حوارات

الأمين العام للمجلس الأعلى للتخطيط الإستراتيجي في الولاية الشمالية لــ(المسار نيوز): ما تعرضت له البلاد من حرب وتمرد ألقى بظلال سالبة على تنفيذ الإستراتيجية ولكن المجلس وضع كل التحوطات التأمينية

أمين دهب فضل: ديوان الحكم المحلي يعد النموذج في وضع الإستراتيجية وكل المؤسسات في الحكومة تعمل وفق ما هو مخطط له

لدينا خطة إستراتيجية تخدم التنمية وتخدم جملة الخدمات في الولاية من العام 2025م إلى 2030م
لا بد أن نشكر الأخ الوالي وشركاء التخطيط على دورهم المتعاظم في وضع الخطة الإستراتيجية للولاية
عملنا على تقييم ومراجعة خطة الولاية السابقة
المرحلة السابقة كانت تحدٍ بالنسبة لنا وبعض الوافدين إلى الولاية دعموا مشروعات الولاية

حاوره: هشام أحمد المصطفى (أبو هيام)
تصوير: طلال ـ إبراهيم مدثر
مقدمة الحلقة الأولى:ـ
يعٌد المجلس الأعلى للتخطيط الإستراتيجي في الولاية الشمالية من المجالس الرائدة في وضع كافة الخطط والبرامج الإستراتيجية التي تتنزل إلى مؤسسات حكومة الولاية الشمالية، والتي هي بدورها تعمل على تنفيذ كل ما هو مخطط له بدء من المشروعات التي يحتاجها المواطن وحتى الوافدين الذين طاب بهم المقام، وتولي الحكومة الوافدين أهمية قصوى في سبيل أنهم نزحوا من ديارهم اثر هذه الحرب اللعينة التي قضت على الأخضر واليابس وجعلتهم وأجبرتهم على ترك منازلهم وديارهم وطاب بهم المقام في الولاية بحكم أنها ولاية آمنة ومستقرة بفضل المجهودات الكبيرة التي ظلت تبذلها الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة وحكومة الولاية كل هؤلاء مشكورين على ذلك.
لكن من الملاحظ أن الولاية أيضا ظلت من الولايات المستهدفة من قبل المجموعات المتمردة ونقصد آل دقلو الذين تمردوا على العرف والإنسانية ونهبوا الممتلكات وأجبرو المواطنين على هجر ديارهم .
وبفضل التخطيط السليم والقويم عملت الولاية والمواطنين على مجابهة التحدي واصطفوا مع القيادة والقوات المسلحة لمجابهة هذا الخطر المحدق على الولاية الشمالية، وهنا يكمن الدور المتعاظم للمجلس الأعلى للتخطيط الإستراتيجي وعلى رأسه أحد الضباط الإداريين والعلماء الضليعين في مجال الإدارة والتخطيط واسمه الأستاذ/ أمين دهب فضل، أمين عام المجلس وعند لقاءنا به لإجراء هذا الحوار الرجل مشكورا أحسن استقبالنا وأكرمنا بتفضله واخجلنا بتواضعه وأبهرنا بعلمه وثقافته ومعرفته التامة بأهمية التخطيط الإستراتيجي التي من خلالها يمكن أن تعالج كل المشاكل والمعوقات التي تواجه الأداء العام لمؤسسات الدولة .
و أدرنا معه هذا الحوار و كان ضيفا عزيزا على المشاهدين لبرنامج ضيوف وقطوف و نستعرض جانبا منه في الصحيفة . فالى مضابط الحوار:ـ
مرحبا بكم الأخ أمين عام المجلس الأعلى للتخطيط الإستراتيجي بالولاية الشمالية؟
مرحبا بالإخوة في صحيفة المسار نيوز وقناة المسار في مقر أمانة المجلس بالولاية الشمالية، وحاضرتها مدينة دنقلا، وأرحب بكل الإخوة القراء والمستمعين، ونسأل الله أن نكون خفيفي ظل على المشاهدين والقراء، وأجدد شكري وترحابي بكم .
الأخ الأمين لعلى هذا المجلس ظل يضطلع بأدوارٍ كبيرة ومتعاظمة جدا فيما يتعلق بالتخطيط الإستراتيجي والآن معلوم أن البلاد تمر بمنعطف أمني ومرحلة من مراحل التحول السياسي، ولا شك أن لديكم رؤية فيما يتعلق بالتخطيط لمجابهة كل التحديات التي تواجه المجتمع السوداني؟
نعم في الحقيقة الولاية الشمالية شأنها شأن الولايات الأخرى في السودان، وهي من أوئل الولايات التي كان لديها اهتماما بصورة كبيرة ومتعاظمة بالمسار التخطيطي للدولة، وهذا المسار بشكل عام يعد مسؤولية اتحادية، ولكن هذه المسؤوليات كما تعلمون أنها تتنزل على الولايات من خلال مستويين، المستوى الأول وهو المستوى الولائي كأحد مستويات الحكم الثلاثة المعروفة في السودان، بخلاف المستوى الاتحادي وهذ المسار يعد مسووليه تضامنية بين السلطة الاتحادية والولايةالمتعلق بالتخطيط تتنزل علينا الخطط الإستراتيجية للاستهدفات الكبيرة بالنسبة للدولة السودانية،

IMG 20250410 WA0065

نحن في جانب التخطيط الإستراتيجي بالولاية الشمالية قطعنا شوطا بعيدا في وضع الخطط الإستراتيجية إلى أن فوجئنا كما فوجئيت الدولة السودانية بهذه الحرب اللعينة التي فرضت علينا جميعا، وفي هذا الجانب حدث تغييرا وكان لا بد أن تستجيب الخطط الإستراتيجية للمتغير الكبير الذي حدث في السودان مثل هذا الحدث الكبير المتعلق بالحرب.
لعلى هذا الأخ الأمين ما يحدث الآن هو اعتداء غاشم حقيقة، لكن ما يميز أهل الولاية الشمالية أنهم اصطفوا لمجابهة هذا الاعتداء الغاشم والتمرد، إذا كيف تنظر أمانة المجلس لحجم الخطط التي تنزلت من أجل الحفاظ على أمن ومكتسبات أهل السودان والولاية بصفة خاصة؟
مما لا شك فيه هناك تحدٍ كبيرا واجه الولاية الشمالية، وبالتالي واجه العملية التخطيطية، وكما تعلم أخي هشام أن العملية التخطيطية تعني الانتقال مما كانت عليه في نقطة محددة إلى نقطة أخرى يتم فيها تطوير القدرات التنموية، وأيضا يطور من خلالها مجمل العمل الذي يستهدف توفير الخدمات، ويستهدف أيضا تطوير المجالات المختلفة في الولاية، نحن واجهنا في الولاية واحدة من أخطر ما فرض علينا في الولاية وهو وجود الولاية الشمالية من أصلها تمثل ذلك في موقفين رئيسين، الموقف الأول العدد الكبير جدا من الوافدين الذين جاءوا إلى الولاية، وكما تعلمون أن عدد سكان الولاية الشمالية في أحسن الحالات لا يتجاوز المليون نسمة وهذا العدد يتراوح ما بين سبعمائة وخمسون ألف إلى مليون من المواطنين المستقرين في الولاية، تضاعف هذا العدد إلى ما يقارب إثنين مليون ونصف
إذا هذا التضاعف من الوافدين الذين جاءوا إليكم من الولايات اثر هذه الحرب اللعينة كيف تمكنت الحكومة الولائية من مجابهة هذا العدد الهائل من الوافدين؟
نحن واجهنا التحدي في مرحلتين، الأولى يمكن أن تسمى مرحلة الصدمة، والثانية مرحلة تجاوز الصدمة إلى التنفيذ، نحن الآن بحمد الله سبحانه وتعالى في هذه المرحلة الثانية وهي ممتدة إذا أخذناها بالفترات الزمنية، وهي ممتدة تقريبا منذ سبتمبر٤ 202 إلى الآن وفي هذه المرحلة تم الآتي، الولاية الشمالية معروفة تاريخيا أنها ولاية بزلت فيها الخدمات الأساسية من واقع المواطنين سواء كانوا مقيمين أو كانوا مغتربين، هذه الميزة كانت واحدة من الميزات التي تقام عليها الإستراتيجيات بالضرورة، وحينما جاء إلينا الوافدين وبهذه الأعداد الكبيرة التي أشرنا إليها قمنا بتقسيم العدد إلى قسمين، القسم الأول الحكومي المعني بايواء هؤلاء الوافدين وايجاد مقرات بديلة مؤقته بالنسبة لهم، والجانب الثاني هو جانب الاعتماد على الأسر الموجودة ومستقرة في الولاية الشمالية لدورها في استضافة أعداد كبيرة جدا من هؤلاء الوافدين، وإذا تم تقسيم الوافدين بهذه الطريقة نجد أن هناك 50% من الوافدين الموجودين في المناطق المختلفة التي أهتمت بهم المحليات وقامت بوضع دور الايواء، والـ 50% المتبقية هم الآن موجودين مع الأسر بالولاية .
دعنا نتعرف على تأثير الحرب على اقتصاديا الولاية الشمالية؟
نعم هناك تأثيرا بالغا لهذه الحرب اللعينة، وكما هو معلوم أن الولاية وعموم الحكومات لديها اهتماما كبيرا بتقديم الخدمات والخدمة التي تخطط لمقابلة مليون شخص فيما قبل الحرب هي بالتأكيد مختلفة تماما عن الخدمة التي يتم تخطيطها لكي يستفاد منها أكثر من إثنين مليون ونصف مواطن ووافد كما ذكرت، وهذه تعد واحدة من الصدمات التي تحدثت عنها، والجانب الآخر المهم جدا هو التأثير الأمني على هذا العدد الكبير، وبالتأكيد هذا العدد لديه تأثير في الجوانب الأمنية، وكما هو ملاحظ الجوانب الأمنية في مرحلة الصدمة الذين تم تسجيلهم في مضابط الشرطة تضاعف أكثر من عشرة مرات مما كان مسجلا في مضابط الشرطة سابقا، ثم بدأت المضابط تشهد تراجعا كبيرا مما وصلت اليه في الفترة الأولى حيث تراجعت نسبة أكثر من 127% ماكانت علية وهذه النسبة تعني أن هناك عملا كبيرا وهناك جانب كبير من الصرف تم للتأمين والاستقرار الأمني. للولاية الشمالية وهذا ما شهدته في الربع الأخير من العام 2024م .

IMG 20250410 WA0063
وماذا عن ملامح الخطة الإستراتيجية للولاية داخل مؤسسات الحكم المحلي والولائي بالولاية الشمالية؟
حقيقة بالنسبة للخطة الإستراتيجيةتوقفت متابعة الخطة نصف القرنية مع الحرب تشمل الخطة الإستراتيجية القومية توقفت في فترة الحرب والآن الدولة السودانية لا تملك موجهات إستراتيجية تعمل من خلالها لتوجيه الولايات ونحن في الولاية الشمالية بحمد الله تعالى تجاوزنا هذا العمل، والآن لدينا خطة إستراتيجية تخدم التنمية وتخدم جملة الخدمات في الولاية من العام 2025م إلى 2030م .
إذا الأخ الأمين العام هل عمل المجلس على إنفاذ خطط الولاية من الانهيار وكيف تجرى عمليات تنفيذ الخطة الإستراتيجية بالولاية؟
نحن بذلنا جهدا ووقتا كبيرا إلى أن توصلنا لوضع الخطة الإستراتيجية 2025ـ2030م، هذا الجهد في جانب الزمن وحده تم خلال تسعة أشهر، وكنا في اجتماعات مستمرة في جانب التخطيط والمراجعة والتدريب لوضع الخطة الإستراتيجية، جميع الخطوات التي تم تنفيذها كانت كالآتي، أولا الاستفادة من كل الخبرات منها خبرات الدعم الإستراتيجي التي وفدت إلى الولاية الشمالية نحن استفدنا منها تماما وقمنا بتشكيل عدد من اللجان استفدنا منها في وضع الإستراتيجية، بجانب شركاء العملية الإستراتيجية الذين كانوا موجودين أصلا في المجالات المختلفة سواء كانت بجامعةدنقلا أو المجالات الأخرى الإستراتيجية، هؤلاء تم الحاقهم وتضمينهم للخطة الإستراتيجية، إضافة إلى الإستراتيجيين الوافدين كما ذكرت، ووصولا لوضع الخطة، و تم تدريب ما يقارب 8% من جملة العاملين في الخدمة المدنية في الولاية خلال هذه الفترة، و الان اصبحت لدينا خطةنحن قمنا بمراجعة وتقييم الفترة التي تم تحديدها من 2023م إلى 2029م إلى التقييم والمراجعة وكل عمليات التقييم والمراجعة أصدرنا بشأنها كتابا .
إذا كيف وجدتم عملية المراجعة والتقييم فيما يتعلق بالتنفيذ؟
حقيقة عملية التقييم والمراجعة وصلت إلى موجهات، هذه الموجهات هي التي أسست عليها عملية وضع الخطة الإستراتيجية الممتدة، وهذا يعد جهدا كبيرا، ومن خلالكم نشكر كل الإخوة الشركاء الذين تعاونوا معنا سواء في الوزارات و المحليات، أيضا شكرنا للإخوة شركاء التخطيط الإستراتيجي الذين وفدوا إلينا من المناطق والمواقع المختلفة في السودان نسبة لاندلاع الحرب، وفي مقدمة الشركاء والداعمين يوجد الأخ الوالي وهذه فرصة طيبة نشكر الأخ والي الشمالية لجهده ودوره الكبير جدا ومتابعته اللصيقة لعمليات التخطيط الإستراتيجي، تمت اجازة الخطة الإستراتيجية 2025م ـ 2030م بمجلس وزراء حكومة الولاية الشمالية ونحن الآن نعتبر الولاية الوحيدة التي تمتلك خطة إستراتيجية ممتدة.
وماذا عن خطة 2024م وكيف كانت تنساب عملية التنفيذ؟
في العام 2024م الخطة التي تم وضعها كانت عبارة عن خطة اسعافية لتلمس الصدمة، والآن العام ٢٠٢٥ يعتبر عام الأساس للخطة الممتدة وبوابة خروج من أعوام الصدمة
نحن في الخطة الإستراتيجية في حالة تدريب مستمر لادارات التخطيط في الاجهزة الحكومية المختلفة وهذة مناسبة تقال لاكرر شكري لمنسوبي التخطيط الإستراتيجي مع الاشارة لسابقة وضع الخطة الإستراتيجية لديوان الحكم المحلي بالولاية كسابقة.
نواصل في العدد القادم،،،

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى