الرأي والتحليل

الباقر عكاشة عثمان يكتب: أدوار القوى المختلفة ومآلات الصراع السياسي والعسكري في السودان

شاركت كل قطاعات الشعب السوداني في ثورة ديسمبر المجيدة بما في ذلك غالبية الإسلاميين حيث خرج كل طرف يغني على ليلاه فقد كان أمل معظم أبناء الشعب تحقيق غد أفضل وتحرير مؤسسات الدولة من قبضة التمكين والاحتكار دون الانزلاق إلى دوامة الانتقام أو الفجور في الخصومة بينما خرج البعض الآخر مدفوعا بفوبيا (الكيزان) غير ملتفتين إلى ما قد تؤول إليه الأمور من نتائج كارثية تهدد مستقبل البلاد تحت شعارهم الأحادي (تسقط بس) . وهناك من كانت غايتهم استبدال تمكين بتمكين مستخدمين ذات الأدوات القديمة مرددين شعارات الثورة (حرية سلام وعدالة) بألسنتهم دون قلوبهم مستغلين نشوة الثورة وحماس الشباب لتحقيق مآربهم الخاصة برافعة فولكر وقوات حنين
الفئة الأولى من الثوار ما إن أعلن الجيش انحيازه للشعب حتى استقبلوا ذلك بترحاب وحيوا القوات المسلحة ثم عادوا إلى منازلهم مطمئنين إلى أن البلاد أصبحت في أياد أمينة إيمانا منهم بأن القوات المسلحة كانت ولا تزال الأكثر حرصا على سلامة السودان واستقراره في مواجهة المؤامرات الداخلية والخارجية أما أصحاب الأجندات الخاصة فقد خاضوا صراعا مع العسكر في عقر دارهم، ممارسين ضغطا كثيفا مستغلين الشعارات البراقة وحينها، انحنى العسكر للعاصفة إلى حين بحكمة ووعي تفاديا لانزلاق البلاد إلى الفوضى.
ومع مرور الوقت اكتشف الشعب السوداني انحراف القوى المدنية التي شاركت العسكر في إدارة المرحلة الانتقالية إذ لم تولِ اهتماما بالملفات الجوهرية لعملية الانتقال من مفوضيات السلام والعدالة والانتخابات فقط صب جهدهم في تغيير المناهج والنوع وفي ظل هذا الإخفاق جاء خطاب الخامس والعشرين من أكتوبر ليعيد الأمل للشعب إذ كان خطابا واقعيا لامس وجدانهم معلنا بداية تصحيح المسار بفض الشراكة مع تلك القوى وبعد خروج ذات القوى السياسية من السلطة،حاولت العودة عبر (الاتفاق الإطاري) مدعومة بأطراف خارجية كانت تضمر أجندات مشبوهة.
إلا أن قواتنا المسلحة كانت يقظة ومدركة لحجم المخاطر حيث رصدت تلك الأيادي الأجنبية التي احتضنت بعض القوى السياسية الطامحة وقدمت لها المال والدعم في سبيل تنفيذ مشروع يهدف إلى تفكيك السودان بدءا من الأسرة والمجتمع والوطن خدمةً للمستعمر الجديد الطامع في موارد البلاد.
وبفضل وعي القيادة العسكرية تم إحباط مخطط تنفيذ (الاتفاق الإطاري) الذي انكشف دوره التخريبي من خلال تورط قوات الدعم السريع التي تم التغرير ببعض أفرادها، وعلى رأسهم المتمرد دقلو الذي انقاد خلف تلك المشاريع المشبوه حتى أشعلوا فتيل الحرب اللعينة تلك الحرب التي دمرت الزرع والضرع وأدخلت البلاد في نفق مظلم وذبحت الوطن والمواطن
وفي محاولة يائسة، بعد أن فقدوا كل شيء عسكريا واجتماعيا اجتمعوا مؤخرا في كينيا لتشكيل ما أسموه بـ(حكومة منفى) فوق جثث المواطنين الأبرياء متناسين أن الشعب وجيشهم أصحاب القول الفصل وبهذا السلوك الأرعن أثبتوا بما لا يدع مجالًا للشك أنهم الذراع السياسي لقوى التمرد والخيانة وقد ظهر الخبيث من الطيب وانكشف المستور أمام الشعب السوداني والعالم أجمع.

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى