
قصة العميد محمد نور سعد والاتصال به من أحد الأحزاب السياسية آنذاك لقيادة انقلاب ضد حكومة الرئيس جعفر نميري هي مجموعة الجبهة الوطنية من تحالف الحزب الاتحادي الديمقراطي وحزب الأمة والأخوان المسلمون.
في فجر الثاني من يوليو 76 قاموا بعملية عسكرية شعبية ضد الحكومة، وإلى مدى قد سيطروا على بعض المواقع العسكرية والكباري والإذاعة ودار الهاتف ومطار الخرطوم، وبعدها الجيش أجرى عملية عسكرية محكمة نظم صفوفه وقام بهجوما مضادا كاسحا استعاد فيه كل المواقع المحتلة قبل الغروب. ومن هنا نرجع لقصة العميد محمد نور سعد يرويها لنا صديقه الوفي الودود المخلص ابن أم درمان الأصيل الذي تبرع بمنزلهم ناصية مقابل حديقة الموردة لمنتدى أبناء أم درمان عند بداية تأسيسه من حي الهاشماب حيث المولد والنشأة رجل الأعمال وصاحب العلاقات الاجتماعية العريضة الوجيه يوسف بدر عبدالرحيم حفيد دفع الله شبيكة.

يقول يوسف بدر عن صديقه العميد محمد نور حكايات مثيرة و جديرة بالمتابعة يبدأ قائلا أيام حكومة الفريق عبود كان طموح الشباب السفر إلى الخارج للعلم أو العمل لذا سافرت مع صديقي عبد الوهاب لالمانيا وكانت حينها مقسمة إلى شرقية وغربية، وكانت التأشيرات ساهلة والأمور ميسرة للسفر، وعندما وصلنا لم يكن لنا معارف، سمعنا بوجود سوداني مقيم اسمه عبد اللطيف الريح السنهوري عرفنا به دكتور عمر محمد إبراهيم مقيم، قدم لنا مساعدات تحصلنا على عمل وسكن أمورنا استقرت وآنذاك وصل إلى برلين خالي أحمد شبيكة في مهمة واتصل علينا بواسطة صديقه الذي عرفنا بالضابط محمد نور سعد، وجلسنا مع بعض جلسة طويلة وحصلت المعرفة والصداقة.
وبعدها امتدت وجدته نعم الصديق، محمد نور تحكى سيرته أنه أحرز الدرجة الأولى من مدرسة خور طقت الثانوية، وكانت فرصته كبيرة للاتحاق بجامعة الخرطوم ولكن فضل الكلية الحربية نسبة لظروفه الأسرية وتخرج من الكلية الحربية عام 1955.
يواصل السيد يوسف بدر الحديث عن صديقه محمد نور سعد قائلا: تم اختياره مع ضابط آخرين لتدريبهم بالمانيا وبعد انتهاء الدورة وقع الاختيار على محمد نور لتميزه وقدراته من بين الطلاب لدراسة الهندسة بالجامعة حتى تؤهله لإدارة مصنع للذخيرة ومجال صناعة السلاح.
عندما عاد إلى السودان من المانيا التحق بسلاح الأسلحة، وطيلة تلك الفترة الطويلة امتدت الصداقة له، وجدته رجلا كريما مبتسما يفرح بكثرة الضيوف ويحب النكتة والموسيقى، كان متواضعا يفتخر بوالده حاج (سعد نورين) كان رجلا تقيا ورعا يعمل خفيرا لحوض جامعة الخرطوم، لم يكن محمد نور يهتم بالسياسة، وأيضا تواصلت وتوطدت علاقتي معه على المستوى الأسرى.

كما لاحظت همه الأكبر والأساسي وشغله الشاغل أحوال الجيش السوداني أن تكون جيدة في كل النواحي والمحافظة على مهنيته وانضابطه.
وفي أوائل عهد الرئيس جعفر نميري، كان محمد نور سعد يشتكي ويتذمر ويتنرفز كثيرا ويتحدث عن الترقيات الاستثنائية، ويقول الفريق محمد هاشم عمل بها خلل بالجيش وبعدها بدأت تظهر عداوا بينه وبين الفريق هاشم ويستهدف محمد نور سعد، وحدثت مواجهات بينهما وصار محمد نور من دعاة التفكير في التغيير وبعدها وضع في الحبس بسجن كوبر وتم عزله من الجيش عام 1974،
وبعدها قرر العودة إلى ألمانيا لإعادة زوجته الألمانية ماجدة وابنه سعد لأنه كثيرا ما حاول استقدامها للسودان أيام خدمته بالجيش ولكن حساسية موقفه كضابط وهي المانية لا تمنحه سهولة الحصول عن تصديق لزواجه من أجنية.
موعدكم الحلقة 2 مع السيد يوسف بدر ليواصل ما انقطع من حديث (وما هي آخر كلمات محمد نور) قالها له وبعد ثوان الرصاص انهال على جسده.



