
مدير غابات ولاية سنار: مليشيا الدعم السريع خربت القطاع الغابي بالكامل ونعمل على اعماره ولن نتوقف
سنار: بشري بشير
تعد الغابات إحدى الموارد الهامة التي يمكن أن يرتكز عليها اقتصاد السودان خاصة الصمغ العربي والموارد الأخرى وخلال فترة اجتياح مليشيا الدعم السريع لولاية سنار عاثت فسادا وتخريبا ممنهجا في الغابات بجميع محليات ولاية سنار بل في بعض المناطق أزالت الغابات بالكامل وبعد تحرير ولاية سنار عملت غابات ولاية سنار والغابات الاتحادية على التخطيط لإعادة تعمير بالمشاركة الشعبية فنفذت غابات سنار عددا من برامج اعمار الغابات بمشاركة المجتمع.
ومواصلة لهذه البرامج وقف والي ولاية سنار اللواء ركن (م) الزبير حسن السيد أن الزيارة الحقلية لغابة صابون المحجوزة بمحلية السوكي تعد أنموذجا للإعمار داعيا المواطنين في جميع أنحاء الولاية لحذو حذوهم، وقال الزبير إن غابة صابون المحجوزة أصبحت رمزاً للأمل والعمل والعزيمة ومعلماً من معالم صمود أبناء ولاية سنار.
وأضاف أن العاملون في الهيئة القومية للغابات والمجتمعات المحلية المجاورة أثبتوا أن الإرادة الوطنية لا تُهزم، وأن العمل الجاد المخلص كفيل بإعادة الحياة إلى أرضٍ حاولت الظروف أن تَخمد خضرتها.
فما تحقق هنا من تعميرٍ بالمشاركة الشعبية هو نموذج يُحتذى به في كيفية توحيد الجهود بين الحكومة والمجتمع، بين الرؤية المركزية والعمل الميداني.
وأضاف الوالي إننا في حكومة ولاية سنار نؤمن بأن الأمن لا ينفصل عن الإنتاج، وأن الزراعة لا تكتمل إلا بوجود الغابات التي تحفظ التوازن البيئي، وتُسهم في استقرار المجتمعات الريفية، وتوفير مصادر دخل مستدامة للأسر.
لافتا إلى أن ما تحقق من انجاز في هذه الغابة – بنسبة تنفيذ بلغت أكثر من 85% من المستهدف يعد إنجازاً ودليلاً على ما يمكن أن يتحقق عندما تتوحد الجهود وتصدق النوايا.
محييا الهيئة القومية للغابات على جهودها الكبيرة رغم شُح الإمكانات وصعوبة الظروف، وخص بالشكر المجتمعات المحلية في حلة سعيد وقلاديمه الذين كانوا بحق حراس الغابة وأوفياء للأرض. وقال إن حكومة الولاية ستظل داعماً أساسياً للغابات وستعمل على توفير ما يمكن من الدعم الفني والمالي، بالتنسيق مع المركز، من أجل إعادة تأهيل ما تم تدميره، وتهيئة بيئة العمل حتى تستعيد الغابات دورها الريادي في التنمية والاقتصاد، َوأكد الوالي التزامهم بمواصلة اعمار غابات الضهره بالدالي والمزموم وغرب سنار وشرق كركوج، وقال إن الصمغ العربي سيكون عنوان التنمية المستدامة وموردا اقتصاديا مهما للولاية والسودان.
فيما استعرض المدير العام للهيئة القومية للغابات بالانابة يحيى آدم عبدالله السياسات العامة للهيئة وقال إن الهيئة القومية للغابات تمضي بثبات في تنفيذ سياسات واضحة المعالم، ترتكز على مبادئ الاستدامة، والمشاركة، والتكامل بين الأمن والإنتاج، انطلاقاً من قناعتهم الراسخة بأن الغابات ليست مجرد أشجار تُزرع، بل هي ركيزة للأمن البيئي والاقتصادي والاجتماعي.
وابان تجربة تعمير غابة صابون المحجوزة بالمشاركة الشعبية أثبتت أن المواطن شريك أصيل في إدارة الموارد الطبيعية، وأن التنمية الحقيقية لا تتحقق إلا عندما تتوحد الجهود بين الدولة والمجتمع المحلي مبينا أن الهيئة تتبنى نهجاً قائماً على التوسع في الغابات التعاونية، وإقامة شراكات إنتاجية مع اتحادات الرعاة والمزارعين، ليكون الصمغ العربي ومشتقات الغابات رافداً اقتصادياً قومياً يعزز سبل كسب العيش ويحافظ على البيئة، مبينا أن قطاع الغابات واجه تحديات كبيرة تمثلت في تدمير للبنية التحتية واستنزافا للموارد، وقال إن كل هذا لن يثنينا عن أداء رسالتنا، بل كانت دافعاً لتقوية منظومتنا الفنية والإدارية، وتعزيز قدرات العاملين، وإعادة تأهيل البنية التحتية بمنظور حديث يعتمد على الكفاءة، والتحول الأخضر، والطاقة البديلة.
كاشفا عن السياسات التي ترتكز عليها الهيئة العامة والمتمثلة في التوسع في تعمير الغابات الطبيعية والمحمية بمشاركة المجتمعات المحلية.
و إدخال التقانات الحديثة في إنتاج الشتول وإدارة الموارد الغالبية و إعادة تأهيل البنية التحتية لمنشآت المناشير ومراكز الإنتاج بالولايات وتشجيع الاستثمار المسؤول في منتجات الغابات وخاصة الصمغ العربي و تعزيز برامج الأمن البيئي والتوازن الإيكولوجي بالتعاون مع الشركاء الوطنيين والدوليين. مؤكدا مضيهم في تنفيذ مشروعات قادمة لتعمير غابات الضهرة بالهشاب والطلح والكتر في الدالي والمزموم وغرب سنار وشرق كرحوج، ضمن خطة وطنية لإحياء الغطاء الغابي واستدامة موارده.
مقدما صوت شكر لحكومة ولاية سنار لاهتمامها بقطاع الغابات واعماره.
من جهته أكد مدير غابات ولاية سنار محمد عثمان أبكر أن الزيارة الحقلية لغابة صابون المحجوزة تأتي في إطار المتابعة الميدانية لمشروعات تعمير الغابات بالمشاركة الشعبية وقال انها تمثل نموذجاً حقيقياً للتعاون البنّاء بين الهيئة والمجتمعات المحلية، امتداداً لما تم التعهد به في عيد الشجرة الـ62 في أغسطس الماضي، من خلال مبادرة التعمير بالشراكة مع اتحاد الرعاة وقال ان قطاع الغابات بولاية سنار؛ هد تدميراً واسعاً على يد مليشيا الدعم السريع، مما أدى إلى استنزاف موارد الغابات وتخريب بنيتها التحتية.
ورغم ذلك، فقد انتصرت عزيمة العاملين في الهيئة وغيرة المجتمعات المحلية المجاورة للغابة، فكانوا بحق سنداً وعوناً في تحقيق أهداف التنمية البيئية والإنتاجية لافتا إلى أن تضافر جهود حكومة ولاية سنار والهيئة القومية الغابات والمجتمعات انتجت خيرا وفيرا من المحاصيل الغابية والزراعية وكلها ثمرةً لتلك الجهود المشتركة.
مشيرا الى إن ما تحقق في ولاية سنار رغم الظروف والتحديات يمثل إنجازاً كبيراً ومصدر فخر لكل العاملين في قطاع الغابات مبينا أنه تمت زراعة 10,260 فداناً من جملة 12,000 فدان مستهدفة، بنسبة تنفيذ بلغت 85.5%، كما تم إنتاج حوالي 300 ألف شتلة من أصل 500 ألف مستهدفة، رغم أن عمليات التأهيل والتشغيل لم تبدأ إلا بعد شهر أبريل الماضي مؤكدا ان الغابات لا تزال في حاجة ماسّة إلى مزيد من الدعم والاهتمام، في ظل استمرار الهجوم عليها نتيجة الطلب المتزايد على الطاقة في القطاعات المدنية والعسكرية، وندرة البدائل وارتفاع أسعار الغاز. وقال ان القطاع الغالي يعاني من ضعف الصرف المالي رغم كونه من القطاعات الإيرادية المتميزة في الولاية.
واضاف ان عدوان المليشيا الأخير تسبب في تدمير كامل للبنية التحتية لمناشير الأوسط المتمركزة بولاية سنار، مما أخرجها عن دائرة الإنتاج خلال هذا العام.
وتعمل الهيئة القومية للغابات حالياً على توفير المناشير وقطع الغيار والأجزاء الميكانيكية، بينما تبقى الحاجة قائمة لتوفير عدد (2) تركتور، وصيانة المحول الرئيسي، وإنشاء مكتبين للعاملين لضمان استمرارية العمل مبينا ان هناك خطط سيتم تنفيذها سيكون فيها الصمغ العربي حاضراً بتعمير غابات الضهرة بالهشاب والطلح والكتر في الدالي والمزموم وغرب سنار وشرق كرحوج، امتداداً لهذا النجاح المشهود ونموذجاً متقدماً للتنمية الريفية المستدامة التي تربط بين الإنتاج والحفاظ على البيئة.
من جانبهم عبر عدد من المواطنين عن جاهزيتهم لحراسة الغابات والعمل على اعمارها مع إدارة الغابات
والمتايع لبرنامج اعمار الغابات الذي انتهجته الهيئة القومية الغابات غابات ولاية سنار يجده برنامجا طموحا يحتاج وقفة الجميع حكومة وشعبا وجهات امنيه فالمسؤلية مسؤولية الجميع فلن نعود الغابات كما كانت الا بتضافر كل الجهود.