
ترجل الأستاذ عيسى السراج، المربي والمثقف والرياضي المطبوع والرقم الاجتماعي الذي لا يستهان به. حقيقةً لم أستطع أن أكتب وأسطر بعد وفاة الأستاذ الجليل عيسي السراج لسببين أولهما صدمة خبر الوفاة فقد سجل أخر ظهور له بالواتسب معي الساعة ١١ مساء الخميس، رحل بعدها والسبب الثاني فقد أصابتني الحيرة في أمري ماذا سأكتب عن الراحل وهو موسوعة في أشياءٍ متعددة، فهل أكتب عن تربيته للاجيال أو عن الصحفى الشامل ام حضوره الإجتماعي الفريد أم سأُعدد أعماله الحسنة، صراحة وأصدق القول، أن الكتابة عن عيسي تحتاج منى إصدار كتاب لكثرة أعماله وأفعاله الكثيرة المحترمة، سأعمل جاهدا ً لإصداره لأُوفيه حقه، ولكن سأحاول سردها في عامود فبسم الله أبدأ ،، هو عيسى محمد محمد صالح السراج، النشأةُ والمولد بالعام 1948 بحي ابوروف شمال بامدرمان، والده الأستاذ محمد عمل معلماً بمدارس الأقباط بامدرمان حيث درس إبنه بها، بعدها إنتقل عيسى لمدارس الشعب ببحرى والقبطية المصرية بالخرطوم، حاز على دبلوم معهد التأهيل التربوي اثناء الخدمة، وقضى فترة تدريبية بكلية التربية بخت الرضا، ووالده محمد بن محمد صالح السراج الذي شيد مدارس المستقبل المتوسطة (بنين وبنات) وكان عميدها، ثم أصبح الأستاذ عيسى بعده هو المدير ثم العميد وكان معه شقيقه سعيدحيث كانت مدارس المستقبل من المدارس الرائدة في الدورات المدرسية، وفي كافة المجالات وخاصة الرياضية والثقافية والفن، الأشقاء (عيسى وسعيد وموسى) كان لهم دور كبير فى ذلك، وبعدها توفقت المدرسة عن العمل فى 1992 علي إثر السياسات المعادية للتعليم الأهلي والمشجعة للتعليم الاستثماري (من رسالة اصبحت تجارة). عمل صديقنا الراحل في عدة مجالات لا تُحصى ولا تعد حيث عمل بالأندية الأُمدرمانية كنادى ودنوباوي وتولى مدير مركز نادى الشاطئ الثقافي الذي كان من أميز المراكز الثقافية، حيث كان يحرر صفحات فنية بمجلة الإذاعة والتلفزيون وعمل بصحيفة المريخ كنائب رئيس التحرير وكان له مكانة كبيرة واحترام خاص عند رجالات واقطاب المريخ، حيث كُلف برئاسة لجنة الاعلام في تأبين رئيس النادي بشير حسن بشير وكُنت معه عندما كان يعمل اجندة مرتبة في شكل مجلة مصغرة ويوزعها للاعضاء ويدفع ثمن طباعتها وتصميمها من ماله الخاص، شارك في تابين الراحل احمد محمد الحسن وتأبين عبد العزيز (وزه) لاعب المريخ وكان ضمن اللجنة الثقافة بالمريخ حيث لم يغب عنها لحظة.
اما في منتدى ابناء امدرمان هو الكل في الكل، ومركز نادى ابوروف هو ابو العريس وكذلك بنادي الزهرة،
علاقتى معه كانت قوية واصبحت صداقة متينة فهو اساسي فى المنتديات الثقافية وحين يغيب احيانا يكون براً وبسبب والدته وعلاجها والجلوس معها، ومن خلال رحلتى الطويله معه، وجدته شجاعاً قوياً لايخشى في الحق لومة لائم حيث كان يواجه المسؤولين بالاراء النيرة المقنعة اثناء اللقاءات، وفي مرة خاطب مجدى عبد العزيز معتمد امدرمان قائلاً (انا ما داير منك اى حاجة غير نظافة مدينة امدرمان).
بالمناسبات الاجتماعية نجده حاضراً في صلاة الجنازة في الصف الأول وفي الاجتماعات كان منضبطاً في المواعيد مثله في ذلك كأستاذنا هاشم ضيف الله
أذكر من الحكايات المضحكة والمبكية في إحدى الاندية بامدرمان، كانت هناك ندوة رياضية فقد خاطب رئيس النادى رواد الندوة بحضور معتمد امدرمان فطلب من المعتمد ان يمد لهم يد المساعدة فى تكملة بعض المنشآت داخل النادى بعد خاطب المعتمد الهمام الحضور وافق علي طلب الرئيس للمساعدة طالباً من الاستاذ عيسى السراج أن يحضر إليه فى مكتبه لاستلام المواد من طوب واسمنت وسط تصفيق حار من الجميع. بعد بأيام ذهب الاستاذ عيسى لإستلام المواد المتفق عليها. ولكن عيسى فشل فى هذا الامر رغم تردده لمكتب المعتمد عدة مرات فأصبح فى موقف حرج من ادارة النادى بل البعض اتهمه انه استلم المواد حولها لصالحه ،سعى عيسى سعيا حثيثا ًان يقابل المعتمد وقد نجح في ذلك حيث واجه المعتمد بكل شجاعة (وين المواد يا سعادتك) فضحك المعتمد انت يا عيسى صدقت انا عندى مواد ده كلام سياسة ساي !!!
فغضب وخاطبه أمام جمعٍ غفير انت لو ماقادرها ابعد منها، كان صارماً مما جعل الصادم حسن ابو والعائلة عندما أصدر صحيفة رياضية قام بتعينه رئيساً للتحرير كذلك عندما أصدر الراحل سيد احمد خليفة صحيفة الوطن فقد كان عيسى السراج مشرفاً صفحات الفن والمجتمع والرياضية.
ولا يفوتني مجهوده الجبار في طباعة كتاب المريخ حيث تم جمعه بمنزل الاستاذ حسن محمد عبد الله مع طه صالح شريف واحمد محمد الحسن وبعد وفاة حسن محمد عبدالله تابعه واشرف على طباعته في مركز الخرطوم للطباعة والنشر وقام بتوزيعه وعمل كتاب شارف على طباعته للفنان الكابلى.
لم يغادر البلاد خلال الحرب بل قام بتغطية العديد من الفعاليات بولاية الخرطوم،
اللهم أرحم الاستاذ الراحل عيسى السراج رحمة واسعة وادخله فسيح جناتك واغفر له وأجمعه من الصديقن والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا وانا لله وانا اليه راجعون.