وأصدقائه وأحبابه غياب الجنرال خالد حسان فتح الباب للتساؤلات والاستفهامات أتمنى أن يكون (أتى) من بعدي وأن (تأتي) متأخرا خيراً من الا (تأتي)، علما بأنه كان من (المداومين) على زيارة الوزير السابق خليل باشا سايرين في كل المناسبات العامة والخاصة.
مهمة وزير الداخلية في هذا التوقيت لم ولن تكن (سهلة) ففيها العديد من الملفات الشائكة وعلى رأسها الأمن الداخلي أوجب واجباته.
يبدو لي أن مساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول شمس الدين كباشي مازال ممسكا بملف القوات النظاميه إدارة وترتيبا وتنسيقا (بصمته) واضحة (ونفسه) محسوس من خلال الاختيار بحكم اشرافه السابق لهذا الملف منذ زمن طويل فوفق في ذلك وأحسن (الاختيار).
وزير الداخلية الجديد الوزير الثاني الذي يشغل هذه الوزارة بعد وزير الداخلية الأسبق المهندس إبراهيم محمود حامد وكلاهما ينتميان إلى قبائل (البجا).
يمكن أن (ينجح) الوزير الجديد في مهامه القادمة إذا توافرت له (البيئة الصالحة والبطانة النظيفة) والإمكانيات المالية التي تعينه في مهامه الجديدة.
ينتمي الوزير الجديد للدفعة 44 ومعروف في وسط أبناء دفعته بالتميز وحسن السير والسلوك والانضباط والضبط والربط.
وزير الداخلية الجديد لم ولن يسمح لأي شخص أن يتحدث باسمه (ويحشش) بمكانته أيا كان موقعه لا مدير مكتب ولا سكرتير حتى (يغطي) عليه ويتركه وزير شكلي وديكوري.
حصة شرق السودان ممثلة في (حقيبتان وزاريتان) تم إعلان الحقيبة الأولى وفي انتظار الحقيبة الثانية والتي ستأتي تباعا نتمنى أن لا تتاخر (خير البر عاجله).
حصة اتفاقية جوبا من الوزارات هي سبب التأخير عن إكمال التشكيل الوزاري القادم ويبدو لي (حاتتطول) لأن هنالك (أمور خفية) غير ظاهرة للعلن (والله يستر).
حفل التكريم الذي أقيم لوزير التجارة السابق عمر بانفير كانت النتيجة إعفائه ولكن الأجمل من خلفه في ذات الموقع يتفوق عليه بالخبرات في المجال الأمني وكلاهما ينتميان لنفس القبيلة وينحدران من مدينة جبيت قلعة العلم والمعرفة.
مقعد شرق السودان بمجلس السيادة فازت به (إمرأه) الدكتورة نوارة بافلي ومقعد الممسك بملف الأمن الداخلي جنرال في الشرطة عركته الحياة والتجارب فهل (سيرضي) هذا التمثيل أهل شرق السودان؟؟؟؟ وسيسكت ذلك صوت الإقصاء والتهميش أتمنى ذلك.



