الرأي والتحليل

الصفر البارد.. جلال الدين محمد إبراهيم يكتب: العودة للخرطوم رهينة بعودة الخدمات (المياه + الكهرباء + العلاج)

شهدت مدينة الخرطوم، العاصمة القومية، واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والخدمية في تاريخها الحديث، حيث تعرضت البنية التحتية للخدمات الأساسية، وخاصة قطاعي الكهرباء والمياه، لتدمير ممنهج ومنظم على يد قوات الدعم السريع والمرتزقة.
هذا التدمير لم يقتصر على مناطق محددة، بل طال عموم ولاية الخرطوم ومدنها الثلاث الرئيسة: (الخرطوم – بحري – وأم درمان).
وقد أدى هذا الدمار إلى انهيار شبه كامل في الخدمات الحيوية، مما يؤثر بشكل مباشر على حياة الملايين من السكان الذين يعانون من نقص حاد في الكهرباء والمياه النظيفة مع وجود (تلوث للبيئة العامة وانتشار الفيروسات والجراثيم) ومخلفات الحرب من (متفجرات) يجهلها المواطن العادي وربما يصاب منها بالانفجار و بالموت !!
تدمير قطاع المياه :-
شبكات المياه في الخرطوم لم تسلم من الدمار أيضاً، تم استهداف محطات الضخ الرئيسة، وخزانات المياه، وخطوط الأنابيب التي توفر المياه النظيفة للمنازل والمستشفيات، وقد أدى ذلك إلى انقطاع المياه عن مئات الآلاف من الأسر، مما أجبر السكان الاعتماد على مصادر مياه غير آمنة، مثل الآبار غير المرخصة أو المياه السطحية الملوثة، مما زاد من خطر انتشار الأمراض المنقولة عبر المياه، مثل الكوليرا والإسهال الحاد.
في ظل عدم وجود كهرباء، أصبح من المستحيل تشغيل مضخات المياه التي تعتمد على الطاقة الكهربائية، مما زاد من تفاقم الأزمة، كما أن تدمير البنية التحتية للمياه جعل عملية إصلاحها وإعادة تشغيلها مهمة شبه مستحيلة في المدى القصير، خاصة في ظل استمرار الاشتباكات وعدم الاستقرار الأمني ولن يكون للشعب حياة بدون ماء، والثابت في قول رب العالمين:-
(وجعلنا من الماء كل شيء حي )
إذا لا حياة بدون ماء، وبالتالي على والي الخرطوم بالذات أن لا يشغل نفسه إلا بإصلاح محطات المياه خاصة محطة بحري التي تم تدميرها بشكل رهيب، فالشعب لن يقبل بحكومة لا تقدم له ابسط وسائل الحياة (الماء) هل رسالتي وصلت !!!
تدمير شبكات الكهرباء :-
كذلك هؤلاء المرتزقة ومليشيات (آل دقلو المجرمين) قاموا بتدمير محطات توليد الكهرباء الرئيسة، وقامت حتى بتدمير (محولات الكهرباء بالأحياء) مما يشي أن اصلاح الأعطال لن يكون سهلا والتكاليف باهطة جدا جدا، خاصة في مدينة (بحري) تم دمار بصورة تنم عن عملية (انتقام مدروس ومعد له مسبقا) من هذه المليشيات المرتوقة أهدافها كانت تهجير الشعب إلى الأبد من الخرطوم بالذات !!
هذا التدمير لم يكن عشوائياً، بل كان جزء من إستراتيجية لإضعاف مقاومة السكان وإجبارهم على النزوح من مناطقهم. كما أن تدمير البنية التحتية للكهرباء أثر سلباً على الخدمات الأخرى، مثل الاتصالات والإنترنت، مما عزل المدينة عن العالم الخارجي وزاد من معاناة السكان.
آثار الدمار على الحياة اليومية:-
تدمير قطاعي الكهرباء والمياه في الخرطوم لم يؤثر فقط على الجانب الخدمي، بل ترك آثاراً اجتماعية واقتصادية وصحية عميقة، فبدون كهرباء، توقفت العديد من الأنشطة الاقتصادية، وأصبحت الحياة اليومية للمواطنين أكثر صعوبة، المستشفيات، التي تعتمد بشكل كبير على الكهرباء لتشغيل الأجهزة الطبية، أصبحت غير قادرة على تقديم الخدمات الأساسية، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الصحية.
آخر المداد:-
على الحكومة أن تترك كل الحديث الجانبي عن إعادة الاعمار، وتحول كل مجهودها وكل الأموال من أجل اصلاح قطاع المياة والكهرباء والمستشفات وإعادة مخازن الدواء، ثم نظافة العاصمة من مخلفات المتفجرات والرصاص ونظافة البيئة من مخلفات الجثث التي لم يتم دفنها !!
المهمة شاقة وتطلب جهود كل الشعب مع الحكومة في اصحاح البيئة بصفة خاصة ولذلك نطالب أن يعود كل الشباب خاصة الفئة المتعلمة التي تفهم كيفية اصلاح البيئة !!!
(ولنا عودة بإذن الله)

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى